arabic.china.org.cn | 15. 11. 2022

شي وبايدن يتبادلان وجهات النظر على نحو صريح ومعمق حول العلاقات الثنائية والقضايا العالمية الهامة

arabic.china.org.cn / 03:49:03 2022-11-15

بالي، إندونيسيا 14 نوفمبر 2022 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ لقاء مع نظيره الأمريكي جو بايدن في جزيرة بالي بإندونيسيا اليوم (الاثنين)، حيث تبادل رئيسا البلدين وجهات النظر على نحو صريح ومعمق حول القضايا الاستراتيجية في العلاقات الصينية الأمريكية بالإضافة إلى القضايا العالمية والإقليمية الهامة.

وأشار الرئيس شي إلى أن ما تشهده العلاقات الصينية الأمريكية الآن لا يتفق مع المصلحة الأساسية للبلدين والشعبين، ولا يتفق مع تطلعات المجتمع الدولي.

وأضاف أنه من الضروري أن يبحث الجانبان الصيني والأمريكي عن طريقة التعامل الصحيحة بين البلدين في المرحلة الجديدة بموقف مسؤول تجاه التاريخ والعالم والشعبين، لإيجاد الاتجاه الصحيح لتطور العلاقات بين البلدين، والعمل على إعادة هذه العلاقات إلى مسار التطور السليم والمستقر، بما يعود بالخير على البلدين والعالم.

وسلط الرئيس شي الضوء على الأحوال الرئيسية والنتائج المهمة التي تمخض عنها المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني، مشيرا إلى أن الصين حزبا وحكومة تتميز بالانفتاح والشفافية في سياساتها الداخلية والخارجية، والوضوح في نواياها الاستراتيجية، ودرجة عالية من الاستمرارية والاستقرار.

وقال الرئيس شي إن الصين تعمل على الدفع بالنهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، وتواصل اتخاذ تحقيق تطلع الشعب إلى حياة جميلة كنقطة الانطلاق، مع تطبيق الإصلاح والانفتاح بحزم لا يتزعزع، ودفع بناء اقتصاد عالمي منفتح.

وأضاف أن الصين تواصل التزامها الثابت بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة، وتقرر دوما موقفها وفقا لطبيعة الأمور، وتدعو إلى حل النزاعات سلميا عبر الحوار والتشاور.

وأكد أن الصين تعمل على تعميق وتوسيع الشراكات العالمية والحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وتدفع ببناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، مضيفا أن الصين ستلتزم بالتنمية السلمية والمنفتحة والمربحة للجميع، وستبقى ممن يشارك ويدفع التنمية العالمية ويسهم في التنمية المشتركة مع كافة الدول.

وأشار الرئيس شي إلى أن العالم يمر الآن بمنعطف تاريخي مهم يتطلب من كافة الدول مواجهة التحديات غير المسبوقة وانتهاز الفرص غير المسبوقة في آن واحد، مشيرا إلى أنه يجب علينا أن ننظر إلى العلاقات الصينية الأمريكية ونتعامل معها من هذا المنظور.

وقال إنه يجب ألا تكون العلاقات الصينية الأمريكية لعبة محصلتها صفر يكون فيها الغالب والمغلوب أو النهوض والتدهور، إذ أن نجاح كل من الصين والولايات المتحدة بمثابة فرصة ولا تحد للجانب الآخر. إن الكرة الأرضية الواسعة تتسع لتنمية كلا البلدين والازدهار المشترك لهما.

كما ذكر أنه يجب على الجانبين أن ينظرا بشكل صحيح إلى السياسات الداخلية والخارجية والنوايا الاستراتيجية للجانب الآخر، ويحددا طابع التبادل بينهما المتميز بالحوار والكسب المشترك دون المجابهة أو اللعبة صفرية المحصلة.

وقال إنه أولى اهتماما بالغا إزاء تصريح الرئيس بايدن بـ"الالتزامات الخمسة". وذكر أنه لم تسع الصين يوما إلى تغيير النظام الدولي القائم، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية، ولا تنوي أن تتحدى أو تحل محل الولايات المتحدة. يجب على الجانبين الالتزام بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وبذل جهود مشتركة في ضمان تقدم العلاقات الصينية الأمريكية نحو اتجاه صحيح، دون الانحراف عن المسار أو فقدان السرعة، ناهيك عن التصادم بينهما.

وأضاف أن التمسك بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، هو بمثابة مفتاح لإدارة التناقضات والخلافات بين الجانبين ومنع التصادم والمجابهة، وأهم شبكة تحمي وتؤمن العلاقات الصينية الأمريكية.

كما أوضح الرئيس شي بشكل منهجي حيثيات مسألة تايوان والموقف الصيني المبدئي منها، مؤكدا أن مسألة تايوان هي رأس المصالح الجوهرية للصين، وكما أنها حجر الأساس للقواعد السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية وأول خط أحمر لا يمكن تجاوزه في هذه العلاقات.

وقال إن حل مسألة تايوان هو من الشأن الخاص للشعب الصيني ومن الشؤون الداخلية الصينية، ويعد الحفاظ على وحدة الوطن الأم وسلامة أراضيه رغبة مشتركة للشعب الصيني والأمة الصينية.

وأكد أن أي محاولة من أي أحد لفصل تايوان عن الصين هي عمل يمس بمصلحة الأمة الصينية وسيجد رفضا قاطعا من قبل الشعب الصيني.

وقال إن الصين تأمل في السلام والاستقرار في مضيق تايوان ونسعى دائما إلى الحفاظ عليهما، غير أن "استقلال تايوان" والسلام والاستقرار في مضيق تايوان أمران متناقضان مثل النار والماء، معبرا عن أمله في أن تتقيد الولايات المتحدة فعلا وقولا بسياسة "صين واحدة" والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة. إذ أشار الرئيس بايدن أكثر من مرات إلى عدم تأييد "استقلال تايوان" من قبل الجانب الأمريكي وعدم وجود نية له لاستخدام تايوان كأداة لتحقيق التفوق في منافسته مع الصين أو لاحتواء الصين. وقال إن الصين تأمل من الجانب الأمريكي ترجمة التعهدات التي قطعها السيد الرئيس على أرض الواقع.

وأشار الرئيس شي إلى أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هي المسعي المشترك للبشرية وأيضا المسعى الحثيث للحزب الشيوعي الصيني.

وكما أن الولايات المتحدة لديها ديمقراطية على الطريقة الأمريكية، فإن الصين لديها ديمقراطية على الطريقة الصينية وكليهما يناسب الظروف الوطنية لكل منهما، هكذا قال الرئيس شي.

وذكر الرئيس شي أن الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية التي تُمارس في الصين تستند إلى واقع البلاد وتاريخها وثقافتها، وتعكس إرادة الشعب، مضيفا "نحن فخورون جدا بذلك".

ولفت إلى أنه لا يوجد بلد لديه نظام ديمقراطي مثالي، وهناك دائما حاجة إلى التطوير والتحسين. ويمكن حل الخلافات المحددة بين الجانبين من خلال المناقشة، ولكن فقط شريطة تحقيقه على قدم المساواة.

وقال الرئيس شي إن ما تسمى برواية "الديمقراطية في مواجهة الاستبداد" ليست السمة المحددة لعالم اليوم، ناهيك عن أن تمثل اتجاه العصر.

وذكر الرئيس شي أن النظام الذي تطبقه الولايات المتحدة هو الرأسمالية، أما النظام الذي تطبقه الصين هو الاشتراكية، وهما طريقان مختلفان. ولم يكن هذا الاختلاف وليد اليوم، بل سيظل قائما في المستقبل.

وأوضح أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي الصيني قد حظيتان بتأييد ودعم من قبل أبناء الشعب الصيني البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، وهما يعتبران ضمانا أساسيا للتنمية والاستقرار في الصين.

وأضاف أن نقطة مهمة في التعامل بين الصين والولايات المتحدة هي الاعتراف بهذا الاختلاف واحترامه، بدلا من فرض نظام موحد ومحاولة تغيير حتى قلب النظام في الطرف الآخر، مؤكدا أنه يجب على الجانب الأمريكي أن يفي بتعهداته ذات الصلة عبر اتخاذ الخطوات الملموسة، بدلا من أن يقول شيئا ويفعل شيئا آخر.

أكد الرئيس شي على أن الصين والولايات المتحدة دولتان كبيرتان تختلفان من حيث التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي والطريق التنموي، وكان وما زال بينهما اختلاف وخلاف، وسيظل في المستقبل.

ولكن لا ينبغي أن تكون تلك الخلافات عائقا أمام تطور العلاقات الصينية الأمريكية. هناك التنافس قائم في العالم في كل الأوقات، لكن ينبغي أن يجري هذا التنافس على نحو الاستفادة المتبادلة ومسابقة الآخرين والتقدم المشترك، بدلا من الغالب والمغلوب أو القضاء على الآخر.

وأكد الرئيس شي أنه لا يؤدي القمع أو الاحتواء على الصين إلا إلى شحذ عزيمة الشعب الصيني وهممه، إذ أنه من تقاليد الصين المجيدة أن تكافح من أجل تقوية الذات.

وقال إن التصرفات من شن الحرب التجارية والحرب العلمية والتكنولوجية و"بناء الجدران ووضع الحواجز" بشكل متعمد و"فك الارتباط وقطع السلاسل" بقوة تشكل مخالفة كاملة لقانون اقتصاد السوق وانتهاكا لقواعد التجارة الدولية، وتضر بالذات والآخرين في آن واحد.

وأضاف أن الجانب الصيني يرفض تسييس التواصل الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي واستغلاله كسلاح.

وقال إن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة ازدادت في ظل الظروف الراهنة دون التراجع، ويعتبر عدم المجابهة وعدم التصادم والتعايش السلمي بين الصين والولايات المتحدة المصلحة المشتركة الأساسية للبلدين. كما أنه من مصلحتهما المشتركة الاستفادة من التنمية للجانب الآخر في ظل الاندماج الاقتصادي العميق بين البلدين والمهام التنموية الجديدة، وما لا يستغنى عنه هو التنسيق والتعاون بين البلدين لتحقيق تعافي الاقتصاد العالمي ما بعد الجائحة ومواجهة تغير المناخ وحل القضايا الإقليمية الساخنة.

وذكر أنه يجب على الجانبين أن يحترما بعضهما البعض ويسعيا وراء المنفعة المتبادلة والكسب المشترك مع مراعاة الوضع العام، بما يهيئ ظروفا مناسبة وعلاقات مستقرة للتعاون بين الجانبين.

من جانبه، قال الرئيس بايدن إنه تعرف على الرئيس شي منذ سنوات، ويحافظ على التواصل الدائم معه، لكنه لا بديل عن اللقاء وجها لوجه في أي حال من الأحوال.

وأعرب عن تهانيه بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس شي أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قائلا إن الولايات المتحدة والصين، باعتبارهما دولتين كبيرتين، تتحملان المسؤولية للحفاظ على علاقات بناءة فيما بينهما.

وأضاف أن الجانب الأمريكي يعمل على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة بين رئيسي البلدين وعلى كافة المستويات في الحكومتين، وإجراء حوار صريح حول القضايا التي يختلف الجانبان بشأنها، وتعزيز التعاون اللازم ولعب الدور المحوري في مواجهة التحديات العالمية الكبرى، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي، وذلك بالغ الأهمية للبلدين والشعبين، ومهم للعالم بأسره أيضا.

وأكد الرئيس بايدن مجددا على أن صينا مستقرة ومتطورة تصب في مصلحة الولايات المتحدة والعالم. وتحترم الولايات المتحدة نظام الصين، وهي لا تسعى إلى تغييره.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا تسعى إلى معارضة الصين من خلال تقوية التحالفات، ولا تدعم "استقلال تايوان"، ولا تدعم "صينين" أو "صين واحدة وتايوان واحدة"، ولا تنوي صراعا مع الصين. كما أنها لا تنوي "فك الارتباط" مع الصين، ولا تنوي عرقلة التنمية الاقتصادية في الصين، ولا تنوي تطويق الصين.

وأشار الرئيس بايدن إلى أن أفق تطور العلاقات الأمريكية الصينية أمرٌ يكتسب أهمية بالغة لتوجه مستقبل العالم. وتقع على عاتق الولايات المتحدة والصين مسؤولية مشتركة لأن تظهرا للعالم أنهما قادرتان على إدارة الخلافات والسيطرة عليها، إضافة إلى تجنب ومنع التحول من سوء الفهم أو سوء التقدير أو المنافسة الشرسة إلى المواجهة حتى الصراع.

وقال إن الجانب الأمريكي اتفق على ضرورة تحديد المبادئ التي تحكم العلاقات الأمريكية الصينية، ويمكن لفريقي الجانبين مواصلة التشاور بشأنها على أساس التوافقات القائمة، سعيا للوصول إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية تلتزم بسياسة "صين واحدة"، ولا تسعى إلى استخدام مسألة تايوان كأداة لاحتواء الصين، بل تأمل في رؤية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.

واتفق الرئيسان على أن فرقهما الدبلوماسية ستحافظ على تواصل استراتيجي وإجراء مشاورات منتظمة؛ وأن فرقهما المالية ستواصل الحوار والتنسيق بشأن سياسات الاقتصاد الكلي والعلاقات الاقتصادية والتجارة؛ وأن البلدين سيعملان معا من أجل نجاح المؤتمر الـ27 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

كما توصلا إلى تفاهمات مشتركة بشأن إجراء حوار وتعاون في مجالات الصحة العامة والزراعة والأمن الغذائي، واتفقا على الاستفادة بشكل جيد من مجموعة العمل الصينية الأمريكية المشتركة لتعزيز حل المزيد من المسائل. كما اتفقا على أن التبادلات الشعبية مهمة جدا، وتعهدا بتشجيع توسيع هذه التبادلات في جميع القطاعات.

وتبادل الرئيسان أيضا وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية وغيرها من المسائل. فقد أشار الرئيس شي إلى أن الجانب الصيني يولي اهتماما بالغا للوضع الراهن في أوكرانيا. وطرح "الواجبات الأربعة" بعد اندلاع الأزمة، وطرح مؤخرا "المشتركات الأربعة".

وقال الرئيس شي إنه في وجه الأزمة الأوكرانية كأزمة عالمية مركبة، تدعو النقاط التالية إلى التفكير الجدي فيها: أولا، لا رابح في الصراع والحرب؛ ثانيا، لا حل بسيط للمسألة المعقدة؛ ثالثا، من الضروري تجنب المجابهة بين الدول الكبيرة.

وأضاف أن الجانب الصيني يقف دائما إلى جانب السلام، وسيواصل جهوده الحميدة لدفع مفاوضات السلام، وهو يدعم ويتطلع إلى استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الروسي والأوكراني، وفي الوقت نفسه، يأمل في إجراء حوار شامل بين الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي وبين روسيا.

واتفق الرئيسان على أن اللقاء معمق وصريح وبناء، وكلفا فرق العمل للبلدين بمتابعة وتنفيذ التوافق المهم بين الرئيسين في وقته، واتخاذ خطوات ملموسة للدفع بعودة العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسار التطور المستقر.

واتفق الرئيسان على مواصلة البقاء على التواصل الدائم. 


1   2   3   4   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号