بقلم جياو شيانغ من صحيفة الشعب اليومية

15 ديسمبر 2022 /شبكة الصين/ قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية، وحضر القمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية من 7 إلى 10 ديسمبر الجاري، حيث أجرى لقاءات ثنائية مع 20 من قادة الدول العربية، الأمر الذي يُعد أكبر وأعلى نشاط دبلوماسي صيني تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وهو ما يعكس الخيار الاستراتيجي للصين والدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون في مواجهة التحديات العالمية، مما يكتب فصلا تاريخيا جديدا في العلاقات الصينية العربية.

بصفتي صحفيا درس اللغة العربية وعمل في الدول العربية ويتابع دائما التطورات في العالم العربي، فأنا متحمس للغاية. تاريخيا، تألقت الحضارتان الصينية والعربية على طرفي القارة الآسيوية، وتعرف الجانبان على بعضهما البعض عبر طريق الحرير القديم، وشاركا في المصاعب خلال النضال من أجل التحرر الوطني، وتعاونا من أجل تحقيق نتائج مربحة للجانبين في موجة العولمة الاقتصادية، والتزما بالأخلاق في الوضع الدولي المتغير.

تتزامن فترة مهمتي في الخارج مع الاضطرابات السياسية في غرب آسيا وشمال إفريقيا التي بدأت في عام 2011، وتجربتي في مصر وتونس وليبيا وسوريا ودول أخرى لم تجعلني فقط أفكر بعمق في كيفية حفاظ الدول النامية على استقلالها والحفاظ على السلام والأمن والاندماج في العالم واستكشاف مسارات التنمية في ظل الأوضاع المضطربة، بل جعلتني أيضا أدرك العقلية الضيقة والمقاومة والسلوك المهيمن والسلوك القمعي لبعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة في مواجهة نهوض الدول النامية.

إن الإجراءات المشتركة الثمانية بشأن التعاون العملي الصيني العربي التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة الصينية العربية الأولى قد أشارت بشكل خاص إلى التبادلات في مجالات الإعلام ومراكز الفكر، وهو ما يحدد الاتجاهات ويقدم التوجيه للمرحلة التالية من التعاون بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية-العربية. في مواجهة عدم التوازن في الرأي العام الدولي، والتزاما بالمهمة التاريخية ومسؤولية التنمية الوطنية والنهضة الوطنية، يتمتع التعاون الإعلامي الصيني-العربي بأساس عميق، وله ظروف موضوعية، ويتوافق مع اتجاه العصر وإرادة الشعب، ويظهر إمكانات كبيرة ولديه آفاق واسعة.

وهنا، أود أن أتحدث بإيجاز عن تغطية صحيفة الشعب اليومية للدول العربية وخصائص تعاونها مع وسائل الإعلام في الدول العربية.

أولا، التغطية حول القادة والرؤساء تلعب دورا قياديا: دبلوماسية رئيس الدولة هي أعلى شكل من أشكال الدبلوماسية، ولها دور في توجيه الطريق، وتجذب أكبر قدر من الاهتمام من جميع الأطراف.

ثانيا، دعم التقارير السياسية: تهتم صحيفة الشعب اليومية بتقاريرها السياسية. فمن ناحية، تركز الصحيفة على تغطية التعاون الودي الصيني العربي على مستويات الأحزاب السياسية والحكومات والبرلمانات وغيرها، خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية الدول العربية للسيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية، والقضايا الفلسطينية والعراقية والسورية، تتمسك الصحيفة بحزم بالإنصاف والعدالة الدوليين، وتعبر بحزم عن دعم الصين للشعوب العربية في تقاريرها ومقابلاتها وتعليقاتها. ومن ناحية أخرى، تولي الصحيفة اهتماما وثيقا للتطور السياسي في البلدان العربية وتقوم بتغطيته بموضوعية، وذلك من أجل التشجيع على تنمية العالم العربي وتقدمه.

ثالثا، الاهتمام بالمشاريع: في القمة الصينية العربية الأولى، تم ذكر المشاريع في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بشكل كبير من قبل جميع الأطراف. في الواقع، نلاحظ أيضا أن التعاون العملي الصيني العربي قد حقق نتائج مثمرة، ويمكن أن نرى بوضوح السعادة التي جلبها إلى السكان المحليين، الأمر الذي أثار صدى واسع النطاق.

رابعا، الاعتماد على آليات التعاون: في منتدى الحزام والطريق الأول للتعاون الدولي الذي عقد في عام 2017، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة مهمة "لبناء تحالف تعاون إخباري". وقد استجابت صحيفة الشعب اليومية بنشاط لهذه المبادرة وأخذت زمام المبادرة للتخطيط، وقادت إنشاء تحالف التعاون الإخباري لـ"الحزام والطريق" في عام 2019. وخلال السنوات القليلة الماضية، حقق التحالف تقدما مستمرا في تطوره وشمل حتى الآن 217 مؤسسة إعلامية من 101 دولة في القارات الست، بما في ذلك العديد من وسائل الإعلام العربية، كما تشارك وكالة أنباء الإمارات، وصحيفة الانتباهة السودانية، وجريدة الأهرام المصرية، وغيرها، في صنع القرارات الهامة للتحالف كأعضاء في مجلس إدارته.