arabic.china.org.cn | 04. 11. 2022 |
بكين 4 نوفمبر 2022 (شينخوا) التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع المستشار الألماني أولاف شولتز الذي يقوم بزيارة رسمية للصين، وذلك في قاعة الشعب الكبرى ببكين اليوم (الجمعة).
وأشار شي إلى أن شولتز هو القائد الأوروبي الأول الذي يزور الصين بعد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، وأن زيارته هي الأولى بصفته مستشارا فيدراليا.
وقال شي إن الزيارة ستعزز التفاهم والثقة المتبادلين بين الجانبين بشكل أكبر، وستعمق التعاون العملي في مختلف المجالات، وستوفر فرصة للجانبين للتخطيط لتنمية العلاقات الثنائية في المستقبل.
وشدد شي على أن العلاقات الصينية-الألمانية لم تكن لتصل إلى المستوى الحالي لولا الرؤية الاستثنائية والشجاعة السياسية لأجيال من القادة الصينيين والألمان، مشيرا إلى أن العام الجاري يصادف الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال إن رحلة العقود الخمسة تُظهر أنه ما دام الجانبان يتبعان مبادئ احترام بعضهما البعض، والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات، والحفاظ على التبادلات والتعلم المتبادل، والسعي إلى التعاون متبادل المنفعة، فإن العلاقات الثنائية ستواصل السير في الاتجاه الصحيح بشكل عام وتحقيق تقدم مطرد.
وفي معرض إشارته إلى المشهد الدولي المعقد والمتقلب، أكد شي حاجة الصين وألمانيا، وهما دولتان كبيرتان ولهما تأثير كبير، للعمل معًا في أوقات التقلب وعدم الاستقرار، والمساهمة بشكل أكبر في تحقيق السلام والتنمية العالميين. كما ستعمل الصين مع ألمانيا من أجل شراكة استراتيجية شاملة وموجهة نحو المستقبل، ومن أجل إحراز تقدم جديد في العلاقات الصينية-الألمانية والصينية-الأوروبية.
كما أطلع شولتز على أعمال المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، مع التركيز بشكل خاص على جوهر التحديث الصيني النمط. وأشار إلى أن التحديث هو تطلع وهدف مشتركان بين شعوب جميع البلدان. ومع ذلك، يجب أن تختار البلدان مساراتها نحو التحديث في ضوء واقعها الوطني.
وقال شي إن التحديث الصيني النمط يحتوي على عناصر مشتركة في عمليات التحديث لجميع البلدان، لكنه يتميز أكثر بسمات فريدة بالنسبة للسياق الصيني، بسبب الظروف الوطنية الفريدة للصين، وبسبب النظام الاجتماعي وفلسفة الحوكمة في البلاد، وبسبب الفهم المكتسب خلال عقود من المساعي نحو التحديث.
وأوضح أن الصين تدعم وتعزز السلام العالمي من خلال تنميتها. وخلال هذه العملية، أصبحت التنمية في الصين وعمليات التنمية في البلدان الأخرى أكثر ارتباطاً وتعزيزًا لبعضها البعض. وأكد أن الصين ستظل ملتزمة بدفع الانفتاح عالي المستوى، وستلتزم بالاتجاه الصحيح في العولمة الاقتصادية، وستعزز اقتصادًا عالميًا مفتوحًا، وستوسع المصالح المتقاربة مع الدول الأخرى.
وشدد شي على أن تدمير الثقة السياسية أمر سهل، ولكن من الصعب إعادة بنائها، وأنه ينبغي على الجانبين رعايتها وحمايتها. واستشهد شي بمقولة استخدمها المستشار الألماني السابق هيلموت شميدت، معربا عن تقديره لهذه المقولة التي مفادها أن القادة السياسيين يجب أن يتمتعوا بالهدوء لقبول الأشياء التي لا يستطيعون تغييرها، وبالشجاعة لتغيير الأشياء التي يمكنهم تغييرها، وبالحكمة للتمييز بين ما يستطيعون تغييره وما لا يستطيعون تغييره.
وقال شي إنه: "من المهم أن تحترم الصين وألمانيا بعضهما البعض، وتستوعبا المصالح الأساسية الخاصة بكل منهما، وتلتزما بالحوار والتشاور، وتقاوما معاً الاضطرابات الناجمة عن المواجهة بين التكتلات ومحاولات رؤية كل شيء من منظور أيديولوجي".
ودعا الجانبين إلى الحفاظ على الاتجاه العام للعلاقات الثنائية من منظور استراتيجي، والسعي لتحقيق أكبر أرضية مشتركة بطريقة بناءة، وتعزيز التعاون العملي بعقل منفتح، لتهيئة الظروف لنمو طويل الأجل ومطرد للعلاقات الثنائية.
وقال إنه: "يجب ألا تكون هناك قيود مفروضة على الذات أو توقعات غير واقعية".
وفي معرض إشارته إلى الدرجة العالية من الاستقرار والاتساق في سياسة الصين تجاه ألمانيا، دعا شي ألمانيا إلى اتباع سياسة إيجابية تجاه الصين من أجل تحقيق المنافع المتبادلة لكلا البلدين.
وأشار إلى أنه على مدى العقود الخمسة الماضية، استمر التعاون العملي الثنائي في التعمق، مع نمو التجارة البينية بما يقرب من 1000 مرة، ما يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كلا البلدين.
وقال شي إنه "يتعين على الجانبين جعل كعكة المصالح المشتركة أكبر"، مضيفا أنه أثناء استكشاف المزيد من إمكانات التعاون في المجالات التقليدية، ينبغي بذل الجهود لتنشيط التعاون في المجالات الناشئة مثل الطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي والرقمنة.
وأوضح أن الصين ستعمل مع ألمانيا وأوروبا لزيادة تعميق التعاون في مجال الطيران، وإجراء التبادلات والتعاون بشأن كوفيد-19، وزيادة التفاعلات والتعلم المتبادل بشأن التنمية الخضراء والحفظ الإيكولوجي، وتشجيع المزيد من التبادلات الشعبية، داعيا ألمانيا إلى الانضمام إلى الصين في مقاومة الحمائية حتى يتمكن التعاون الثنائي المثمر من تحقيق المزيد من الفوائد للشعبين.
وأشار شي إلى أن العلاقات بين الصين وأوروبا تؤثر على الاستقرار والازدهار العالميين في أوراسيا، وينبغي الحفاظ على تلك العلاقات وتطويرها بجهود من الجانبين.
وقال إن الصين تعتبر أوروبا دائما شريكا استراتيجيا شاملا، وتدعم الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، وتتمنى لأوروبا الاستقرار والازدهار. وتؤكد الصين أن علاقاتها مع أوروبا لا تستهدف طرفا آخر، ولا تعتمد عليه ولاتخضع له.
وأوضح أنه كلما ازداد الوضع تعقيدا وصعوبة، زادت أهمية تمسك الصين وأوروبا بالاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والحوار والتعاون. وتابع "أن الصين ستعمل مع ألمانيا وأوروبا لتكثيف التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية، والبحث المشترك عن حلول للقضايا العالمية مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي والأمن الغذائي."
وأعرب شولتز عن سعادته بزيارة الصين في عام يوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا والصين، وإجراء مناقشات متعمقة مع شي بشأن العلاقات بين البلدين والقضايا الهامة محل الاهتمام المشترك. وشكر شي على إطلاعه على أحدث المستجدات بشأن آفاق التنمية في الصين.
وأشار شولتز إلى أنه في مشهد دولي معقد وخطير، تواجه أوروبا أيضا تحديات غير مسبوقة. وأكد أن الصين تلعب دورا مهما في العديد من القضايا العالمية مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي والاستجابة لكوفيد-19 وأزمة الغذاء. وتريد ألمانيا الحفاظ على الاتصال والتنسيق مع الصين من أجل تعزيز حماية السلام والأمن الإقليميين والعالميين.
وقال إن الصين شريك تجاري مهم لألمانيا وأوروبا بأسرها. وأوضح أن ألمانيا تدعم بشدة تحرير التجارة، وتدعم العولمة الاقتصادية، وتعارض فك الارتباط، مؤكدا أن ألمانيا تقف على أهبة الاستعداد لتوثيق التعاون التجاري والاقتصادي مع الصين، وتدعم المزيد من الاستثمار المتبادل من قبل الشركات الصينية والألمانية.
وأضاف شولتز أنه فيما يتعلق بالقضايا التي تتباين فيها مواقف البلدين، فإن ألمانيا مستعدة لتبادل وجهات النظر مع الصين لزيادة التفاهم والثقة المتبادلين، وإضفاء الاستقرار على العلاقات الثنائية وتدعيمها وتنميتها. وأكد الحاجة إلى عالم متعدد الأقطاب يؤخذ فيه دور البلدان الناشئة وتأثيرها على محمل الجد. وأوضح أن ألمانيا تعارض المواجهة بين التكتلات التي يجب أن يتحمل السياسيون المسؤولية عنها. وستلعب ألمانيا دورها في تعزيز العلاقات بين أوروبا والصين.
كما تبادل شي وشولتز وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية. وأكد شي مجددا دعم الصين ألمانيا وأوروبا في لعب دور مهم في تسهيل محادثات السلام وبناء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام في أوروبا. وقال إنه في ظل الظروف الحالية، يجب على المجتمع الدولي أن يدعم جميع الجهود التي تفضي إلى التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، ويدعو الأطراف المعنية إلى التحلي بالعقلانية وضبط النفس، وبدء التواصل المباشر في أسرع وقت ممكن، وتهيئة الظروف لاستئناف المحادثات؛ كما يجب أن يعارض المجتمع الدولي استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، ويدعو إلى عدم إمكانية استخدام الأسلحة النووية وعدم خوض حروب نووية، ويعمل على منع حدوث أزمة نووية في أوراسيا. ويجب على المجتمع الدولي أيضا العمل معا للحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، والحيلولة دون تعطيل التعاون الدولي في مجالات الطاقة والغذاء والتمويل والمجالات الأخرى، وما ينجم عن ذلك من أضرار على التعافي الاقتصادي العالمي، ولا سيما الاستقرار الاقتصادي والمالي للبلدان النامية؛ كما يجب على المجتمع الدولي بذل جهود مشتركة لمساعدة المدنيين في المناطق المتضررة من الأزمة خلال فصل الشتاء، وتحسين الوضع الإنساني لتجنب أزمة إنسانية على نطاق أوسع.
وعقب الاجتماع، أقام شي مأدبة على شرف شولتز في القاعة الذهبية بقاعة الشعب الكبرى.
كان وانغ يي وخه لي فنغ حاضرين في تلك الفعاليات.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |