بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

19 أكتوبر 2022 / شبكة الصين / تعيش الصين خلال هذه الفترة أهم الأحداث في البلاد إلا وهو المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الذي يُعقد مرة كل خمس سنوات، وهو أول مؤتمر للحزب الشيوعي بعد الذكرى المئوية لتأسيسه، ويمتد هذا المؤتمر من 16 إلى 22 أكتوبر، متناولا أهم أهداف الحزب الشيوعي الصيني خلال السنوات المقبلة.

قدم شي جين بينغ تقريرا خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ20، بحضور 2340 مندوبا ومندوبا خاصا يمثلون أكثر من 96 مليون عضو بالحزب الشيوعي الصيني. وقد قدم شي خلال كلمته العديد من الجوانب التي تخص الصين، ومن بين النقاط التي جلبت الكثير من الاهتمام هو تركيز الصين على رسم مسار التحديث بنمط خاص في السنوات القادمة، والذي يشمل جُل المجالات في البلاد مع التركيز على أهمية التكاتف بين أبناء الشعب الصيني، حيث أكد شي خلال التقرير على أن "المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني تتمثل في الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياته في كل البلاد وقيادته لبناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث بنمط صيني"، وهذا يبرز أن الصين تعتمد على اتحاد شعبها والتعاون السلس بين قومياتها الـ56 لتحقيق المزيد من النجاحات، فالتعدد في الصين وتمازج الثقافات المتعددة والتنوع في العطاء الفكري لأبناء كل القوميات، شكّل كل ذلك بطريقة واضحة تميزا وعلامة فارقة في نجاحات البلاد.

تشدد الصين على أهمية الحفاظ على الوئام بين مختلف أبناء الشعب لتحقيق المزيد من الإنجازات والنتائج الرائدة، وهو ما ذكره شي جين بينغ في مناقشة جماعية مع مندوبين من منطقة قوانغتشي الذاتية الحكم في 17 أكتوبر 2022، حيث وصف شي أبناء الشعب بأنهم "كقطعة من الفولاذ الصلب" وذلك تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، لتحقيق التحديث بنمط صيني والنهوض بكامل المناطق، إذ أن التحديث الذي تسعى البلاد إلى تحقيقه في السنوات المقبلة يهتم بأكبر مجتمع من حيث عدد السكان في العالم، ويتمثل هدف التحديث في تحقيق الرخاء لهذا الشعب من خلال توفير كل ما يحتاجه والحفاظ على الانسجام بين أبنائه وتوفير بيئة صحية مناسبة للجميع عن طريق التعايش بين الإنسان والطبيعة، وقد بدأت الصين في السنوات الأخيرة تطبيق العديد من الإجراءات لتحقيق هذا الانسجام في العديد من المجالات التصنيعية والإنشائية، من خلال توفير المساحات الخضراء واتباع تقنيات صديقة للبيئة والعديد من الإجراءات التي تساهم في الحفاظ على بيئة أيكولوجية.

ومن أجل الحفاظ على رفاهية الشعب الصيني وتطويرها في إطار الهدف القادم للسنوات اللاحقة، أكد شي جين بينغ أنه لا بد من تحقيق "استقرار مادي" للشعب الصيني، وفي هذا الإطار وعد شي بالعمل على زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير "ليكون على قدم المساواة مع بلد متقدم متوسط المستوى"، ودعا إلى "الاصطفاف على قلب رجل واحد للإبحار بالسفينة العملاقة لإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية"، وكل ذلك يؤكد على أن الصين تركز على أهمية الانطلاق من المواطن لتحقيق الأفضل، وأن هذا الشعب هو أهم خيار للنجاح في العصر الحديث للبلاد، وهو ما جعل شي يؤكد على أنه "فقط في الوحدة ومن خلال المساعي يمكننا أن ننجح"، فالصين جعلت من شعبها نقطة الانطلاق والعودة في آن واحد، فبهذا الشعب تصنع البلاد المزيد من الإنجازات الكبرى يوما بعد يوم.

يشمل التحديث الذي يسعى شي جين بينغ إلى تحقيقه في السنوات القادمة على مواصلة العمل من أجل تطوير الاشتراكية الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، حيث أثبتت الصين خلال السنوات المائة السابقة أن تقدم البلاد تحقق تحت قيادة الحزب وبفضل إصرار الشعب للوصول إلى الأفضل، وهو ما تسعى الصين أيضا إلى اتباعه وتحديثه بأسلوب خاص بالاشتراكية الصينية في العصر الحديث. وبعد أن حققت الصين العديد من النجاحات والإنجازات المهمة في تاريخ الأمة الصينية وعلى رأسها القضاء على الفقر المدقع، ستواصل البلاد في السنوات المقبلة البحث عن الأفضل خلال مرحلة حاسمة "لبذل الجهود وتحقيق بداية جيدة لعملية بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل"، فالصين الآن لا تسعى إلى تحقيق النجاح في بعض المجالات فحسب، بل ترنو إلى تحقيق التحديث الاشتراكي بطريقة تخدم مصالح كل أبناء المجتمع في جميع المجالات وبناء دولة بخصائص صينية حديثة.