24 نوفمبر 2022 / شبكة الصين / على الرغم من تباطؤ الانتعاش الاقتصادي، لا تزال الصين تحافظ على جاذبية قوية للمستثمرين الدوليين. فبحسب البيانات الرسمية الصادرة مؤخرا، سجلت القيمة الفعلية للاستثمار الأجنبي في الصين خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري 1089.86 مليار يوان بزيادة 14.4٪ على أساس سنوي. من بينها، تضاعفت استثمارات كوريا الجنوبية في الصين خلال نفس الفترة من العام الماضي، وزادت استثمارات ألمانيا في الصين بنسبة 95.8٪.

وفي عام 2021، كان الاستخدام الفعلي للصين لرأس المال الأجنبي 1149.36 مليار يوان، وهو معدل نمو عام بلغ 14.9٪. ومن الاتجاه الحالي، سيظل الاستخدام الفعلي للاستثمار الأجنبي هذا العام في الصين محافظا على نمو مزدوج، وسيكون المقياس عند أعلى مستوى جديد في التاريخ. وفي ظل الانكماش الاقتصادي العالمي العام، فإن جذب الصين للاستثمار الأجنبي يمكن أن يكون واضحا.

ويظهر التحليل النهائي، أن سر "الطاقة الجاذبة" في الصين للمستثمرين هو أن السوق ضخمة وحيوية، وهو أمر جيد ومفيد للمؤسسات. حيث تعداد الصين أكثر من 1.4 مليار نسمة، والناتج المحلي الإجمالي للفرد يتجاوز 10 آلاف دولار أمريكي، وهو ما يخلق سوقا بإمكانات غير محدودة. 

ووفقا لفو لينغ هوي، المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاءات، فإن الصين حاليا في فترة تسريع تطور ترقية هيكل الاستهلاك، مع توسيع احتياجات المواطنين من أجل حياة أفضل، مما يجعل إمكانات تنمية الاستهلاك ضخمة.

وكان العديد من الشركات الأجنبية قد خلصت لهذه النتيجة، حيث كتب المديرون التنفيذيون لثمانية شركات ألمانية رائدة مثل مجموعة "BASF" ومجموعة "Siemens" مقالا مشتركا مؤخرا، أكدوا فيه أن الصين أصبحت "الأكثر حيوية من بين جميع الأسواق" وثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم. وقد منحت الإمكانات الهائلة للسوق الصينية الشركات الألمانية الفرصة لتوسيع نطاق أعمالها بشكل أسرع، وبالتالي حققت نجاحا أكبر في الأسواق الأخرى.

ويفضي تحسين الصين النشط لبيئة الأعمال إلى جذب المستثمرين. ففي السنوات الأخيرة، من التخفيض المستمر للقائمة السلبية لوصول الاستثمار الأجنبي إلى إنشاء مجموعة عمل خاصة وتعزيز تدابير ضمان الخدمة للمشاريع الرئيسية الممولة من الخارج، وإصدار لوائح جديدة لتسهيل عمل رجال الأعمال الدوليين، وضمان نقل مواد إنتاج ومنتجات الشركات الأجنبية بسلاسة، ظلت الصين تستجيب دائما لما تحتاج إليه الشركات الأجنبية بطريقة مستهدفة، مما يوفر حماية كافية للحقوق المشروعة ومصالح الشركات الأجنبية.

وبحسب مسح حديث لمجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية، زاد تقييم الشركات الأجنبية للوصول إلى السوق، وتعزيز المنافسة في السوق، وتوفير أماكن تشغيل والحصول على الخدمات المالية في الربع الثالث من هذا العام بنسبة 1.99 و1.84 و1.52 و1.43 نقطة مئوية على حدة بالمقارنة مع الربع الثاني. ومن قيمة الاستثمار، وهيكل الاستثمار للشركات الأجنبية، ودرجة مشاركتها في البناء الاقتصادي، يمكن ملاحظة أن بيئة الأعمال في الصين جذابة بشدة.

وعلى الرغم من أن الاقتصاد الصيني الحالي يواجه تحديات، إلا أن الأداء الاقتصادي للصين لا يزال من بين أفضل الاقتصادات العالمية. وقال مسؤولو لجنة التنمية والإصلاح الوطنية في الصين مؤخرا إن الصين على وشك أن تصبح أكبر سوق استهلاكية في العالم، مما سيساعد الصين على مواصلة الحفاظ على جاذبيتها للمستثمرين في المستقبل.