بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

20 نوفمبر 2022 /شبكة الصين/ تسعى الصين في كل المناسبات الدولية إلى تعزيز التعاون مع مختلف دول العالم، وذلك ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حضوره القمة الـ17 لمجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، حيث شارك في هذه القمة 17 رئيسا من بينهم الرئيس الصيني والرئيس الأمريكي، ويعتبر هذا أول لقاء مباشر بينهما منذ تفشي الجائحة في العالم، الأمر الذي جعل القمة تحظى بمتابعة وأهمية كبرى على المستوى العالمي.

تتميز قمة مجموعة العشرين منذ تأسيسها في 1999 بأهمية عالمية، حيث تهتم القمة بالسياسات المتعلقة بالاستقرار المالي الدولي، وقد ازدادت أهميتها بعد أن توسع جدول أعمالها منذ عام 2008 من خلال مشاركة كبار المسؤولين في الدول المعنية، لتمثل بعد ذلك القمة حسب الأعضاء والمشاركين فيها 80% من الناتج المحلي لدول العالم و75% من التجارة العالمية و60% من سكان العالم. وقد واصلت القمة خلال كل هذه السنوات البحث عن مزيد الاستقرار العالمي خاصة في المجال الاقتصادي، ومع ظهور العديد من التحديات الراهنة، ازدادت أهمية مساعي القمة دوليا، خاصة أن العالم يشكو من عدم استقرار مالي واقتصادي في ظل الاضطرابات والمواجهات بين الدول والجهات، بالإضافة إلى مخلفات أزمة كورونا على الصعيد الصحي والاقتصادي.

تركز القمة الـ17 لمجموعة العشرين على أربع قضايا رئيسية ألا وهي: منظومة صحية عالمية لمواجهة الأوبئة والتحول في مجال الطاقة والتعاون مع أزمة الغذاء وتحديات التحول الرقمي. وفي إطار هذه المحاور، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم إثر فيروس كوفيد-19، والتحديات التي يواجهها العالم بأسره إثر ذلك. كما تتوجه الصين في كل المناسبات إلى التذكير بأهمية التعاون العالمي والسعي وراء إقامة "مفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية، والدعوة إلى السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك"، وقد تداول خطاب شي في القمة عدة جوانب يمكن تقسيمها إلى التركيز على التنمية العالمية والتجارة العالمية والاقتصاد الرقمي والتحول الأخضر ومكافحة الفساد وأيضا مواصلة تعميق التعاون الدولي لمكافحة الجائحة.

تواصل الصين تعزيز مجالات تعاونها مع مختلف دول العالم حيث أكد شي جين بينغ أن بلاده ستواصل العمل مع أعضاء مجموعة العشرين لتعزيز الاقتصاد الرقمي وأشار إلى دور الصين في هذا المجال منذ وضع موضوع الاقتصاد الرقمي على أجندة مجموعة العشرين بهدف البحث عن إيجاد محركات نمو جديدة منذ قمة مجموعة العشرين في هانغتشو عام 2016، وقد قال شي إنه "علينا أن نواصل الحفاظ على منظومة التجارة المتعددة الأطراف التي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا لها، والعمل على دفع إصلاح منظمة التجارة العالمية وتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وبناء الاقتصاد العالمي المنفتح". أما فيما يخص موضوع الأمن الغذائي دعا شي إلى أنه "يجب معارضة تسييس قضية الغذاء والطاقة واستخدامها كأداة أو سلاح، كما يجب رفع العقوبات الأحادية، وإلغاء القيود المفروضة على التعاون التكنولوجي"، حيث ترى الصين أن التنمية العالمية هي ناتجة عن "البيئة الدولية السلمية والمستقرة" وأنه يمكن حل المشاكل بين مختلف الأطراف عبر الحوار. ونظرا لجدية الصين في مجال الأمن الغذائي، فقد طرحت "مبادرة الأمن العالمي" والتي تسعى إلى ضمان الأمن المشترك والمتكامل لمختلف الشعوب. كما تواصل الصين دعم التعاون الصحي مع مختلف دول العالم من أجل مزيد مكافحة الأوبئة التي تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، حيث دعا شي إلى "مواصلة تعميق التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، وجعل اللقاح والدواء وسبل الفحص والعلاج متاحة وبأسعار ميسورة في الدول النامية".

تشدد الصين على أهمية "العمل على دفع إصلاح منظمة التجارة العالمية وتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وبناء الاقتصاد العالمي المنفتح"، وذلك من أجل مصالح مختلف المجتمعات وليس البحث على الربح الفردي، حيث إن الصين تسعى إلى إضافة قوة دافعة للتعاون الدولي، وستقدم مساهمة أكبر للبشرية جمعاء، وهو ما تثبته من خلال المبادرات والمنتديات أو المعارض الدولية التي تعزز التعاون مع جميع دول العالم من أجل تحقيق الأفضل للبشرية جمعاء.