13 ديسمبر 2022 / شبكة الصين / أشار الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ في التقرير المقدم للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، إلى أن الصين التزمت دائما بهدف السياسة الخارجية المتمثل في المحافظة على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وتعمل على دفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. وقد أدرج المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني"بناء عالم يتسم بالسلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال"، في دستور الحزب. وهذا يبيّن الرؤية الواسعة للحزب الشيوعي الصيني في تحقيق تقدم البشرية وتناغم العالم. كما يبرز مهمة ومسؤولية الحزب الشيوعي الصيني للمساهمة بالقوة الصينية في تعزيز التنمية السلمية لجميع بلدان العالم، ويجعل العالم يشعر تماما بتصميم الصين الراسخ على تعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية.

مخطط جميل للتنمية البشرية وتقدمها

أشار التقرير المقدم للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، إلى أن الصين ستواصل التمسك بالحوار والتشاور لدفع بناء عالم يسوده السلام الدائم، والتمسك بالتشارك والتنافع لدفع بناء عالم يسوده الأمن الشامل، والتمسك بالتعاون والفوز المشترك لدفع بناء عالم يسوده الرخاء المشترك، والتمسك بالتبادل لدفع بناء عالم يسوده الانفتاح والتسامح، والتمسك بالتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون لدفع بناء عالم نظيف وجميل. ويحرص الشعب الصيني على التعاون مع شعوب العالم في خلق مستقبل أجمل للبشرية. وكهدف لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية، تمت كتابة"العالمذي التمسكات الخمسة"رسميا في التقرير المقدم لمؤتمر الحزب وفي دستور الحزب، قد رسم مخططا جميلا ويضخ طاقة جديدة لخلق مستقبل أفضل للبشرية بالتكاتف والتعاون بين الشعب الصيني وشعوب العالم.

إن بناء رابطة المصير المشترك للبشرية هو مستقبل شعوب جميع البلدان، فالبشرية كيان واحد، والأرض موطننا. إن مفهوم بناء رابطة المصير المشترك للبشرية يستجيب للتطلعات المشتركة لشعوب العالم إلى السلام والتنمية والتعاون، ويوضح اتجاه المسعى المشترك لمختلف البلدان والأمم والحضارات. في مواجهة التحديات العالمية المعقدة والشديدة، يدرك المزيد من الدول أن مصير العالم يجب أن يكون في يد جميع الدول بشكل مشترك، ويجب أن تصاغ القواعد الدولية من قبل جميع البلدان بشكل مشترك، ويجب أن تدار الشؤون العالمية من قبل جميع البلدان بشكل مشترك، ويجب أن تتقاسم جميع البلدان إنجازات التنمية. إن التعاون يدا بيد من أجل المنفعة المتبادلة والكسب المشترك هو الطريق المستقيم للبشرية. من خلال تعزيز بناء رابطة المصير المتشرك للبشرية، ساهمت الصين بحكمتها وحلولها وقوتها في حل القضايا الكبرى وبناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال، ما يشكل قوة دافعة قوية لتنمية وتقدم المجتمع البشري.

تحديد المسار الصحيح للمضى قدما في عالم مضطرب ومتغير 

في الوقت الحاضر، حيث يشهد العالم تغيرات العصر والتاريخ على نحو غير مسبوق، ما زال الاتجاه التاريخي للسلام والتنمية والكسب المشترك لا يقاوم. وفي الوقت نفسه، تعيش البشرية في عصر تواجهه تحديات لا نهاية لها ومخاطر متزايدة، ويواجه العالم عدم استقرار وعدم يقين أكثر بروزا، حيث عادت عقلية الحرب الباردة وسياسات التكتلات إلى الظهور بشكل حاد، ولم تَمُت الهيمنة وسياسة القوة، ويزداد عنف الصراع الإستراتجي بين القوى الكبرى بشكل غير مسبوق، والأحادية والحمائية آخذة في الارتفاع، وتواجه العولمة الاقتصادية تيارا معاكسا، وزاد عجز السلام وعجز التنمية وعجز الثقة، وعجز الحكم بلا هوادة، يقف المجتمع البشري على مفترق طرق أمام تحديات غير مسبوقة. كما أن عملية الانتعاش الاقتصادي العالمي تجري بصعوبة، والفجوة الإنمائية أصبحت بارزة بشكل متزايد، والصراعات المحلية لا تتوقف، وتتشابك التهديدات الأمنية التقليدية مع التهديدات الأمنية غير التقليدية، وصارت الآثار السلبية الناجمة عن التحديات العالمية، مثل الإرهاب وتغير المناخ والأمراض المعدية الكبيرة، أكثر بروزا.

أشار الأمين العام شي جين بينغ، إلى أن أي دولة لا يمكنها بمفردها حل جميع القضايا العالمية التي تواجه البشرية، فلا بد من الاعتماد على التحركات العالمية والاستجابة العالمية والتعاون العالمي. أمام التحديات المشتركة، لا يستطيع فرد أو بلد المحافظة على مصالحه منفردا، وإنما فقط من خلال دفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، ومواجهة التحديات والصعوبات بالتضامن والتعاون المشترك، يمكن أن تتحول الضغوط إلى قوة دافعة وتتحول الأزمة إلى فرصة. إن دفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية طريق حتمي لمواجهة الأزمات والتحديات المشتركة وحل القصايا المعقدة العالمية، وهو يحدد المسار الصحيح للمضى قدما في عالم مضطرب ومتغير. لقد أظهر انتشار حائجة كوفيد- 19 وأزمة أوكرانيا، مغزى حقيقة مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية. فقط من خلال بناء رابطة المصير المشترك للبشرية يدا بيد، يمكن للمجتمع الدولي أن يستجيب لتغيرات العصر ومواجهة التحديات العالمية ودفع تقدم التاريخ.

رفع راية دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، شجع الأمين العام شي جين بينغ بنفسه على دبلوماسية رئيس الدولة، ويقود سفينة دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على المسار الصحيح في ظل الأوضاع الدولية المعقدة والمتغيرة. تحت إرشاد فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية، قطعت دبلوماسية الصين خطوات كبيرة، وفتحت آفاقا جديدة في ظل الأوضاع الدولية المتغيرة، وحولت الأزمات إلى فرص في خضم الفوضى العالمية، وحققت إنجازات شاملة ورائدة، بشق طريق جديد لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ولعبت دورا مهما في المحافظة على النظام والاستقرار الدولي. العقد الذي قاد فيه فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية، أعمال الدبلوماسية الصينية إلى الأمام، هو عقد أيضا حققت فيه الصين قفزة تاريخية في علاقاتها مع العالم، وقدمت فيه مساهمات تاريخية للمجتمع الدولي. بتوجيه فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية، دفعنا بشكل شامل عملية دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، وحافظنا بشدة على الإنصاف والعدالة الدوليين، وعززنا بقوة القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ودفعنا بناء النمط الجديد للعلاقات الدولية، وسعينا في تطوير علاقات الشراكة الدولية لممارسة التعددية الحقيقية، وشاركنا بنشاط في إصلاح وبناء آلية الحوكمة العالمية، لقد حظينا بالثناء والتقدير الواسع على نطاق العالم. كما شهدت بلادنا ارتفاعا ملحوظا من حيث التأثير الدولي والجاذبية الدولية، إن بناء رابطة المصير المشترك للبشرية قد أصبح راية مشرقة تقود اتجاه العصر والتقدم البشري.

تحت قيادة الأمين العام شي جين بينغ، حقق بناء رابطة المصير المشترك للبشرية تقدما كبيرا في جميع المجالات والاتجاهات، من بلد إلى آخر، ومن ثنائية الأطراف إلى تعدد الأطراف. إن مبادرة"الحزام والطريق"التي طرحها الأمين العام شي جين بينغ، أصبحت منصة شعبية دولية للمنتجات العامة الدولية والقيام بالتعاون الدولي. إضافة إلى أن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي اللتين طرحهما الأمين العام شي جين بينغ، تضخان قوة دافعة جديدة للمحافظة على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة. تحمي الصين بكل ثبات النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة، النظام القائم على القانون الدولي، والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لدفع تنمية الحوكمة الدولية نحو اتجاه أكثر عدالة ومعقولية. لقد حظيت مبادرة بناء رابطة المصير المشترك للبشرية بترحيب ودعم متزايد من قبل المجتمع الدولي، وحققق قفزات متعددة من"الغناء المنفرد"إلى"جوقة كل الأصوات".

أشار الأمين العام شي جين بينغ، إلى أنه طالما أن العالم يسير في طريق مستقيم معا، سيتمكن من تحقيق التعايش المتناغم والتعاون والكسب المشترك بين بلدان العالم، ويعمل معا لخلق مستقبل أكثر إشراقا. في المسيرة الجديدة، ستواصل الصين التمسك بتحقيق النهضة العظمية للأمة الصينية بالتحديث الصيني النمط، وستعمل مع بلدان العالم على دفع المسيرة العظيمة لبناء رابطة المصيرالمشترك، وجلب فرص جديدة للعالم مع التنمية الجديدة للصين، وتقديم مزيد من المساهمات الجديدة في سبيل دفع التنمية السلمية للعالم وتقدم البشرية وخلق عالم أكثر جمالا، لتنير شعلة رابطة المصير المشترك مستقبل البشرية.

--

تشنغ شيويه فانغ، باحث بمركز دراسات فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية، في بكين.

(المصدر: الصين اليوم)