24 نوفمبر 2022 / شبكة الصين / بدأت شركات التكنولوجيا الأمريكية مؤخرا موجة تسريح كبيرة، حيث استغنت أمازون عن 10 آلاف موظف، ليصبح أكبر تسريح في تاريخ الشركة منذ 28 سنة. ومع دخول الولايات المتحدة موسم التسوق مع اقتراب أعياد الميلاد، يُظهر تسريح أمازون لعدد كبير من موظفيها في هذا التوقيت مدى خطورة الوضع الاقتصادي الذي تواجهه الشركة. 

وطالت عمليات التسريح الكبيرة شركة فيسبوك، التي أكدت أن 11 ألفا من أصل 87 ألف موظف سيتم تسريحهم. إضافة إلى بدء عدد كبير من شركات التكنولوجيا الصغيرة والمتوسطة الحجم موجة تسريحات كبيرة على نطاق واسع.

وهناك العديد من الأسباب تفسر عمليات التسريح في شركات التكنولوجيا الأمريكية:

أولا، اختفاء "مكافأة" كوفيد-19. فخلال فترة الجائحة انتقل الموظفون إلى الواقع الافتراض لإتمام أعمالهم، مما ساعد على ازدهار أعمال عمالقة التكنولوجيا. ومع توقع المسؤولين التنفيذيين في هذه الشركات استمرار هذا التوجه، فقد أجرت العديد منها عمليات توظيف كبيرة وتوسعا تجاريا. 

على سبيل المثال، في السنوات الثلاث الماضية، أضافت أمازون عددا كبير من الموظفين ووسعت مشاريعها. فقد زاد عدد موظفيها بنسبة 186٪، مما تسبب في زيادة حادة في تكاليف العمالة. ومع ذلك، اتضح أن اعتماد الناس على المنصات الرقمية ليس كبيرا كما أظهرت التقديرات. ومع عودة عمل الناس وحياتهم إلى وضعها الطبيعي، أصبح التوسع السابق عبئا على شركات التكنولوجيا.

ثانيا، مواصلة تدهور البيئة الاقتصادية الأمريكية. فمع ارتفاع أسعار الفائدة المتكررة التي أقرها الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع ارتفاع حدة الركود الاقتصادي الأمريكي، ومواصلة زيادة نفقات الاستهلاك وتكاليف رأس المال للشركات. كما تسبب تدهور البيئة الكلية في انخفاض الإعلانات في السوق، مما ضرب بشدة العديد من شركات التكنولوجيا التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات الإعلانات. إضافة إلى تكاليف الطاقة المرتفعة، وتقلبات سعر صرف الدولار الأمريكي، شكلت جميعها ضغوطا هائلة على هذه الشركات.

ثالثا، ارتكاب بعض شركات التكنولوجيا أخطاء إستراتيجية. والمثال الأكثر وضوحا هنا شركة "ميتا"، فعندما وصل نمو أعمالها الأصلي إلى الذروة، تحولت الشركة بكامل طاقتها إلى عالم الميتافيرس، وضخت استثمارات ضخمة في الأعمال التجارية الجديدة، ولكن النتائج جاءت على غير المتوقع.

وفي سياق ارتفاع أسعار الفائدة المستمر للاحتياطي الفيدرالي، أصبح العمل الذي يصعب توليد عائدات في الوقت المناسب "ثقبا أسود" للاستثمار يلتهم التدفق النقدي للشركة. وقد تسبب هذا أيضا في أن يكون سوق رأس المال متشائما بشأن الآفاق المستقبلية للشركة، وانخفاض سعر الأسهم، وتفاقم مخاطر الأعمال. وجميع أشكال التحديات التي تواجهها ميتا دفعتها لاتخاذ قرار تسريح موظفيها على نطاق واسع.