arabic.china.org.cn | 16. 11. 2022 |
بالي، إندونيسيا 15 نوفمبر 2022 (شينخوا) ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا بعنوان "تضافر الجهود في مواجهة تحديات العصر وخلق مستقبل جميل" هنا اليوم (الثلاثاء) خلال الجلسة الأولى لأعمال الدورة الـ17 لقمة قادة مجموعة العشرين.
فيما يلي النص الكامل للخطاب:
تضافر الجهود في مواجهة تحديات العصر وخلق مستقبل جميل
-- كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ في الجلسة الأولى لأعمال الدورة الـ17 لقمة قادة مجموعة العشرين
(جزيرة بالي، يوم 15 نوفمبر عام 2022)
فخامة الرئيس جوكو ويدودو المحترم،
أيها الزملاء،
يسعدني أن أحضر قمة قادة مجموعة العشرين في جزيرة بالي. أتقدم بالشكر للرئيس جوكو ويدودو وحكومة إندونيسيا على الترتيبات الدقيقة لهذه القمة، وأسجل تقديرا عاليا على الدور المهم الذي تلعبه إندونيسيا كالدولة المضيفة للقمة في دفع التعاون لمجموعة العشرين.
يمر عالم اليوم بتغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة، من شأنها أن تشكل معلما من معالم العالم والعصر والتاريخ. في الوقت الراهن، تواجه البشرية تحديات هامة في التنمية ينتج عنها تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد باستمرار وبروز هشاشة الاقتصاد العالمي بشكل متزايد وتوتر الأوضاع الجيوسياسية والنقص الحاد للحوكمة العالمية وتزامن الأزمات المتعددة بما فيها أزمة الغذاء وأزمة الطاقة. في وجه هذه التحديات، يجب على كافة الدول أن تكرس مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتدعو إلى السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، وتسعى إلى استبدال الانقسام والمجابهة والإقصاء بالتضامن والتعاون والشمول، وتعمل سويا على حلّ معضلة العصر المتمثلة في "ما مشكلة العالم وماذا نعمل"، وتقوم بالتغلب على الصعوبات وفتح آفاق للمستقبل المشرق.
بما أن أعضاء مجموعة العشرين جميعها من الدول الرئيسية على مستوى العالم أو المنطقة، فيجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها كدول رئيسية وتلعب دورا رياديا في السعي إلى التنمية لكافة الدول والرفاهية للبشرية والتقدم للعالم.
-- علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر شمولا. إن الوحدة قوة والانقسام لا مخرج له. نعيش في نفس القرية الكونية، فعلينا تعزيز التضامن والتعاون لمواجهة مختلف المخاطر والتحديات. إن التمييز حسب الإيديولوجيات وممارسة سياسة التكتلات وإثارة المواجهة بين المعسكرات لا تؤدي إلا إلى تمزيق العالم وعرقلة التنمية العالمية وتقدم البشرية. قد دخلت الحضارة البشرية إلى القرن الـ21، وإن عقلية الحرب الباردة قد عفى عليها الزمن. يجب تضافر الجهود للارتقاء بالتعاون القائم على الكسب المشترك إلى مستوى جديد.
ينبغي أن تتبادل جميع الدول الاحترام وتسعى إلى إيجاد القواسم المشتركة وترك الخلافات جانبا وتتعايش بشكل سلمي، وتدفع ببناء الاقتصاد العالمي المنفتح، وألا تقوم بإفقار الجار أو بناء "الفناء الصغير المحاط بالجدران العالية" أو تكوين "الدوائر الضيقة" المنغلقة والإقصائية.
أدعو دائما مجموعة العشرين إلى الالتزام بالتضامن والتعاون كالغاية الأصلية، وتوارث روح الفريق الواحد، والتمسك بمبدأ توافق الآراء. كما يقول المثل الإندونيسي "ينمو قصب السكر في حفرة واحدة وينمو عشب الليمون ضمن باقة واحدة"، فلا يخدم الانقسام والمواجهة مصلحة أي طرف، إنما التضامن والتعايش هما الخيار الصحيح.
-- علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر نفعا للجميع. إن التنمية المشتركة لجميع الدول هي التنمية الحقيقية. من المستحيل أن يقوم ازدهار العالم واستقراره على أساس "يزداد الأغنياء غناء والفقراء فقرا". إذ يريد كل بلد حياة أفضل، وليس التحديث حقا حصريا لأي بلد. على الدول التي تتقدم على الآخرين أن تساعد الدول الأخرى بنية صادقة لتحقيق التنمية في الأخير ، وتوفر المزيد من المنافع العامة العالمية. على الدول الرئيسية أن تتحمل المسؤولية المطلوبة، وتولي اهتماما وتبذل جهودا للإسهام في قضية التنمية العالمية.
طرحتُ مبادرة التنمية العالمية بهدف بلورة التوافق الدولي حول تعزيز التنمية وتوليد قوة محركة جديدة للتنمية العالمية وتدعيم التنمية والتقدم المشترك لدول العالم مع الأخذ في عين الاعتبار الأهداف البعيدة المدى والاحتياجات الواقعية للتنمية المشتركة في العالم.
قد تجاوز عدد أعضاء "مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية" 60 بلدا خلال السنة المنصرمة. أنشأنا صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب، وسنزيد من الاستثمار في صندوق الصين-الأمم المتحدة للسلام والتنمية، ونضع قائمة التعاون العملي، ونعدّ لائحة المشاريع المفتوحة، ونحدد خريطة العمل لتنفيذ المبادرة، ونعمل مع أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية على المضي قدما بهذه المبادرة، بما يقدم قوة دافعة جديدة لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. قد قدم الجانب الصيني 15 مشروعا للائحة مشاريع التعاون العملي لقمة بالي، وشارك في 5 مشاريع أخرى، وسيعمل مع الأعضاء الآخرين على تنفيذها بشكل جدي.
-- علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر مرونة. في وجه التيار المعاكس الذي تعرضت له العولمة الاقتصادية ومخاطر الركود للاقتصاد العالمي، يعيش الجميع مرحلة صعبة، وتكون في مقدمتها الدول النامية. علينا إيلاء اهتمام أكبر لقضية التنمية من أي وقت مضى. قد تم تحديد "الانتعاش معا وانتعاش أقوى" كخطة التعاون في قمة بالي، الأمر الذي تبعث برسالة إيجابية مفادها أن مجموعة العشرين تدعم التنمية في الدول النامية وتتجنب الاستقطاب الاقتصادي العالمي والانتعاش غير المتكافئ. كما علينا بناء الشراكة العالمية من أجل الانتعاش الاقتصادي، والتمسك بإعطاء الأولوية للتنمية ووضع الشعب في المقام الأول، وأخذ في عين الاعتبار صعوبات الدول النامية دائما، ومراعاة هموم الدول النامية. تدعم الصين انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين.
يجب على كافة الأطراف مواصلة تعميق التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، وجعل اللقاح والدواء وسبل الفحص والعلاج متاحة وبأسعار ميسورة في الدول النامية، بما يهيئ بيئة صالحة للتعافي الاقتصادي. من المهم كبح جماح التضخم العالمي وتذليل المخاطر الاقتصادية والمالية النظامية، ويجب على الاقتصادات المتقدمة بشكل خاص الحد من تفشي التداعيات السلبية الناتجة عن تعديل سياساتها النقدية إلى الخارج، وإبقاء ديونها عند مستوى يمكن تحملها بشكل مستدام. على صندوق النقد الدولي تسريع وتيرة إقراض حقوق السحب الخاصة إلى الدول المنخفضة الدخل. يجب على المؤسسات المالية الدولية والدائنين التجاريين باعتبارها الأطراف الدائنة الرئيسية للدول النامية أن تشارك في حملات من شأنها تخفيف الديون وتأجيل مستحقاتها للدول النامية. تعمل الصين على تنفيذ مبادرة مجموعة العشرين بشأن تعليق مدفوعات خدمة الدين بشكل شامل، وهي تتصدر أعضاء مجموعة العشرين من حيث حجم تعليق مدفوعات خدمة الدين، كما أنها شاركت مع الأعضاء الآخرين في التعامل مع الديون وفقا لـ"إطار العمل المشترك لمعالجة الديون بما يتجاوز نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين"، مما قدم دعما للدول النامية المعنية لتجاوز صعوباتها.
تعد التجارة العالمية والاقتصاد الرقمي والتحول الأخضر ومكافحة الفساد من العوامل المهمة التي تدفع التنمية العالمية. علينا أن نواصل الحفاظ على منظومة التجارة المتعددة الأطراف التي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا لها، والعمل على دفع إصلاح منظمة التجارة العالمية وتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وبناء الاقتصاد العالمي المنفتح. طرح الجانب الصيني خطة العمل للتعاون في الابتكار الرقمي في مجموعة العشرين، ويتطلع إلى العمل مع كافة الأطراف على خلق بيئة تتميز بالانفتاح والإنصاف وعدم التمييز لتطور الاقتصاد الرقمي وتضييق الفجوة الرقمية بين دول الجنوب والشمال. يجب الالتزام بمبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة في مواجهة التحديات الناتجة عن تغير المناخ والتحول نحو التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، مع تقديم الدعم إلى الدول النامية من حيث التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرة، والعمل على إجراء التعاون المالي الأخضر. يكتسب التعاون الدولي في مكافحة الفساد أهمية بالغة، يجب على الدول الأعضاء لمجموعة العشرين التمسك بعدم التسامح إطلاقا مع الفساد، وتعزيز التعاون الدولي في تسليم الهاربين واسترداد الأصول غير القانونية، ورفض توفير "ملاذ آمن" للفاسدين وأصولهم.
لا تستغني التنمية العالمية عن البيئة الدولية السلمية والمستقرة. لذلك طرحت مبادرة الأمن العالمي، بهدف العمل مع الجميع على تكريس روح ميثاق الأمم المتحدة، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام وفقا لمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، والدعوة إلى حل الصراعات عبر التفاوض وتسوية الخلافات عبر التشاور، ودعم كافة الجهود التي تساهم في تسوية الأزمات سلميا.
أيها الزملاء!
يعد أمن الغذاء والطاقة من أكثر التحديات إلحاحا التي تواجهها التنمية العالمية. إن السبب الجذري للأزمة الراهنة ليست الإنتاج أو الطلب، بل هو الخلل في سلاسل الإمداد والتشويش الذي يتعرض له التعاون الدولي. تكمن الحلول في قيام الدول، تحت التنسيق من قبل الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية المتعددة الأطراف، بتعزيز التعاون في مراقبة الأسواق وبناء الشراكة في السلع الأساسية وبناء الأسواق المنفتحة والمستقرة والمستدامة للسلع الأساسية، وفي سبيل ضمان سلاسة سلاسل الإمداد و استقرار الأسعار في الأسواق. يجب معارضة بحزم تسييس قضية الغذاء والطاقة واستخدامها كأداة أو سلاح، كما يجب رفع العقوبات الأحادية، وإلغاء القيود المفروضة على التعاون التكنولوجي ذي الصلة. ويجب مراعاة كافة الجوانب والعوامل بشكل متوازن عند الدفع بعملية خفض استهلاك الطاقة الأحفورية والتحول نحو الطاقة النظيفة، بغية عدم تأثر الاقتصاد ومعيشة الشعب بهذه العملية. تواجه الدول النامية مخاطر أبرز في أمن الغذاء والطاقة، لذلك يجب على مجموعة العشرين أن تأخذ في عين الاعتبار هذا الأمر وتوفر دعما لازما في الإنتاج والتخزين والتمويل والتكنولوجيا وغيرها. قد أنشأت الأمم المتحدة "مجموعة الاستجابة للأزمات العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل"، ويجب على مجموعة العشرين إبداء تجاوبها مع هذه المجموعة.
قدمت الصين منذ زمن طويل مساهمة مهمة للأمن الغذائي وأمن الطاقة في العالم. أطلقت الصين في هذا العام "مبادرة التعاون الدولي بشأن سلاسل الصناعة والإمداد المستقرة والمرنة" مع 6 شركاء منها إندونيسيا وصربيا، وناشدت مع عديد من الدول بإقامة علاقات الشراكة للطاقة النظيفة في العالم، كما طرحت مبادرة التعاون الدولي في الأمن الغذائي في إطار مجموعة العشرين. نتطلع إلى تعميق التعاون مع كافة الأطراف.
أيها الزملاء!
عقد الحزب الشيوعي الصيني المؤتمر الوطني الـ20 له مؤخرا، حيث تم بحث وتخطيط الأهداف والمهام والسياسات العامة لتطور قضية الصين حزبا ودولة في السنوات الخمس المقبلة حتى فترة زمنية أطول .ستسير الصين على طريق التنمية السلمية بكل ثبات، وستعمل على تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح بكل حزم، وتسعى بثبات إلى دفع النهضة العظيمة للأمة الصينية عبر التحديث الصيني النمط. إن الصين التي تتقدم نحو التحديث ستوفر فرصا أكثر للعالم، وستضيف قوة دافعة أقوى للتعاون الدولي، وتقدم مساهمة أكبر لتقدم البشرية جمعاء!
وشكرا لكم.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |