arabic.china.org.cn | 24. 01. 2023 |
بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية
24 يناير 2023 / شبكة الصين / استقبل الصينيون عيد الربيع الصيني لعام الأرنب في 22 يناير، وذلك في أجواء احتفالية لم تشهدها البلاد منذ تفشي الوباء في السنوات الثلاث السابقة، حيث تعيش الصين أكبر هجرة جماعية لها بعد تخفيف القيود المفروضة لمكافحة الفيروس، وهو ما يساهم في ظهور بوادر انتعاش في الاقتصاد الصيني. ويُعد عيد الربيع الصيني أهم المناسبات التقليدية في البلاد حيث يجتمع أفراد العائلة والتمتع بالتقاليد الصينية، الأمر الذي يبعث روح التفاؤل بين الصينيين لاستقبال السنة الصينية الجديدة.
يعتبر عيد الربيع الصيني لعام 2023 اللّبِنة الأولى والأهم في البلاد لتحريك عجلة الاقتصاد بعد تعديل إجراءات الاستجابة لكوفيد-19، خاصة وأن هذا العيد هو أول عيد صيني تقليدي بعد تخفيف القيود لمكافحة الفيروس، إذ أنه من المتوقع أن تسجل حركة السفر أكثر من ملياري رحلة بين السابع من يناير ومنتصف فبراير وذلك بتحقيق زيادة بأكثر من 99% عن نفس الفترة لعام 2022، كما سينتعش السفر الجوي المحلي إلى 80% مقارنة بالمستويات المسجلة في السنوات الثلاث السابقة، وقد شهدت رحلات ركاب السكك الحديدية ارتفاعا كبيرا بتسجيل حوالي 110 مليون رحلة بالقطارات خلال فترة ما بين يومي 7 و21 يناير.
يُعد عيد الربيع التقليدي الصيني فرصة مهمة في البلاد لتطوير الاستهلاك في العديد من المجالات أهمها السفر والسياحة والمطاعم وغيرها من القطاعات، حيث يتّبع الصينيون حتى الآن عادة الإقبال على الشراء وتقديم الهدايا لأفراد العائلة خلال هذا العيد، وقد شهدت السوق الصينية ازدهارا كبيرا وتوجهت مختلف القطاعات إلى التشجيع على الاستهلاك من خلال التخفيضات وتقديم الخدمات الوفيرة والقسائم المختلفة للمستهلكين، مع تواجد كميات كبيرة من سلع العيد والهدايا، وتظهر البيانات على العديد من المنصات السياحية أن قطاع السياحة قد حقق نموا هائلا خلال عطلة عيد الربيع هذا العام كما توافد الصينيون على المناطق السياحية بأعداد كبيرة.
وفي إطار الإقبال الواسع على السفر وزيارة الأقارب والعودة إلى مسقط الرأس خلال عيد الربيع الصيني، قامت السلطات بإجراءات وقائية عديدة مثل تعزيز التعقيم للمرافق العامة وتوفير فرق طبية متنقلة وزيادة المعدات الطبية اللازمة والأدوية في المناطق الريفية، وهذا ما أشار إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمة ألقاها بمناسبة استقبال عيد الربيع الصيني، حيث أكد على أن الصين خلال السنوات السابقة حتى الآن تعمل على "الالتزام بوضع الشعب وحياته فوق كل شيء آخر، والعمل باستمرار على تحسين الاستجابة للجائحة في ضوء تطور الفيروس ووضع الوقاية منه".
حافظ الصينيون على عاداتهم التقليدية خلال عيد الربيع الصيني حتى العصر الحديث، مع تطوير واستغلال العديد من الجوانب التي تخدم السكان والبلاد، حيث توجهت مختلف المناطق والبلدات الصينية إلى دعم صنع بعض السلع الخاصة بالعيد مثل القصاصات الورقية والفوانيس الحمراء والملابس التقليدية والأشكال الخاصة بالعيد، وهو ما يعمل من جهة على الحفاظ على الحرف اليدوية القديمة، ومن جهة أخرى يوفر مواطن شغل لآلاف الأسر الصينية التي تعمل على توفير هذه المنتجات بكميات كبيرة حسب متطلبات الأسواق، كما أن وجود هذه التقاليد الصينية تعطي طابعا خاصا بالبلاد على المستوى العالمي.
ومن بين الملامح الاحتفالية التي عادت في الصين بعد غياب لحوالي ثلاث سنوات هي المهرجانات والعروض الثقافية، حيث أطلقت مختلف المقاطعات والمدن الصينية أنشطة ثقافية ومعارض للتراث الثقافي غير المادي وعروض الرقص والمعارض التفاعلية، وعلى سبيل المثال فقد أعلنت بلدية بكين عن إطلاق أكثر من 4000 نشاط ثقافي خلال عطلة عيد الربيع وسيتم تنظيم العديد من الأنشطة التي تجمع بين مختلف العناصر الثقافية والتقليدية والتكنولوجيا خلال هذا العيد في مختلف مناطق البلاد. منذ تغيير السياسة الوقائية للفيروس في الصين، يأمل الصينيون بأن يكون عام الأرنب هو عام التفاؤل والتنمية والازدهار وتحقيق التحسين الشامل للاقتصاد في البلاد ورفع مستويات معيشة الشعب بشكل مطرد وذلك ما قاله شي جين بينغ بأن "الرحلة الجديدة المقبلة ستكون طويلة ومليئة بالأمجاد والأحلام".
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |