arabic.china.org.cn | 16. 12. 2022

معا لبناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك في العصر الجديد

arabic.china.org.cn / 10:24:16 2022-12-16

بقلم وو سي كه، المبعوث الخاص الأسبق للحكومة الصينية لقضايا الشرق الأوسط

16 ديسمبر 2022 /شبكة الصين/ في الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر الجاري، وتلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ القمة الصينية-العربية الأولى والقمة الأولى بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في الرياض، كما قام بزيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية، وعقد اجتماعات ثنائية مع حوالي 20 زعيما عربيا. وكان ذلك أكبر وأعلى نشاط دبلوماسي صيني تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، كما أنها مبادرة أخرى للدبلوماسية الصينية، تعكس الخيار الاستراتيجي للصين والدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون في مواجهة التحديات العالمية، وكتابة فصل تاريخي جديد في العلاقات الصينية العربية.

أولا،أصدرت القمة الصينية العربية إعلان الرياض للقمة الصينية-العربية الأولى، معلنة أن الصين والدول العربية اتفقت على بذل كل الجهود الممكنة لبناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك في مواجهة العصر الجديد. نحن نجتمع اليوم لعقد ندوة حول بناء مجتمع صيني-عربي ذي مصير مشترك ومسؤولية مراكز الفكر ووسائل الإعلام، وهو أمر يأتي في الوقت المناسب وله مغزى كبير.

لقد رسم الاقتراح الهام الذي طرحه الرئيس شي في القمة طريقا للمضي قدما لبناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك، ووضع تصميما رفيع المستوى لتنمية العلاقات الصينية-العربية في العصر الجديد، وذلك يتوافق مع الإرادة والاحتياجات المشتركة لكلا الجانبين، ولقي ذلك ردودا إيجابية من قادة جميع الأطراف المشاركة. وقد اقترح الرئيس شي أن تعمل الصين مع الدول العربية لتعزيز "الإجراءات الثمانية الرئيسية المشتركة"، التي تشمل دعم التنمية والأمن الغذائي والرعاية الصحية والابتكار الأخضر وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات والمواهب الشبابية والأمن والاستقرار، وبذلك سيكون أساس التعاون العملي الصيني-العربي أكثر صلابة.

إنني معجب بشكل خاص بدعوة الجانبين إلى الحوار والتبادلات بين الحضارات، وحماية تنوع حضارات العالم، والتخلي عن التمييز والتحيز ضد حضارات معينة، ومعارضة "نظرية صدام الحضارات". وفي هذا السياق حدد الرئيس الصيني شي جين بينغ خمسة مجالات ذات أولوية في التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، من بينها خلق نقاط بارزة جديدة للتعاون اللغوي والثقافي. ستجري الصين التعاون في تعليم اللغة الصينية مع 300 جامعة ومدرسة ابتدائية وثانوية في دول مجلس التعاون الخليجي، وستنشئ بالتعاون مع دول المجلس 300 قاعة دروس ذكية لتعليم اللغة الصينية، وستوفر 3000 منحة للمشاركة في المخيم الصيفي (الشتوي) في إطار "جسر اللغة الصينية"، وستنشئ مراكز اختبارية لتعلم اللغة الصينية وفصولا دراسية للغة الصينية عبر الإنترنت، الأمر الذي يعكس تماما عمق واتساع العلاقة بين الجانبين، وسيعزز التحسين الشامل للتعاون الثنائي ويحقق قفزة في تنمية هذه العلاقة.

ثانيا، تضرب الصداقة بين الصين والدول العربية بجذورها في أعماق التاريخ وقد صمدت أيضا عبر التاريخ. على مر العصور، أصبح طريق الحرير القديم حلقة وصل تربط بين الشعب الصيني والشعوب العربية. وفي القرن الـ21، ارتقت العلاقات الصينية-العربية بسرعة فائقة، ولقيت مبادرة "الحزام والطريق"، التي تم طرحها في عام 2013، ترحيبا واسعا في الدول العربية، مما أضاف قوة دفع جديدة للتعاون الصيني-العربي، حيث أقامت الصين شراكة استراتيجية شاملة مع الدول العربية. وفي 5 يونيو 2014، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ حفل افتتاح المؤتمر الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني-العربي وألقى خطابا مهما بعنوان "المضي قدما بروح طريق الحرير وتعميق التعاون الصيني العربي"، حيث طرح لأول مرة مبادرة بناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك. في بداية عام 2016، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة تاريخية إلى ثلاث دول في الشرق الأوسط كما ألقى كلمة مهمة في مقر جامعة الدول العربية طرح فيها خطة صينية شاملة حول السلام والتنمية للإجابة على السؤال "إلى أين يتجه الشرق الأوسط"، والتي أكدت أن "مفتاح حل الخلافات هو تعزيز الحوار"، و"مفتاح حل المشاكل الصعبة هو تسريع التنمية"، و"مفتاح اختيار الطريق هو التوافق مع الظروف الوطنية"، مما أثار ردود فعل إيجابية في العالم العربي. لقد دعمت الصين والدول العربية بعضهما البعض في فترات تاريخية مختلفة وتقاسم الجانبان مصيرا مشتركا، وضربا مثالا للاحترام المتبادل والتبادلات المتساوية، وهما صديقان حميمان وشريكان وشقيقان جيدان يثقان ببعضهما البعض.

كما يسرنا أيضا أن نرى الدول العربية قد أحرزت تقدما مستمرا في استكشاف مسار تنموي ملائم لظروفها الوطنية بشكل مستقل، وأن روح الوحدة وتحسين الذات والثقة الثقافية قد تعززت باستمرار. في العقد الثالث من القرن الـ21، وفي ظل التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان، وجائحة كوفيد-19 والأزمة الأوكرانية، دخل العالم جولة جديدة من الاضطرابات والتغيرات. وفي مواجهة بيئة دولية مضطربة ومتغيرة، يتعين على الصين والدول العربية أن تكون أكثر تصميما على تطوير العلاقات الودية، وأن تكون إجراءاتها لدعم الدفاع عن المصالح الجوهرية لكل منهما أكثر قوة. إن الأمة الصينية والأمة العربية أمتان عريقتان وقويتان وذكيتان خلقتا حضارات رائعة تتمتع بروح الشجاعة أمام التحديات واتباع تيار العصر إلى الأبد. وما دامت الصين والدول العربية متحدتين، فلا يمكن لأي صعوبات ومخاطر أن توقف وتيرة نهضة الأمتين الكبيرتين.

ثالثا، أدركت من خبرتي الدبلوماسية الممتدة لسنوات عديدة أن التبادلات الإعلامية هي وسيلة مهمة لتعزيز الفهم المتبادل بين الشعب الصيني والشعوب العربية، ورابط مهم للمساعدة في تحقيق تقارب الشعوب. لقد شهدت شخصيا إنشاء فرع مجلة الصين اليوم في مصر، وشهدت أيضا فرحة الأصدقاء العرب الذين يقرؤون هذه المجلة للتعرف على القصص الصينية. وفي مواجهة التطور العميق والمعقد للوضع الدولي والإقليمي الحالي، يتعين على وسائل الإعلام الصينية والعربية الالتزام بالصداقة الودية القائمة على الاحترام والتعلم المتبادلين والتضامن والمساعدة المتبادلة، وفهم ودعم بعضهما البعض في القضايا التي تشمل المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض، وتعزيز التضامن والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية، وممارسة التعددية الحقيقية، وحماية الإنصاف والعدالة الدوليين والمصالح المشتركة للبلدان النامية. وتؤيد كل من الصين والدول العربية تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم المتبادل بين الحضارات والشعوب والأديان، وتعارضان "نظرية صدام الحضارات" و"نظرية تفوق الحضارة" و "الإسلاموفوبيا"، وتعارضان ربط الإرهاب بأي عرق أو دين أو بلد أو حضارة. الشباب هم مستقبل العالم، ومن الضروري أن نعطي أهمية للتبادلات التي تشمل المواهب الإعلامية الشابة وتنميتها.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号