arabic.china.org.cn | 16. 12. 2022

محفزات وتحديات التبادلات الشعبية الصينية العربية ودور مراكز الفكر

arabic.china.org.cn / 10:40:08 2022-12-16

بقلم دينغ جيون، أستاذ ورئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية

16 ديسمبر 2022 /شبكة الصين/ تضرب التبادلات الحضارية الودية بين الصين والدول العربية بجذورها في أعماق التاريخ، حيث ظلت على الدوام روح طريق الحرير المتمثلة في "التعاون السلمي والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة" عنوان التبادل والتعاون بين الصين والدول العربية. 

وأكد إعلان الرياض الصادر عن القمة الصينية العربية الأولى، التي عقدت بنجاح في المملكة العربية السعودية يوم 9 ديسمبر الجاري، أن الصين والدول العربية اتفقت على بذل كل جهد ممكن لبناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك في العصر الجديد. واقترح الرئيس شي جين بينغ خلال القمة "ثمانية إجراءات مشتركة" لتعزيز التعاون العملي الصيني العربي، أحدها "العمل المشترك بشأن الحوار بين الحضارات"، والذي يهدف إلى مواصلة تعزيز الحوار بين الحضارات وتبادل الخبرات في مجال الحوكمة، من خلال تعزيز التبادلات بين الأحزاب السياسية والبرلمانات ووسائل الإعلام ومراكز الفكر، وتنمية المواهب السياحية والثقافية، وترجمة الكلاسيكيات الصينية والعربية. 

التبادل والتواصل الشعبي ينطلق عبر أسس تاريخية متينة

جعلت المقولة الشهيرة "اطلبوا العلم ولو في الصين" من الصين مصدرا للمعرفة وبلدا للآداب في أذهان أبناء الشعوب العربية، مما أثار إعجابهم وتطلعاتهم إلى الصين. وعلى مدار التاريخ، ألهمت هذه المقولة عددا لا يحصى من العرب للسفر على طول مسارات الحرير البرية والبحرية إلى الصين، وبقي الكثيرون في الصين لفترة طويلة. 

وتعكس هذه المقولة الشهيرة بشكل فعال العملية التاريخية للتبادلات الحضارية بين الصين والدول العربية، التي يمكن اعتبارها نموذجا جيدا في تاريخ التبادلات الحضارية العالمية.

التبادل والتواصل الشعبي يتمتع بقوة دافعة عملية قوية

لم يتجسد التواصل الشعبي بين الصين والدول العربية فقط في التبادلات التاريخية على طريق الحرير القديم، ولكنه أيضا يشهد إرادة مشتركة على "الحزام والطريق" اليوم، وهناك قوة دفع عملية هائلة لمزيد من التبادل والتعاون بين الجانبين. 

وتعد الثقة السياسية المتبادلة والعلاقات الودية التي تشهد تطورا متزايدا بين الصين والدول العربية في العصر الجديد بمثابة الأساس السياسي للتبادلات الشعبية والتواصل الشعبي. وفي العصر الجديد، ضخت الجهود الصينية العربية المشتركة لبناء "الحزام والطريق" ومجتمع المصير المشترك قوة دفع تنموية قوية وفتحت آفاقا تنموية واسعة للتبادلات والعلاقات الشعبية بين الصين والدول العربية. 

إن السعي لتحقيق الاستقرار والتنمية هو الطموح الأصلي والأكثر إلحاحا لشعوب الدول العربية، وتعمل العديد منها بنشاط على مواءمة تصميمها رفيع المستوى وتخطيطها طويل الأجل للتنمية الاقتصادية مع "الحزام والطريق"، وتتطلع إلى زيادة تعزيز التعاون مع الصين.

تحديات التبادل والتواصل الشعبي الصيني العربي

لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الوضع الحالي للتبادلات الشعبية الصينية العربية وتوقعات الجانبين لبناء مجتمع مصير مشترك، ولا تزال هناك العديد من العقبات والتحديات في مختلف الجوانب.

أولا، هناك عجز كبير في الفهم المتبادل بين الصين والدول العربية، وخاصة أن الفهم المتبادل بين عامة الناس لا يزال محدودا للغاية، وهناك بعض الانحرافات وسوء فهم. 

ثانيا، لا تزال الدراسات المتبادلة بين الصين والدول العربية ضعيفة للغاية، سواء على المستوى الكلي أو المستوى الجزئي، ومن الصعب توفير الدعم الفكري الكافي للتبادلات الشعبية بينهما.

ثالثا، لا تزال التغطية الإعلامية المتبادلة من قبل وسائل الإعلام الصينية والعربية محدودة للغاية، وتفتقر إلى المنهجية والاستمرارية والاستقلالية، ومن الواضح أن توجيه الرأي العام بشأن التبادلات الشعبية غير كاف. 

رابعا، تتعرض التبادلات الشعبية بين الصين والدول العربية للعرقلة والتدخل من قبل العديد من عوامل الطرف الثالث، مما يزيد من التحديات والصعوبات أمام التبادلات بين الجانبين. 

ولفترة طويلة، قام العالم الغربي، بأدواته الدعائية القوية المتسمة بالتحيز والغطرسة، بدعاية سلبية مليئة بالكذب ضد الصين والدول العربية. وفي السنوات الأخيرة، بذل الغرب أقصى جهد لترويج "نظرية التهديد الصيني" و"نظرية التهديد الإسلامي" و"نظرية صدام الحضارات"، ونشر ما يسمى "الإسلاموفوبيا" على نطاق واسع، واعتبار تنمية الصين وصعودها تهديدا، واعتبار استثمارات الصين في الخارج "استعماريا شرقيا جديدا". وغالبا ما تقود هذه الآراء المضللة الشعب الصيني والشعوب العربية إلى سوء فهم.

دور مراكز الفكر ووسائل الإعلام في دفع التبادل والتواصل الشعبي

في عملية تعزيز التبادلات الشعبية بين الصين والدول العربية في العصر الجديد، وبناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك، تتحمل وسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية والعربية مهمة تاريخية كبرى ومسؤولية العصر، ويجب أن تفعل المزيد وتلعب دورا أكبر. 

أولا، يجب على مراكز الفكر ووسائل الإعلام الصينية والعربية توسيع مساحة التبادلات الشعبية ورواية القصص الصينية والعربية بشكل أفضل. 

ثانيا، تحتاج مراكز الفكر والمؤسسات البحثية ذات الصلة في الصين والدول العربية إلى تعزيز التبادلات والتعاون، وإجراء بحوث منهجية حول السياسات والاقتصاد والتاريخ والثقافة والمجتمع وغيرها من الجوانب، وتوفير المزيد من الدعم الفكري وإمدادات المعرفة لتعزيز التبادلات الشعبية والتواصل الشعبي. 

ثالثا، إنشاء وتحسين الآليات والمنصات ذات الصلة للتبادلات الشعبية، وتعزيز التنمية المتعمقة للتبادلات والحوارات بين الحضارتين الصينية والعربية.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号