13 مارس 2023 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة "ذي ناشيونال" الباكستانية مقالا كتبه ياسر حبيب خان في 10 مارس الجاري، بعنوان "الدورتان السنويتان للهيئتين التشريعية والاستشارية بالصين لعام 2023، وإدراكُ العالم تدريجياً أنهما مفتاح النجاح الشامل للصين"، وجاء في المقال أن الدورة الأولى للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني والدورة الأولى للمجلس الوطني الرابع عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني منحتا قادة العالم فرصة لفهم أداء الديمقراطية الاشتراكية ودينامياتها الشعبية. وكشفت الدورتان عن الحقائق كاملة، مما أتاح للناس استيعاب كيفية تقدم النظام الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، وإدراك كيفية وضع الشعب في المقام الأول خلال القضاء على الفقر المدقع، والاستجابة لتحديات جائحة كوفيد-19، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

وبالنظر إلى حقيقة أن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومشارك دولي في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية والاستراتيجية في العالم، فإن التأثير العالمي للدورتين بعيد المدى وواسع النطاق. وفيما يتعلق بقضية إضفاء الطابع الديمقراطي، وهي إحدى أهم أولويات العالم، أثارت الدورتان اهتماما عمليا بالديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، والتي تختلف عن الديمقراطيات الأخرى في العالم، لكن لها نموذجها ومبادئها الفريدة. وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، فإن "المفتاح لمعرفة ما إذا كانت الدولة ديمقراطية أم لا، هو ما إذا كان الشعب سيدا حقيقيا لدولته أم لا. ومن المهم أن يكون لدى الشعب حق الاقتراع، ولكن الأهم من ذلك، ما إذا كان للشعب الحق في المشاركة الواسعة النطاق".

وفي الصين، يُنتخب النواب في مجالس نواب الشعب على مستوى المحافظات والبلدات مباشرة من قبل الناخبين، وينتخب النواب في المجالس الشعبية فوق مستوى المحافظة من قبل النواب في المجالس الشعبية ذات المستوى الأدنى. ووفقا للإحصاءات الصادرة عن الأمانة العامة للجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، فحتى يونيو من العام الماضي، صوت أكثر من مليار ناخب لأكثر من 2.6 مليون نائب في المجالس الشعبية على مستوى البلدات والمحافظات على أساس صوت واحد لشخص واحد. وحتى الرئيس الصيني الذي أصبح نائبا بالمؤتمر الوطني الرابع عشر لنواب الشعب قد انتخبته مجالس نواب المقاطعات. وفي يناير من هذا العام، اُنتخب الرئيس شي جين بينغ بالإجماع نائبا بالمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني في الاجتماع الأول للمجلس الرابع عشر لنواب الشعب بمقاطعة جيانغسو. وفي السنوات العشر الماضية، شارك الرئيس شي جين بينغ في مداولات ومناقشات الدورتين السنويتين للهيئتين التشريعية والاستشارية بالصين 53 مرة، واستمع إلى خطابات حوالي 400 مشرع ومستشار.

ودعا تقرير عمل الحكومة الصينية إلى إرساء الأساس لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة، وطرح أهداف التنمية المتوقعة بحلول عام 2023، بما في ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5٪ وارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنحو 3٪. وبحسب تقرير صدر مؤخرا عن غرفة التجارة الأمريكية في جنوب الصين، اختارت أكثر من 90٪ من الشركات الأعضاء بالغرفة الصين واحدةً من أهم الوجهات الاستثمارية. وفي تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الأخير، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن النمو الاقتصادي في الصين إلى 5.2٪.

ويصادف العام الحالي الذكرى السنوية الخامسة والأربعين للإصلاح والانفتاح في الصين والذكرى العاشرة لطرح مبادرة "الحزام والطريق"، وأصبحت الدورتان السنويتان بالصين عبارة رائجة في العالم. وفي مواجهة الوضع المحلي والدولي المعقد، دخلت الصين مرحلة جديدة من التنمية، ولا تشير خطة العمل للأشهر الـ12 المقبلة إلى اتجاه جديد للصين فحسب، بل لها أيضا تأثير كبير على العالم. ورداً على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب، أوضح وزير الخارجية الصيني تشين قانغ أن مبادرة "الحزام والطريق" ضخت خلال السنوات العشر الماضية ما يقرب من تريليون دولار أمريكي من الاستثمارات، وأنشأت أكثر من 3000 مشروع تعاون، ووفرت 420 ألف فرصة عمل للبلدان الواقعة على طول الطريق، وانتشلت ما يقرب من 40 مليون شخص من الفقر.