13 ديسمبر 2022 / شبكة الصين / التبادلات بين الصين وعمان تضرب جذورها في أعماق التاريخ،  وتجمع بين البلدين صداقة تقليدية تمتد لآلاف السنين. عمان دولة مهمة على طريق الحرير البحري القديم، وقد وصل أسطول البحار تشنغ خه لفترة أسرة مينغ إلى عمان أربع مرات.

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وعمان في عام 1978، ظل الجانبان يتبادلان الثقة والاحترام والدعم، ويطوران العلاقات الودية في مختلف المجالات بسلاسة. وفي يوم 25 مايو 2018، بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أقامت الدولتان شراكة إستراتيجية، ووقعتا على وثيقة التعاون لـ"الحزام والطريق"، مما دفع العلاقات بينهما إلى مرحلة جديدة من التطور.

الثقة المتبادلة الإستراتيجية بين الجانبين تتعمق. تتمسك الصين وعمان بطريق التنمية السلمية، وتعارضان الهيمنة وسياسة القوة بجميع أشكالها، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتدعوان إلى الحل السلمي للقضايا الإقليمية من خلال المفاوضات والحوار. ظلت الصين تدعم عمان بثبات في المحافظة على استقلال سيادتها واستقرار مجتمعها، وفي استكشاف طريق التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية بإرادة مستقلة. كما تلتزم عمان بحزم بمبدأ "الصين الواحدة"، وتتفاهم مع الصين وتدعمها في القضايا المتعلقة بمصالح الصين الجوهرية.

كثافة التبادلات السياسية الرفيعة المستوى. في عام 2021، قام عضو مجلس الدولة ووزير خارجية الصين وانغ يي بزيارة عمان؛ بينما في بداية عام 2022، قام وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي بزيارة الصين، حيث عمل الجانبان على تعميق التعاون في مختلف المجالات، وبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية، والعمل معا على مكافحة كوفيد- 19، والمحافظة على السلام والاستقرار الإقليميين، وتوصلا إلى توافق بشأن تيسير تبادل الأفراد وتعزيز التبادلات الإنسانية وغيرها. في مارس 2022، اجتمع رئيس المؤتمر الاستشاري السياسى للشعب الصينى وانغ يانغ مع رئيس مجلس الشورى العمانى خالد بن هلال المعولي عبر تقنية الفيديو، مما عزز مواءمة مبادرة "الحزام والطريق" مع "رؤية عمان 2040". في مايو، قام عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني وي فنغ خه بزيارة عمان، حيث تم التوصل إلى العديد من التوافقات حول تعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة وتعزيز التعاون العملي في مختلف المجالات بما فيها مجال الدفاع الوطني.

نمو مطرد للتعاون الاقتصادي والتجاري. لدى الصين وعمان تكامل اقتصادي قوي وإمكانيات هائلة، فقد نفذت الشركات الصينية العديد من المشروعات الهندسية الكبيرة في عمان، مثل الطرق العامة العالية الجودة وخطوط الصرف الصحي ومحطات توليد الطاقة ومصانع الأسمنت وغيرها. وقد أصبحت شركتا بتروتشاينا وهواوي شريكين مهمين لعمان في مجالي النفط والغاز والاتصالات، كما تشارك شركة شبكة الكهرباء الوطنية الصينية بعمق في التنمية الطويلة الأجل لعمان في صناعة الطاقة، وتتقدم الحديقة الصناعية الصينية- العمانية (الدقم) بشكل مطرد. وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لعمان وأكبر مستورد للنفط الخام العماني لسنوات المتتالية، وفي عام 2021 بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 1ر32 مليار دولار أمريكي (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا)، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 5ر71%؛ وبلغ حجم واردات الصين من النفط العماني الخام 819ر44 مليون طن، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 5ر18%. وفي الفترة من يناير إلى سبتمبر عام 2022، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 66ر30 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 1ر33%؛ وبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر الجديد في عمان 97ر16 مليون دولار أمريكي، بزيادة سنوية بلغت نسبتها 7ر98%.

العمل معا لمكافحة الوباء. منذ تفشي الوباء في عام 2020، تبادلت الصين وعمان الدعم والمساعدة، مما يجسد الصداقة العميقة عند الشدائد بين الدولتين. وقد تبرعت الحكومة الصينية  بمائة ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد- 19 لعمان، بينما ساعدت عمان بنشاط في إطلاق الصين لـ"خطة عمل لقاح الربيع" في عمان لمكافحة الوباء بشكل مشترك والمحافظة على صحة وسلامة أفراد الجالية الصينية في سلطنة عمان.

مزيد من تعميق التبادلات الإنسانية. حافظ المتحف الوطني الصيني والمتحف الوطني العماني، وكذلك المركز الوطني الصيني للفنون المسرحية ودار الأوبرا السلطانية العمانية، على التبادل والتعاون الطويل الأمد. حيث عقدت وزارة الثقافة والسياحة الصينية ووزارة التراث والسياحة العمانية بشكل مشترك دورتين من منتدى التعاون السياحي. وأنشأت عمان موقعا إلكترونيا لترويج السياحة باللغة الصينية، للتعريف بالبيئة السياحية العمانية ومواردها لجذب المزيد من السياح الصينيين. في ديسمبر 2021، نظمت وزارة الثقافة والسياحة الصينية مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية أسبوع الثقافة الرقمية للشباب الصيني والعربي عبر الإنترنت، مما ضخ زخما جديدا إلى التبادلات الثقافية الصينية- العمانية. في هذا العام، قد تمت الموافقة رسميا على معهد كونفوشيوس الذي أسسته جامعة الشرقية بعمان بالتعاون مع جامعة هونان الأولى للمعلمين، وفي نوفمبر الماضي، تم تدشين نصب تشنغ خه التذكاري، الذي يرمز إلى الصداقة التقليدية بين الصين وعمان، في محافظة ظفار بعمان. عززت هذه التبادلات الإنسانية التفاهم وتواصل الشعبين بشكل متزايد.

دعا الأمين العام شي جين بينغ في التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين دول العالم لتتمسك بالقيم المشتركة للبشرية جمعاء والمتمثلة في السلام والتنمية والعدالة والإنصاف والديمقراطية والحرية، وتعزز تفاهم وتواصل شعوب العالم، وتعمل معا لمواجهة مختلف التحديات العالمية. إن الشعب الصيني على استعداد للتكاتف مع شعوب العالم لاحترام تنوع حضارات العالم، وتجاوز الحواجز الحضارية من خلال التبادلات الحضارية، وتجاوز الصراعات الحضارية من خلال التعلم المتبادل بين الحضارات، وتجاوز التفوق الحضاري من خلال التعايش الحضاري، من أجل خلق مستقبل أفضل للبشرية. إن القمة الصينية- العربية الأولى التي عقدت في السعودية، قد فتحت فصلا جديدا في بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد. يوافق عام 2023 الذكرى السنوية الخامسة والأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وعمان، ومن المؤكد أن العلاقات الصينية- العمانية ستستمر في التطور إلى مستوى أعلى. سنعمل مع الجانب العماني على ترسيخ الصداقة الصينية- العمانية والتبادل والتعاون في مختلف المجالات، وتعزيز تقاليد الصداقة الصينية- العمانية عبر الأجيال، وتعميق المواءمة بين البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" و"ورؤية عمان 2040"، وتوسيع التعاون العملي في مختلف المجالات على جميع الجهات، من أجل بناء رابطة مصير مشترك للبلدين، تتسم بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، مما يسعد الشعبين الصيني والعماني بشكل أفضل.

--

لي لينغ بينغ، سفيرة الصين لدى عمان.

(المصدر: الصين اليوم)