17 يناير 2023 /شبكة الصين/ حافظت الصين في مواجهة كوفيد-19 على التمسك بالتعاون الدولي. فمنذ تفشي الوباء، التزمت الصين على الدوام بمبدأ "الشعب أولا والحياة أولا"، وتعاملت بفعالية مع أكثر من 100 حالة عدوى جماعية محلية، وقدمت مساهمات مهمة في المعركة العالمية ضد الجائحة، وطبقت مفهوم "مجتمع صحة مشترك للبشرية" من خلال إجراءات عملية.

في بداية تفشي الجائحة عالميا، سابقت الصين الزمن لكسب الوقت لمكافحة الجائحة لصالح المجتمع الدولي. وفي مواجهة السلالة الأصلية عالية الخطورة، نفذت الصين إستراتيجية "الوقاية من العدوى المحلية والإصابات الوافدة" معا، وطبقت تدابير صحية صارمة.

وشاركت الصين المعلومات عن المرض دون تحفظ. وأبلغت عن الوباء إلى منظمة الصحة العالمية بشكل فوري، وحددت مسبب المرض ونشرت تسلسل جين الفيروس وأصدرت خطة التشخيص والعلاج وخطة الوقاية والسيطرة في وقتها، مما وفر أساسا علميا للوقاية من الجائحة ومكافحتها وتطوير اللقاحات وأدوات كشف الفيروس على الصعيد الدولي.

وباعتبارها دولة نامية بتعداد يبلغ 1.4 مليار نسمة، بذلت الصين قصارى جهدها لتقديم المساعدة للمجتمع الدولي في ظل الضغط الكبير على إجراءات الوقاية من الجائحة ومكافحتها.

وتعد الأرقام الصادرة عن الآلية المشتركة للوقاية من الجائحة والسيطرة عليها التابعة لمجلس الدولة الصيني تأكيدا قويا على التعاون الدولي النشط الذي أجرته الصين بشأن مكافحة الجائحة.

وقدمت الصين مئات مليارات قطعة من الإمدادات الطبية لمكافحة الجائحة إلى 153 بلدا و15 منظمة دولية؛ وعقدت بشكل مشترك أكثر من 300 نشاط للتبادل التقني بشأن الوقاية من الجائحة ومكافحتها والعلاج الطبي مع أكثر من 180 بلدا ومنطقة و10 منظمات دولية؛ وإرسال 37 فريق خبراء طبيين لمكافحة الجائحة إلى 34 دولة لتبادل خبرات الصين في مكافحة الجائحة دون تحفظ.

ويعتبر اللقاح سلاحا قويا لمكافحة الجائحة، وكانت الصين أول دولة أعلنت أنها ستجعل لقاح كوفيد-19 منفعة عامة عالمية، وأول دولة دعمت إلغاء حقوق الملكية الفكرية للقاحات، وأول دولة أجرت تعاونا لإنتاج اللقاحات مع البلدان النامية. ووفت الصين بتعهداتها لمكافحة الجائحة، وقدمت أكثر من 2.2 مليار جرعة من لقاحات كوفيد إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، مما ضخ زخما قويا في مكافحة الجائحة في البلدان النامية.

وساهم الطب الصيني التقليدي في مكافحة الجائحة عالميا. فبحسب البيانات الصادرة عن الآلية المشتركة للوقاية من الجائحة والسيطرة عليها التابعة لمجلس الدولة، أجرت الصين أكثر من 100 ندوة افتراضية لمكافحة الجائحة، وقدمت خطط تشخيص وعلاج الطب الصيني التقليدي إلى أكثر من 150 دولة ومنطقة، وقدمت منتجات الطب الصيني التقليدي لبعض البلدان والمناطق المحتاجة.

وفي السنوات الثلاث الماضية، نجحت الصين في تجنب تفشي الجائحة للسلالة الأصلية وسلالة دلتا سريعة العدوى، وقللت بشكل كبير من الحالات شديدة الخطورة والوفيات، وكسبت فترة قيمة لتطوير واختبار اللقاحات والأدوية وإعداد الموارد الطبية. وحظيت تجربة الصين في مكافحة المرض بإشادة كبيرة من قبل العديد من الأطراف.

وقال بروس أيلوارد، كبير مستشاري المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن اللقاحات الصينية لعبت دورا حاسما في تحسين المناعة وإنقاذ الأرواح على مستوى العالم. كما أشارت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية إلى أن التجربة الصينية لمكافحة المرض قدمت للعالم ثلاثة دروس رئيسية وهي، التواصل مع الجمهور، وإيجاد طرق للحد من انتشار الفيروس، وتجهيز النظام الطبي بشكل كامل. ويجري تطبيق الدروس المستفادة بفعالية في العديد من البلدان المتضررة من الجائحة.

ولأن الوباء لم ينته، ولا يمكن تجاوز الأوقات الصعبة إلا بتضافر الجهود للتغلب على الصعوبات، فقد أكد مي فنغ، المتحدث باسم اللجنة الوطنية الصينية للصحة إن الصين على استعداد لمواصلة العمل مع المجتمع الدولي للاستجابة المشتركة لتحديات الجائحة وحماية الصحة العامة في جميع البلدان بشكل أفضل.