3 مارس 2023 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة "باكستان أوبزرفر" مؤخرا مقالا بقلم خبير مكافحة الإرهاب الباكستاني والرقيب المتقاعد في القوات الجوية سلطان هالي بعنوان "هناك حاجة ماسة لمبادرة الأمن العالمي الصينية". ويرى سلطان أن إصدار الصين لـ"ورقة المفاهيم بشأن مبادرة الأمن العالمي" كخلفية، مقيما الأهمية الدولية الكبيرة للمبادرة الصينية، متوقعا أن يقدم هذا الاقتراح الصيني مساهمات إيجابية في تسوية النزاعات الإقليمية والحفاظ على السلام العالمي.

وأشار المقال إلى أن العالم في حالة اضطراب غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، وقد أودت جائحة كوفيد-19 بحياة الملايين وأعاقت الاقتصادات، كما تسببت الحروب في أفغانستان والعراق وسوريا وأوكرانيا إلى تقسيم العالم. معتبرا أن الزلازل الأخيرة التي ضربت تركيا وسوريا، فضلا عن الكوارث الطبيعية الناجمة عن الاحتباس الحراري، جميعها تختبر عزم وإيمان الحكومات والشعوب والمؤسسات الدولية. 

وأوضح سلطان في مقاله أن الأمم المتحدة تأسست للحيلولة دون وقوع حرب عالمية في المستقبل، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الدول، وتعزيز التعاون الدولي، إلا أن الوعود التي قطعتها الأمم المتحدة لم تتحقق بالكامل على أرض الواقع.

ففي مؤتمر ميونخ للأمن الـ59، كان الغرب متمسكا بتأجيج الصراع المؤسف في أوكرانيا، والذي كان من الممكن تجنبه من خلال الدبلوماسية والمفاوضات، وقال سلطان "حضر وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أعمال المؤتمر وألقى كلمة أكد خلالها موقف الصين الثابت المتمثل في 'الوقوف في صف السلام والحوار'، ما جلب بعض الحكمة إلى مؤتمر ميونيخ الأمني الصاخب". 

وأشار الكاتب إلى أنه في ظل هذه الخلفية، كان الخطاب الرئيسي الذي ألقاه وزير الخارجية الصيني تشين قانغ في حفل افتتاح منتدى لانتينغ حول "مبادرة الأمن العالمي: حلول الصين للمعضلات الأمنية" بمثابة نسمة من الهواء المنعش.

وذكر سلطان أنه في أبريل 2022، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الأمن العالمي لأول مرة في منتدى بوآو الآسيوي، والتي تهدف إلى "الالتزام بمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، وبناء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام، ومعارضة بناء أمن دولة على أساس انعدام الأمن في الدول الأخرى".

وقال الكاتب إن الصين أصدرت رسميا ورقة المفاهيم بشأن مبادرة الأمن العالمي، التي تلتزم بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وتدعو إلى مسار أمني جديد يتميز بالحوار بدلا من المواجهة والشراكة بدلا من التكتلات والفوز المشترك بدلا من المحصلة الصفرية. مشيرا إلى أن "ورقة المفاهيم" تستجيب بشكل فعال للتحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وأن "المثابرات الست" الملخصة في الوثيقة تكمل بعضها البعض. 

وقدم سلطان تحليلا متعمقا لاتجاهات التعاون الرئيسية ومنصات وآليات التعاون الموضحة في "ورقة المفاهيم"، معربا عن تقديره لانفتاح الصين وشمولها، والتي ترحب بجميع الأطراف من جميع أنحاء العالم للمشاركة في المبادرة.

وخلص المقال إلى أنه "إذا أمكن فهم مبادرة الأمن العالمي وتنفيذها دون تحيز، فربما يكون العالم أكثر أمانا".