10 مارس 2023 /شبكة الصين/ قال محمد بن عبد الله الدهيمي، سفير دولة قطر لدى الصين إنمبادرة الحزام والطريق نافذة جديدة لتحقيق تطلعات "رؤية قطر الوطنية 2030"، حيث إن دولة قطر متحمسة لها، وهي تتفق مع اتجاه العصر.

وأشار الدهيمي خلال مقابلة خاصة مع موقع "شبكة الصين"الإخباري بمناسبة حلول الدورتين السنويتين للهيئة التشريعية الوطنية والهيئة الاستشارية السياسية الوطنية لعام 2023، إلى أن هذا الحدث السياسي المتمثل في الدورتين السنويتين يحظى باهتمام الجميع داخل وخارج الصين، وذلك نظرا لأهميته على جميع المجالات، حيث أشار الدهيمي إلى أنه يتابع عن كثب مخرجات الدورتين، ويدرس بكل عمق توجهات الصين الصادرة عن الدورتين وخاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وأيضا السياسة الخارجية، وما يتم تقييمه ووضعه حول إنجازات "الحزام والطريق".

وأكد الدهيمي أن دولة قطر والصين تعملان سويا على تعزيز العلاقات الثنائية التيشهدت في السنوات القليلة الماضية تطورا كبيرا وعززت الثقة الاستراتيجية بين البلدين وجذبت اهتماما محليا وإقليميا وأيضا دوليا. وقال السفير القطري: إن عام 2022 شهد زيارات رفيعة المستوى تجلت من خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للصين بمناسبة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين ولقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ، وقد نوه سمو الأمير خلال اللقاء على أهمية تعزيز وتقوية علاقات التعاون الاستراتيجي المشترك بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات خاصة الاقتصاد والطاقة والصناعة والسياحة والتبادل التجاري والاستثماري والتعاون الرياضي متطلعين للمزيد من التعاون في هذه المجالات والدفع بها إلى مستويات أرفع.

ويرى سفير دولة قطر لدى الصينأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودولة قطر يُعد من بين الأبرز في العلاقة الثنائية، فدولة قطر شريك مهم للصين في مبادرة الحزام والطريق، وهي ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى الصين، كما تعتبر جمهورية الصين الشعبية أول شريك تجاري لدولة قطر، ويُعد الغاز الطبيعي المسال حجر الزاوية في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث تم مؤخرا توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية مع المؤسسات البتروكيمياوية الصينية.

ونوّه سفير دولة قطر إلى أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بمبادرة "الحزام والطريق"، وهي واحدة من الدول التي دعمت المبادرة بمجرد طرحها من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، حيث أكدت وقتها على أن المبادرة تنعكس إيجابا على الصين ودول آسيا والعالم أجمع، فقامت دولة قطر بتوقيع العديد من الاتفاقيات والمذكرات التي تدعم هذه المبادرة، بما ينعكس بشكل إيجابي على اقتصادها، ويدعم توجهها بأن تصبح مركزا استراتيجيا واقتصاديا مهما في المنطقة والعالم.

كما كانت دولة قطر من أوائل الدول التي وقعت اتفاقية تعاون للمشاركة في المبادرة، ودخلت قطر في الآليات التي تؤسس للمبادرة مثل المشاركة في تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية AIIB والذي يعتبر ذراعا مهما لتمويل المشاريع على طول خط الحزام، كذلك وقعت قطر، والممثلة في مصرف قطر المركزي، مذكرة تفاهم واتفاقية مبادلة مع البنك الشعبي الصيني، تنص على التفاهم على وضع إطار العمل اللازم لإنشاء مركز متخصص في مقاصة وتسوية اليوان الصيني (الرنمينبي) في الدوحة.

كما أوضح الدهيمي أن بلاده تنظر إلى المبادرة من منظور استراتيجي، وربطها بالبنية التحتية التي تمتلكها الدولة كالموانئ والمطارات، بما يسهم في تقليل وقت نقل البضائع وتكلفته، لذلك فإن مساهمة دولة قطر في مبادرة "الحزام والطريق" تشكل قيمة مضافة للاقتصاد القطري، وللمبادرة التي تتجه إلى ربط الأسواق العالمية في آسيا وإفريقيا وأوروبا. وقد أصبحت دولة قطر دولة محورية في سوق الطاقة العالمي ونجحت في الاستحواذ على حصة مهمة في صادرات الغاز العام الماضي، وهذه المعطيات لها أثرها على المبادرة فالطاقة ضمانة لاستدامة التنمية وتحقيق أهداف وغايات هذه المبادرة.

وأضاف السفير أن الاقتصاد القطري حيوي وديناميكي ومنفتح على الاقتصادات العالمية، وهي معطيات تسعى الدوحة لترسيخها في ظل توجهها لتكون مركزا استراتيجيا واقتصاديا مهما إقليميا ودوليا، ما يجعل من مبادرة الحزام والطريق نافذة جديدة لتحقيق هذه الغايات وتحقيق تطلعات "رؤية قطر الوطنية 2030"، لذلك فإن دولة قطر متحمسة لهذه المبادرة التي تتفق مع اتجاه العصر وتساهم في خلق مجتمعات ومدن صناعية جديدة بما يدعم النمو والنفع المشترك للدول التي تشملها.