بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

8 نوفمبر 2022 /شبكة الصين/ أفتُتِح معرض الصين الدولي الخامس للاستيراد في شانغهاي في الخامس من نوفمبر 2022 ويمتد حتى العاشر من نفس الشهر، حيث تُعتبر هذه النسخة مميزة بعدد الدول المشاركة بالإضافة إلى نوعية المنتجات المعروضة. ويُقام هذا المعرض بصفة سنوية منذ عام 2018 ويُعتبر أول معرض للاستيراد الوطني في العالم ومن بين المعارض الأكثر أهمية على الصعيد الدولي، حيث يُوفر فرصا متساوية لجميع دول العالم لعرض منتجاتها المميزة في أكبر سوق استهلاكية في العالم.

يمتد المعرض على مساحة أكثر من 360 ألف متر مربع، وتشارك فيه هذا العام 145 دولة ومنظمة دولية وتشارك أيضا 284 شركة رائدة في الصناعة من بين القائمة العالمية "فورتشن غلوبل 500"، من بينها 90% سبق وأن شاركت في الدورات السابقة، وتعرض هذه الشركات منتجات مختلفة ذات التقنيات العالية والمنتجات الاستهلاكية والزراعية والتكنولوجية والخدمية، كما أنه يتم عرض منتجات لأول مرة في العالم في عدة قطاعات هذا العام.

يأتي معرض شانغهاي كنقطة مضيئة في مسيرة الاقتصاد العالمي الذي يعاني من تراجع كبير جراء مخلفات الوباء على عدة قطاعات، ويساهم المعرض بصفة كبيرة في دعم الاقتصاد العالمي رغم كل التحديات الراهنة من خلال تقديم فرصة حرة وواسعة لجميع الدول والشركات من خلال عرض المنتجات المختلفة والترويج لها في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

تبرز أهمية المعرض من خلال توفير مساحة واسعة حتى تستفيد الجهات المشاركة في المعرض، وأيضا أهمية المعرض في تعميق التبادلات التجارية والعلمية والثقافية مع مختلف الدول، كما يُعد المعرض أرضية مناسبة جدا لتعزيز العلاقات الدولية بين مختلف الدول وهو ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمة ألقاها في افتتاح المعرض عبر الفيديو، حيث قال إن "معرض الصين الدولي للاستيراد أصبح واجهة عرض للنمط التنموي الجديد للبلاد ومنصة للانفتاح عالي المستوى ومنفعة عامة للعالم بأسره".

يساهم المعرض في تعزيز التبادلات التجارية بين الصين وبقية الدول، كما يساهم أيضا في تقديم التسهيلات إلى مختلف شعوب العالم من خلال التمتع بالمنفعة المتبادلة "فالانفتاح قوة دافعة رئيسية وراء تقدم الحضارات البشرية ومسار جوهري نحو الرخاء والتنمية العالميين" حسب شي، فالمعرض "لوحة متمازجة" تبرز منتجات وثقافات مختلف شعوب العالم. ويبرز هذا المعرض السعي الصيني إلى تعزيز التعاون العالمي والابتعاد عن الأحادية في التبادلات التجارية، والبحث عن خلق المزيد من الفرص لضخ دفعة جديدة للاقتصاد العالمي من خلال التعاون المشترك الذي يعود بالنفع على الشعوب في مختلف الدول. 

يوفر معرض الصين الدولي للاستيراد فرصة عالمية ضخمة لجميع المشاركين من خلال الدخول إلى كبرى الأسواق العالمية من حيث عدد السكان والاستهلاك، ما يقدم أرضية مناسبة لتطوير التبادلات وتعزيزها، وهو ما يعكس التوجه الصيني للانفتاح على الاقتصاد العالمي الذي يظهر في أكثر من مبادرة من بينها المعارض والمنتديات التي تقيمها الصين بالإضافة إلى مبادرة "الحزام والطريق" وكل هذه المنصات تشمل التعاون الصيني مع جميع الدول في شتى القطاعات. حيث تؤكد الصين في أكثر من فرصة على أن التعاون الدولي هو التوجه الرئيسي للبلاد من خلال تنميتها الخاصة، وهو ما أشار إليه الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال افتتاح المعرض الدولي للاستيراد وتأكيده على أن الصين ستسعى جاهدة إلى خلق فرص جديدة للعالم والعمل على "تعزيز الترابط بين الأسواق والموارد على المستويين المحلي والدولي، وسنسعى جاهدين لخلق فرص جديدة للعالم من خلال تنميتنا الخاصة، وسنساهم بحصتنا في بناء اقتصاد عالمي مفتوح".