9 مارس 2023 / شبكة الصين/ بعد تقييم اتجاه الاقتصاد الصيني هذا العام، أجمع محللون على أن الصين ملتزمة بتعزيز نمو أعلى جودة. ونقل تقرير نشرته صحيفة "اساهي شيمبون" اليابانية في 6 مارس الجاري، عن افتتاح الدورة الأولى للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني ببكين في الخامس من الشهر الجاري عن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ قوله في تقرير عمل الحكومة إن هدف النمو الاقتصادي لهذا العام هو "حوالي 5٪". وذكرت الصحيفة أن الموقف الذي أبدته الحكومة الصينية هو أنه في ضوء الوضع الاقتصادي الحالي المتأثر بجائحة كوفيد-19، فإنها تولي أهمية لتحقيق انتعاش واقعي. وأشار تقرير عمل الحكومة إلى ضرورة إعطاء الأولوية لاستعادة الاستهلاك والتوسع فيه.

وأوردت صحيفة "يوث فيلت" الألمانية في 6 مارس الجاري أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أعلن يوم الأحد أن الحكومة الصينية ملتزمة بتحقيق نمو اقتصادي بمعدل "حوالي 5٪" في عام 2023. وبذلك، ستستعيد الصين مكانتها بين أقوى الاقتصادات نمواً في العالم.

وفي العام الماضي، تأثرت الصين بالجائحة وفشلت في تحقيق هدف النمو الاقتصادي، وسجلت معدل نمو اقتصادي بلغ 3٪. ومع ذلك، فإن الصين هي الدولة الرئيسية الوحيدة التي لم يشهد اقتصادها ركودا سنويا خلال فترة تفشي الجائحة.

ووفقا لتقرير على نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في 5 مارس الجاري، ستسعى الصين جاهدة لتحقيق نمو اقتصادي بمعدل "حوالي 5٪" في عام 2023. وإذا تحقق هدف هذا العام، فسيعني تعافي الصين من النمو البالغ 3٪ فقط في عام 2022.

وقال إسوار براساد، الزميل البارز في معهد بروكينغز إن "هدف النمو هذا يبشر بنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مرة أخرى كمبدأ منظم للسياسة الاقتصادية والمالية، لكنه يشير أيضا إلى أن عصر النمو المفرط قد انتهى".

ويرى ويلي وو-لاب لام، الخبير في السياسة الصينية بمؤسسة جيمستاون "أن تقرير عمل الحكومة الصيني بشكل عام يطمئن المستثمرين الأجانب بأن الصين لا تزال مكانا رائعا لممارسة أعمال تجارية".

وأشار تقرير نشر في 5 مارس الجاري على موقع صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية إلى أن الصين تحاول إيجاد نموذج نمو جديد.

وبحسب التقارير، فإن التوقعات بشأن انتعاش سريع للاقتصاد الصيني عالية. وبالنظر إلى نقطة البداية المنخفضة لعام 2022، يجب أن يكون تحقيق هدف النمو المعتدل "حوالي 5٪" سهلا نسبيا، ويحتوي على رسالة مزدوجة: من ناحية، ربما انتهى عصر النمو الاقتصادي السريع في الصين؛ ومن ناحية أخرى، تحول الصين تركيزها من التحوُّل الرقمي البحت إلى جودة التنمية الاقتصادية.

وكتب بيرت هوفمان، مدير معهد شرق آسيا في جامعة سنغافورة الوطنية، على تويتر: "بالنظر إلى الانتعاش المتوقع في الاستهلاك، فإن الهدف ليس مرتفعا للغاية، ويترك مجالا للإصلاح وخفض الديون - والتأكد من تحقيق نمو حوالي 5٪ على المدى الطويل، وكلاهما مطلوب بشكل عاجل".

ونشر موقع صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" بهونغ كونغ في 5 مارس الجاري، مقالاً يحلل سبب تحديد بكين هدفا متواضعا وما يعنيه ذلك للنمو الاقتصادي بدءا من هدف الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2023.

وأشار المقال إلى أن المحللين يعتقدون أنه بعد تقييم اتجاه الاقتصاد الصيني هذا العام، حددت بكين هدف نمو متواضعا نسبيا، مما يمنحها مجالا أكبر للتركيز على حل التحديات الطويلة الأجل التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

إن هدف النمو الاقتصادي البالغ "حوالي 5٪" في عام 2023 أعلى من متوسط معدل النمو البالغ 4.5٪ في السنوات الثلاث الماضية.

وقالت ايريس بانغ، كبيرة الاقتصاديين في الصين الكبرى بمجموعة "إي إن جي" المالية إن "هدف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023 ليس مفرطا في التفاؤل، ولا يستثمر كثيرا في تعزيز النمو. وركز أكثر على تحديات النمو الطويلة الأجل".

وقال تشاو شي جيون، أستاذ العلوم المالية بجامعة رينمين "الشعب" الصينية، إن بكين تريد تعزيز نمو عالي الجودة ويضمن الاستقرار. وأكد أن "وتيرة النمو هذه مبررة لأن الصين تركز بشكل أكبر على تحسين التنافسية والابتكار، كما أنها تأتي لمواجهة التحديات المحلية والدولية القائمة".