arabic.china.org.cn | 27. 12. 2022

من أجل تحسين التنمية الاقتصادية والاجتماعية..الصين تعتمد استراتيجية جديدة للوضع الوبائي في البلاد

arabic.china.org.cn / 15:27:33 2022-12-27

بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

27 ديسمبر 2022 /شبكة الصين/ أصدرت آلية الوقاية والسيطرة المشتركة التابعة لمجلس الدولة لمكافحة كوفيد-19 في الصين لائحة إجراءات جديدة في 7 ديسمبر 2022، وتتكون هذه اللائحة من عشرة تدابير جديدة حول الفيروس، وذلك في شكل استراتيجية لإنقاذ الأرواح والاقتصاد المحلي والدولي، ومن أهم التعديلات التي أدخلتها الحكومة تتمثل في تغيير أسلوب العزل الصحي، وذلك لضمان صحة وسلامة المواطنين، والتخفيف من تداعيات الجائحة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقد منع التعميم الصادر عن الحكومة الصينية كل السلطات المحلية من القيام بالاختبار الجماعي للحمض وفقًا للمناطق الإدارية، بينما دعا إلى تقليل نطاق ووتيرة الاختبارات، كما منع اتخاذ قرارات تعسفية في المناطق السكنية بداعي الوقاية الوبائية، ولم يعد يُطلب من السكان الاستظهار بنتائج اختبار الحمض النووي أو القيام بمسح الرمز الصحي للوصول إلى الأماكن العامة أو السفر إلى مناطق أخرى باستثناء بعض الأماكن، مع التوقف عن نشر إحصاءات الإصابات اليومية بفيروس كورونا. كما إنه وللمرة الأولى في الصين منذ ثلاث سنوات، يمكن أن يطبق المصابون سياسة الحجر الصحي المنزلي إذا لم تستوجب حالتهم الصحة تدخلات طبية، وأيضا تم توفير الأدوية اللازمة في الصيدليات وضمان الاحتياجات الأساسية للناس لشراء الأدوية وعدم احتكارها، وأكد التعميم على وجوب استمرار الأداء الطبيعي للخدمات الاجتماعية والطبية الأساسية في البلاد، مع توفير إحاطة خاصة لكبار السن، حيث تأتي هذه التعديلات الجديدة بطريقة سلسة وسريعة تماشيا مع الوضع العام للفيروس وتطوراته.

وقد قامت الصين بتحسين استراتيجية الوقاية والسيطرة والتدابير اللازمة للفيروس من خلال خطط تتناسب أكثر مع الوضع العام، إذ قامت بالتركيز على العلاج والوقاية واكتساب مناعة عامة وخاصة بعد التأكد من تراجع القدرة المرضية للفيروس، وهذه الخطة الجديدة الدقيقة تهدف إلى الانتقال بالصين إلى مرحلة جديدة من التنمية والتقدم وخاصة مع اقتراب عيد الربيع الصيني، حيث تنتظر مختلف الأسر الصينية التجمع من جديد مع أفراد العائلة والتمتع بعيد "لم الشمل" الصيني على أحسن وجه.

لقد طبقت الصين خلال السنوات الثلاث السابقة سياسات عديدة للوقاية من الفيروس مع تحقيق العديد من الإنجازات مثل تسجيل أدنى عدد من الإصابات والوفيات مقارنة ببقية الدول ذات الكثافة السكانية العالية، ووفرت البلاد أكثر من 8 آلاف مؤسسة طبية جديدة مع ارتفاع في عدد الأسرة في البلاد حتى نهاية عام 2021، وكل ذلك ساهم في السيطرة على الوضع الصحي للمواطنين وعدم تسجيل "كوارث جماعية" خلال تفشي السلالات الحادة للفيروس.

لم تقم الصين بتخفيف أعمال مكافحة الوباء في أوقات حرجة أو خطيرة، بل اختارت العودة إلى الوضع الطبيعي لسير الحياة مع انخفاض معدل الوفيات ومعدل الحالات الخطيرة، وخاصة أن الدراسات العلمية أكدت على أن متحور أوميكرون أصبحت قدرته على التسبب بأزمات خطيرة ليس بنسبة كبيرة مقارنة بفيروس كورونا المستجد في بداية انتشار الوباء. كما أن نسبة التطعيم في الصين تجاوزت 90%، مما يشكل حاجزا مناعيا قويا في الصين.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، أبرزت الصين تعاونا كبيرا مع بقية دول العالم من خلال مساهماتها الملموسة لمكافحة تفشي الفيروس، من خلال تبادل الخبرات الطبية وتقديم مليارين و200 مليون جرعة من اللقاحات إلى حوالي 120 دولة ومنظمة، وقدمت وصدرت مواد صحية وطبية إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة. كما ساهمت السياسة الاقتصادية الصينية خلال السنوات السابقة في ضخ قوة كبيرة للاقتصاد العالمي وأكدت الصين أن الأداء الاقتصادي للبلاد سيشهد المزيد من الانتعاش في العام المقبل، وهو ما يعود بالنفع أيضا على الاقتصاد العالمي.ومع تغيير الصين سياسة الاستجابة للجائحة، هناك توقعات كبيرة بأن الاقتصاد الصيني سيشهد تعافيا وانتعاشا في عام 2023، ويضخ قوة دافعة أكبر للاقتصاد العالمي، حيث إن فتح السوق والاقتصاد الصيني على العالم سيساهم في تنشيط سلاسل التصنيع والإمدادات العالمية، مما سيزيد من انتعاش الاقتصاد العالمي.

لقد تحولت أعمال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الصين إلى مسار جديد بعد ثلاث سنوات من الوقاية في البلاد، حيث تغيرت سياسة البلاد من الوقاية ومكافحة الوباء إلى تسريع وتيرة العودة إلى الحياة الطبيعية مع ضمان سلامة المواطنين، وقد تميزت هذه الفترة الانتقالية بتعاون تلقائي بين السكان، وخاصة فيما يخص امدادات الأدوية، حيث إنه في العديد من المجمعات السكنية تم التبرع المجاني بالأدوية بين السكان، كما تم تقديم المساعدات اليومية لكبار السن، وهو ما يؤكد أن التضامن السكاني في الصين ليس بموجب قانوني، بل هو توجه اجتماعي سائد في الصين.

تواصل الصين تحسين السياسة الوقائية حسب الظروف الحالية، حيث أعلنت البلاد عن حزمة من اللوائح الجديدة يتم تطبيقها بداية من 8 يناير 2023، تهتم بالأساس بالتدابير الرئيسية للسفر وتسهيل القوانين الصحية للدخول إلى الصين والتصنيفات الطبية للفيروس من خلال تخفيض تصنيف كوفيد من المستوى الأعلى للأمراض المعدية للفئةAإلى الدرجة الثانية من الفئةB، وهو ما يساهم في إعادة الحياة العامة في البلاد إلى مسارها الطبيعي.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号