arabic.china.org.cn | 09. 12. 2022 |
9 ديسمبر 2022 / شبكة الصين / عُقدت الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية في بكين، في يومي الثامن والتاسع من نوفمبر عام 2022. حضر المؤتمر أكثر من ثمانين ممثلا عن الأحزاب والمنظمات السياسية ومراكز الأبحاث من ثماني عشرة دولة عربية، من بينهم صالح قوجيل القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني ورئيس مجلس الأمة الجزائري، وسلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، ومحمود العالول نائب رئيس حركة فتح، وإياد علاوي رئيس ائتلاف الوطنية ورئيس الوزراء العراقي الأسبق، كما شارك فيه مبعوثون دبلوماسيون عرب في الصين ومسؤولون من الإدارات المركزية الصينية المعنية. عقد المؤتمر تحت عنوان "العمل يدا بيد لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية في العصر الجديد: مسؤولية الأحزاب السياسية" عبر الإنترنت وخارج الإنترنت. ألقي ليو جيان تشاو، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، كلمة رئيسية في المؤتمر، أشار فيها إلى أن الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ والقادة العرب اقترحوا إقامة الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية، مما يوضح اتجاه تطور العلاقات الصينية- العربية. وأن الحزب الشيوعي الصيني يود تعزيز تبادل الخبرات في حوكمة الدولة وإدارتها مع الأحزاب العربية وتطوير التعاون في الاستثمار والابتكار والطاقة والصحة وغيرها من المجالات الأخرى، عبر منصات التبادل للأحزاب السياسية. أكد العديد من قادة الأحزاب السياسية العربية المشاركين في المؤتمر على أن الصين والدول العربية يجب عليها دعم بعضها البعض بحزم في القضايا التي تنطوي على المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لبعضهما البعض، وأن تحمي معا الإنصاف والعدالة الدوليين، وتعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وتقديم قوة محركة قوية لتعزيز بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية.
إنجازات المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني تقدم مراجع وخبرات لأحزاب الدول العربية
على مدى السنوات العشر المنصرمة، مرت الصين بثلاثة أحداث مهمة تتحلى بأهمية واقعية عظيمة ومغزى تاريخي بعيد المدى بالنسبة لقضايا الحزب والشعب، وحققت إنجازات ملحوظة اجتذبت انتباه العالم. إن التغييرات العظيمة التي طرأت على الصين خلال السنوات العشر الماضية من العصر الجديد تعد معالم ذات مغزى مهم في مسيرة الصين.
قال الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، أحمد بهاء الدين شعبان: "إن إنجازات الصين التي تحققت في السنوات الخمس الماضية واضحة في التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني العشرين." وأضاف أن طفرة تاريخية قد تحققت في القوة الاقتصادية للصين، حيث ازداد الناتج المحلي الإجمالي للصين من 54 تريليون يوان إلى 114 تريليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي 2ر7 يوانات حاليا)، وشكلت نسبة حجمها الاقتصادي الإجمالي 5ر18% من الاقتصاد العالمي بزيادة بلغت 2ر7 نقاط مئوية، وتبوأت المركز الثاني عالميا بصورة ثابتة؛ وارتفع معدل نصيب الفرد من ناتجها المحلي الإجمالي من 39800 يوان إلى 81000 يوان. وأنجزت الصين بناء أكبر شبكة عالميا للسكك الحديدية الفائقة السرعة وأخرى للطرق السريعة، وأحرزت منجزات مهمة في تشييد البنية الأساسية مثل المطارات والموانئ ومنشآت المحافظة على المياه، والطاقة والمعلومات. وسرّعت دفع الاعتماد على الذات والتحسين الذاتي في مجال العلوم والتكنولوجيا، فازداد الإنفاق على البحث والتطوير في المجتمع كله من تريليون يوان إلى 8ر2 تريليون يوان، لتحتل بذلك المركز الثاني عالميا، بينما احتل مجموع ممارسي البحث والتطوير في االصين المرتبة الأولى عالميا. وواصلت تعزيز البحوث الأساسية والابتكارات الأصلية، وحققت اختراقات في بعض التقنيات الحاسمة والجوهرية، وطورت وعززت الصناعات الناشئة الإستراتيجية، وأحرزت نتائج مهمة في مجالات طيران الفضاء المأهول واستكشاف القمر والمريخ واستكشاف أعماق البحار والأرض والحاسوب العملاق الفائق السرعة والملاحة بالأقمار االإصطناعية والمعلومات الكمومية والتقنيات الكهرونووية وتكنولوجيا الطاقة الجديدة وصنع طائرات الركاب الضخمة والطب والأدوية الحيوية وغيرها، ومن ثم انضمت الصين إلى ركب الدول المبتكرة.
حقق التحديث الصيني النمط نجاحا كبيرا، الأمر الذي يوفر مرجعا للدول الإقليمية التي تسعى جاهدة لاستكشاف طريق التنمية. وتأمل أحزاب الدول العربية الاستفادة من سبل "التحديث الصيني النمط"، واستكشاف "التحديث العربي النمط" بنشاط. وفي معرض حديثه عن خبرات الصين الناجحة، أعرب نائب رئيس حزب الإنصاف الحاكم في موريتانيا، محمد يحيى ولد حرمة: "لقد برهنت نتائج المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني أن التجربة الصينية في بناء قدرات الدولة ناجحة إلى أبعد الحدود، وأن العلاقة المتينة بين الدولة والحزب هي أساس هذا النجاح والتميز الذي تشهده الأمة الصينية العظيمة." ويرى الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني صالح رأفت، أن الحزب الشيوعي الصيني وضع خططا لبناء دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، ودفع عملية النهضة العظيمة للأمة الصينية، والتي جسّدت مفهوم الجمع بين المبادئ الأساسية للماركسية وواقع الصين.
تنمية الصين هي تنمية العالم، وإنجازات الصين هي أيضا إنجازات العالم. قال سفير مصر لدى الصين عاصم حنفي، إن إنجازات الصين في التخفيف من حدة الفقر وتحسين معيشة الشعب تستحق التعلم من قبل الدول العربية والاستفادة منها. وأشار الأمين العام للحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي، إلى أنه بتوجيه من فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني إلى تحقيق إنجازات تاريخية؛ وصيننة الماركسية ليس إنجازا للصين فحسب، وإنما أيضا إنجاز للعالم، ولها أهمية كبيرة للتنمية العالمية.
التكامل بين مبادرة "الحزام والطريق" وتعاون الأحزاب السياسية الصينية العربية
لقد لقد مرت تسع سنوات منذ اقتراح مبادرة "الحزام والطريق"، خلال هذه الفترة، أصبح تحسين القدرات نقطة بارزة جديدة نقطة نمو جديدة للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق"في إطار المبادرة. قامت الأحزاب الصينية والعربية بتبادل الخبرات المتعلقة بحوكمة الدولة وإدارتها عبر الدبلوماسية الحزبية، وعملت على استكشاف نماذج وطرق التنمية المناسبة لكل منها، مما يرسى أساسا نظريا متينا ويساهم بخبرة عملية قيمة للبناء المشترك لرابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية و رابطة المصير المشترك للبشرية. في إطار "الحزام والطريق"، عملت الصين بنشاط على مواءمة خطط التنمية مع الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" وخاصة الدول العربية، ونفذت مشروعات التعاون العملية، وحققت المنجزات البارزة.
أشار صلاح عدلي، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري، إلى أن مبادرة "الحزام والطريق"، التي اقترحتها الصين، لها أهمية كبيرة بالنسبة إلى مصر والدول العربية، ويشهد على ذلك الإمكانات الكبيرة في مشروعات مثل مشروع بناء السكك الحديدية ومشروعات البناء المتعلقة بقناة السويس. كما تزداد الاستثمارات الصينية في مصر باستمرار، وأصبحت الصين شريكا مهما للكثير من الدول العربية.
أكد ليو جيان تشاو في كلمته، أن الصين تلتزم بتعزيز المنفعة المتبادلة والفوز المشترك وبناء رابطة المصير المشترك المزدهرة بين الصين والدول العربية في العصر الجديد، وتود الصين أن تعزز تلاحم الإستراتيجيات المتوسطة والطويلة المدى مع الدول العربية في إطار "الحزام والطريق"، و المشاركة الفعالة في بناء البنية التحتية الرئيسية في الدول العربية، كما سنواصل توسيع الواردات من الدول العربية وتوسيع مجالات التعاون، مثل مجالات التنمية المبتكرة والخضراء والطاقة والأمن الغذائي والصحة والاستثمار والتمويل، وتعزز إنشاء نمط تعاون أعلى مستوى وأوسع نطاقا، يستفيد منها المزيد من أبناء الشعبين الصيني والعربي، لاستكشاف المزيد من الخصائص المشتركة في نهضة الأمة الصينية والأمة العربية.
القمة الصينية العربية تفتح رحلة جديدة من التبادلات والتعاون الصيني العربي
أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أنه يجب على الأحزاب السياسية، باعتبارها قوة مهمة في تعزيز التقدم البشري، أن تتحمل مسؤوليات قيادة الاتجاه وبناء التوافق في الآراء وتعزيز التنمية والتعاون وتحسين الحوكمة.
يواجه العالم العديد من التحديات مثل التوترات الجيوسياسية وأزمة المناخ وأزمة الثقة وانتشار كوفيد- 19، وفي هذا الإطار، فإن عقد القمة الصينية- العربية له أهمية كبيرة لكل من الصين والدول العربية. قال حسن رابحي، سفير الجزائر لدى الصين: "لا شك أن القمة الصينية- العربية ستكون محطة مهمة لتقييم علاقات التعاون العربية- الصينية، وكذلك للنظر إلى مستقبل هذه العلاقات، وهو مستقبل واعد لما يتوفر لدى الجانبين من إمكانيات وقدرات هامة نستطيع من خلالها تمكين اقتصادات الجانبين من جني الكثير من الثمار، وستكون كذلك مناسبة للجانب العربي للتعبير عن تقديره وإشادته بالدور البناء لجمهورية الصين الشعبية في كل ما يرتبط بمساعي الدول العربية في مواجهة التحديات المفروضة على المنطقة والاستقرار والتنمية."
مع تعميق التعاون الصيني- العربي وتبادل الأحزاب السياسية، يأمل قادة الأحزاب العربية إنشاء آلية أكثر فعالية للتعاون بين الأحزاب الصينية والعربية. دعا السيد إياد علاوي، في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية، إلى تشكيل لجنة مشتركة للأحزاب الصينية والعربية من أجل تعزيز التنسيق والتعاون بين الصين والدول العربية، كما أكد على أنه يجب على الصين والدول العربية الاستفادة الكاملة من حسن سمعتها وهذه العلاقات المتنامية بشكل فعال، للعب دور أكبر في حل الأزمات والقضايا.
واستجابة لتوقعات وآمال قادة الأحزاب السياسية في الدول العربية، قال ليو جيان تشاو: "في المستقبل، سنستجيب لتوقعات الأصدقاء والأحزاب العربية بنشاط، وسنغتنم فرصة القمة الصينية- العربية لتقديم النظريات والخبرات الأحدث لأصدقائنا العرب في الوقت المناسب وبطريقة شاملة ودقيقة، من أجل تعزيز تبادل الأفكار والمفاهيم بين الجانبين. كما نعمل على تحسين منصات التبادل المختلفة بين الأحزاب الصينية والعربية واستخدامها بشكل فعال، ونسعى إلى لعب دور إيجابي في تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتواصل الإستراتيجي والبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام الطريق" والتعاون العملي في مختلف المجالات وترسيخ أسس الرأي العام للصداقة الصينية- العربية." إن الحزب الشيوعي الصيني مستعد للعب دوره كحزب سياسي بعد المؤتمر لدفع تنفيذ توافق الآراء والإنجازات التي سيتم التوصل إليها في القمة الصينية- العربية.
المصدر: الصين اليوم
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |