arabic.china.org.cn | 13. 10. 2022 |
13 أكتوبر 2022 / شبكة الصين / في الثلاثين من ديسمبر عام 2012، قام الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ بجولة تفقدية في محافظة فوبينغ بمقاطعة خبي الواقعة في أعماق جبال تايهانغ المتجمدة. زار الرئيس شي جين بينغ أسرة تانغ رونغ بين وقو باو تشينغ الفقيرتين في قرية لوتووان، وجلس على سرير "كانغ" (مصطبة مجوفة تحمى من الداخل للتدفئة) مربعا ساقيه ليخفف من توترهم وناقش معهم كيفية التخلص من الفقر. من هذا المكان، أصدر الرئيس شي للحزب والبلد بأكمله أمر التعبئة العامة بشأن التخفيف من حدة الفقر.
منذ عام 2013، واصلت الحكومة الصينية العمل على تعزيز التخفيف من حدة الفقر، حيث تم انتشال أكثر من عشرة ملايين شخص من الفقر في المتوسط سنويا. في عام 2020، تم انتشال 99ر98 مليون نسمة في الصين من براثن الفقر، وتمت إزالة 832 محافظة فقيرة و182 ألف قرية فقيرة من قائمة الفقر، فحققت الصين بذلك هدفها بشأن الحد من الفقر في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل الموعد المحدد بعشر سنوات، وخلقت معجزة في تاريخ التخفيف من حدة الفقر البشري.
التخفيف من حدة الفقر ليس النهاية، بل هو نقطة انطلاق لحياة جديدة ونضال جديد. في السنوات العشر الماضية، نجحت الصين في التخلص من الفقر، وركزت على تعزيز النهضة الريفية، فأصبحت حياة الشعب الصيني أكثر ثراء وازدهارا، وأصبح طريق تحقيق الرخاء المشترك أكثر ثباتا.
الانتصار في المعركة ضد الفقر
تقع قرية لوتووان في منطقة معظمها جبال، وتفتقر بشدة إلى المياه والحقول الزراعية، وتتوزع 295 أسرة في تسع قرى طبيعية، تقع أبعدها على مسافة سبعة كيلومترات من مركز القرية. باستثناء الحقول الصغيرة المروية في القرية، الأماكن المتبقية كلها عبارة عن حقول منحدرة مبنية بالحجارة على المرتفعات الجبلية.
كانت عائلة قو باو تشينغ، المكونة من سبعة أفراد، تزرع قطعة من الأرض المنحدرة مساحتها 3 مو (الهكتار يساوي 15 مو) بالبطاطس والذرة لتحصل منها على قوتها بالكاد. بسبب الفقر، ذهب ابن قو باو تشينغ، الشاب تانغ جيون فنغ، وهو في الثامنة عشرة من عمره، إلى بكين مع قرويين آخرين للقيام بأعمال مؤقتة مقابل حوالي مائتي يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليا) شهريا. القيام بالأعمال المؤقتة خارج القرية هو السبيل الوحيد للحصول على نفقات الأسرة للقرويين. هكذا كانت حياة القرويين الحقيقية في قرية لوتووان، التي شهدها الرئيس شي عند زيارتها.
حدث التغيير في أوائل عام 2013، حيث أرسل المكتب العام للجنة الحزب الشيوعي الصيني وقسم الإسكان والتنمية الحضرية والريفية وقسم الشؤون الزراعية والريفية بمقاطعة خبي فرقة التخفيف من حدة الفقر إلى قرية لوتووان لمساعدتها.
قالت قو باو تشينغ إن الحكومة المحلية تحملت معظم تكاليف إعادة بناء وتحسين منزلها، بينما دفعت هي مبلغا صغيرا من المال. وأضافت: "المنزل الجديد مزود بالتدفئة الأرضية والمياه الجارية ومرحاض ومطبخ."
فيما يتعلق بتطوير الاقتصاد المميز، أنشأت قريتا لوتووان وقوجياتاي، بمساعدة فرقة التخفيف من حدة الفقر، شركة سياحية بالتعاون مع شركة فويوي، وهي مؤسسة استثمارية مملوكة للدولة في محافظة فوبينغ. تقوم الشركة السياحية بتأجير منازل المزارعين المحليين بسعر مائة يوان لكل متر مربع سنويا، وتعيد بنائها لتطوير السياحة الريفية. فتم تجديد منزل أسرة قو باو تشينغ بمساعدة محافظة فوبينغ وقرية لوتووان، ليصبح "الدار رقم 1" في المناظر السياحية في القرية. في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الحصول على الإيجار، تعمل قوه باو تشينغ في الشركة السياحية كعاملة نظافة، مما جعلها تحصل على دخل شهري يزيد عن ألفي يوان.
بعد تحسن الوضع المالي للعائلة، اشترى تانغ جيون فنغ شاحنة للقيام بخدمات النقل، واشترى منزلا في حاضرة محافظة فوبينغ. ابنة قو باو تشينغ الكبرى على وشك التخرج في الجامعة، بينما بدأ ابنها الأصغر الدراسة في المدرسة الإعدادية الواقعة في حاضرة المحافظة. أصبحت عائلة قو باو تشينغ تعيش حياة جديدة مختلفة عن الماضي تماما.
قبل عشر سنوات، كانت لوتووان قرية جبلية صغيرة عادية، تقع في زمام منطقة ثورية قديمة ومنطقة فقيرة في أعماق الجبال، وكان يعيش فيها 582 شخصا، 70% منهم فقراء. بعد عشر سنوات، ارتفع متوسط دخل الفرد القابل للإنفاق للقرويين من تسعمائة وخمسين يوانا في عام 2012 إلى 17480 يوانا في عام 2021، بفضل تطوير الصناعة الزراعية المحلية والسياحة الريفية.
التغيرات في قرية لوتووان صورة مصغرة لجهود الصين في التخفيف من حدة الفقر. تأثر تان وي بينغ، نائب مدير المركز الدولي للتخفيف من حدة الفقر في الصين، والذي شارك في أعمال البحوث الدولية المتعلقة بالحد من الفقر في العالم لسنوات عديدة، بعملية الحد من الفقر في الصين، وقال إنه بعد ما يقرب من عشر سنوات من الجهود المستمرة في التخفيف من حدة الفقر، تمكنت الحكومة الصينية من حل مشكلة الفقر الإقليمي الشامل في جميع أنحاء البلاد وفتحت طريق الحد من الفقر بخصائص صينية. وأضاف أن إنجازات الصين في التخفيف من حدة الفقر تنعكس في ثلاثة جوانب: أولا، تم تحسين مستويات معيشة الأشخاص الذين تم انتشالهم من براثن الفقر، بشكل ملحوظ، فصاروا لا يقلقون بشأن نفقات المعيشة ويتمتعون بشكل كامل بالتعليم الإلزامي والرعاية الطبية الأساسية والمسكن الآمن ومياه الشرب الصحية؛ ثانيا، تم تعزيز القدرة التنموية للمناطق الفقيرة بشكل كبير، حيث أنشأت كل محافظة تم تخليصها من الفقر صناعتين أو ثلاث صناعات رئيسية رائدة ومميزة، مما حل مشكلات تاريخية مثل النقل والكهرباء والاتصالات؛ ثالثا، تم تعزيز إنجازات التخفيف من حدة الفقر باستمرار واتخاذ ثلاث وثلاثين سياسة انتقالية وإنشاء آلية مراقبة ومساعدة ديناميكية لمنع العودة إلى الفقر، وتم تحديد مائة وستين محافظة رئيسية لمساعدتها في النهضة الريفية على المستوى الوطني، وتقديم الدعم لها بالاستمرار للمحافظة على الحد الأدنى لمنع عودة انتشار الفقر على نطاق واسع.
النهضة الريفية بعد التخفيف من حدة الفقر
كانت مقاطعة قويتشو ساحة المعركة الرئيسية للتخفيف من حدة الفقر، فقد كانت أفقر مقاطعة صينية من حيث عدد السكان الفقراء ومساحة الفقر ومستوى الفقر. من أجل "نزع قبعة الفقر" عنها، وقطع جذوره، أمضت مقاطعة قويتشو عشر سنوات للتركيز على بناء البنية التحتية وإعادة توطين السكان وتطوير الصناعات لمساعة الفقراء والعمل لضمان الدعم التعليمي والطبي والإسكان وسلامة مياه الشرب، واتخذت لذلك سلسلة من الإجراءات الفعالة والدقيقة. في عام 2020، تم تخليص 23ر9 ملايين فقير فيها من الفقر، وإعادة توطين 92ر1 مليون شخص من الجبال، فتحقق بذلك تغيير غير مسبوق في هذه المقاطعة. حاليا، شرعت قويتشو في طريق النهضة الريفية ذات خصائصها بالاعتماد على صناعاتها وبيئتها وثقافتها المحلية الفريدة.
كانت عائلة يانغ يان من العائلات الفقيرة المسجلة في قرية هواوو بمدينة تشيانشي التابعة لمقاطعة قويتشو. اليوم، لم تتعلم يانغ يان تقنية تربية الدجاج فحسب، وإنما أيضا تتعاون مع أخيها لإدارة نُزُل ريفي، وفي أوقات فراغها، تقوم بصنع المشغولات اليدوية لمطرزات الباتيك (الصباغة بالشمع) في ورشة التخفيف من حدة الفقر بقرية هواوو، وتكسب ما يزيد عن عشرة آلاف يوان شهريا، فأصبحت خبيرة ورائدة معروفة على مستوى القرية في تحقيق الثراء.
أُسست ورشة التخفيف من حدة الفقر في قرية هواوو بفضل فكر وجهود شيوي لي، أمينة فرع الحزب الشيوعي الصيني بالقرية، التي استقدمت، بصفتها أمينة مسؤولة عن النهضة الريفية على المستوى الريفي، أكفاء لإنشاء الجمعية التعاونية، وتأسيس ورشة التخفيف من حدة الفقر لصنع المشغولات اليدوية لمطرزات الباتيك ذات خصائص قرية هواوو بالقوة الجماعية، مما يجعل المزيد من المُطَرِّزات، اللاتي يتقنن الحرف اليدوية التقليدية، تحقق زيادة الدخل في القرية. أدركت شيوي لي أنه بالإضافة إلى توظيف المُطَرَّزات، يجب استقدام أكفاء مهنيين للانضمام إلى الورشة من أجل تطويرها بشكل أفضل في اتجاه الموضة والعلامات التجارية والتصنيع. قالت شيوي لي: "في المستقبل، ستستقدم القرية الأكفاء المهنيين، مع تدريب المزيد من الخبراء مثل يانغ يان، وحث المزيد من الناس على تحقيق الرخاء من خلال تأثيرهم."
الأكفاء هم أهم مورد، ويلعبون دورا مهما في تعزيز النهضة الريفية. قال تان وي بينغ إنه في عملية تحقيق النهضة الريفية، يتم كسر عنق الزجاجة في أكفاء النهضة الريفية في المناطق الصينية المختلفة، من خلال تدريب الخبراء في تحقيق الرخاء والإدارة وتطوير الصناعات وريادة الأعمال للعائدين إلى مسقط رأسهم.
وأضاف تان أنه على غرار نموذج صناعات النهضة الريفية الذي تم تنفيذه في قرية لوتووان وقرية هواوو، ومع التعجيل بالتحول والارتقاء بالصناعات الريفية التقليدية، لا تزال أشكال جديدة مثل السياحة الترفيهية والبث المباشر للتجارة الإلكترونية في الظهور، وتم بناء مزارع ترفيهية وحدائق صناعية زراعية حديثة في مختلف الأماكن. أصبحت الصناعات المميزة المحلية ضمانا لزيادة الدخل والنمو الاقتصادي الريفي وتحسين معالم الريف.
في الوقت الحاضر، شكلت قرية هواوو، التي تعيش وتعمل فيها شيوي لي ويانغ يان، نمط التنمية "السياحة+"، الذي يتمثل في تطوير النُزُل والسياحة الريفية وصناعة غابات الفواكه الاقتصادية جنبا إلى جنب. في عام 2021، استقبلت قرية هواوو أكثر من خمسمائة وأربعين ألف زائر، وتجاوز دخل السياحة الشامل مائتين وخمسين مليون يوان، وتجاوز الدخل القابل للإنفاق للفرد في القرية 19 ألف يوان سنويا. لقد دخلت الصين مرحلة جديدة من النهضة الريفية بشكل كامل بعد تحقيق التخفيف من حدة الفقر.
العودة بالنفع على المزارعين
تعزيز إنجازات التخفيف من حدة الفقر وإتباعها بالنهضة الريفية، هو قرار رئيسي مهم اتخذته الحكومة الصينية. ستقدم إستراتيجية النهضة الريفية دعما هاما للصين لتعزيز الحد من الفقر بشكل فعال وعلى المدى الطويل. حاليا، تم إصدار إحدى وثلاثين خطة للنهضة الريفية على مستوى المقاطعة، ووضعت أكثر من 80% من المدن والمحافظات الصينية خططا محلية ومشروعات التنفيذ، وقامت بتعزيز النهضة الريفية بشكل منظم عن طريق إعداد التخطيط الصناعي الريفي والتخطيط الريفي الرقمي والتخطيط الخاص للنهضة الريفية المدفوع بالابتكار، إلخ. قال دنغ شياو قانغ، نائب وزير الزراعة والشؤون الريفية، إنه منذ تنفيذ إستراتيجية النهضة الريفية، أوضحت حكومات محلية اتجاهاتها، وعملت على تطوير الصناعات الريفية، وعززت الأساس المادي لتحقيق النهضة الريفية، فحققت منجزات بارزة في العديد من الجوانب.
تتطور صناعة معالجة المنتجات الزراعية وتداولها بشكل سريع. حاليا، تم بناء 156 ألف منشأة للمعالجة الأولية في الصين، وتم بناء خمسين ألف منشأة للتبريد والحفظ، بلغ معدل تحويل معالجة المنتجات الزراعية 6ر70%، وبلغ الدخل التشغيلي لشركات معالجة المنتجات الزراعية ما يقرب من 25 تريليون يوان.
تتطور السياحة الترفيهية الريفية بشكل مطرد. تم بناء الكثير من المواقع السياحية المتعلقة بالزراعة الترفيهية، وتم توفير أكثر من ألف طريق سياحي عالي الجودة، وتم إنشاء أكثر من ثلاثمائة ألف مزرعة ترفيهية ومنتزه للسياحة الزراعية ونُزُل السياحة الريفية، وبلغ الدخل التشغيلي السنوي أكثر من سبعمائة مليار يوان.
وتزدهر الصناعات الجديدة والأشكال الصناعية الجديدة في المناطق الريفية. تعمل الصين على تطوير التجارة الإلكترونية الريفية بقوة، حاليا، تم تأسيس ما يزيد عن ثلاثين ألف متجر إلكتروني متعلق بالزراعة، وبلغت مبيعات التجزئة الريفية عبر الإنترنت أكثر من تريليوني يوان، وتجاوزت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت للمنتجات الزراعية أكثر من 420 مليار يوان.
أصبحت التنمية المتكاملة للصناعات الريفية اتجاها سائدا تدريجيا. تعمل الصين على تعزيز التنمية المتكاملة للصناعات الأولية والثانوية والخدمات في الريف وتوزيع العناصر الزراعية وعناصر الصناعات الحديثة بشكل متكامل، فتم إنشاء 140 تجمعا صناعيا مميزا و250 حديقة زراعية حديثة على المستوى الوطني وأكثر من ألف وثلاثمائة بلدة زراعية قوية وأكثر من ثلاثة آلاف وستمائة بلدة وقرية تجريبية لتطوير المنتجات الزراعية المحلية الخاصة، مما أوجد الكثير من المناطق الرائدة ذات الخصائص المحلية المميزة والصناعات الرئيسية البارزة ذات الجودة والكفاءة العالية.
يشهد الابتكار وريادة الأعمال في الريف الصيني نشاطا بشكل متزايد. حاليا، تم إنشاء أكثر من 2200 منطقة للابتكار وريادة الأعمال وقواعد حاضنات الأعمال والتدريب في المناطق الريفية، وعاد 2ر11 مليون شخص إلى مسقط رأسهم للقيام بالابتكار وريادة الأعمال. يمكن لكل كيان تجاري، توفير وظائف مستقرة لستة أو سبعة أشخاص في المتوسط، ويمكن تقديم الوظائف المؤقتة لحوالي خمسة عشر إلى عشرين شخصا.
في عام 2021، وصل متوسط نصيب الفرد من الدخل القابل للإنفاق لسكان الريف في الصين إلى 18931 يوان، بزيادة أكثر من الضعف عن عام 2012. قال دنغ شياو قانغ، إنه في المستقبل ستواصل الصين اتخاذ تعزيز توظيف المزارعين وزيادة دخلهم كاتجاه أساسي لتطوير الصناعات الريفية، وتركز على توسيع الوظائف المتعددة للزراعة واستكشاف القيم المتنوعة للريف الصيني، وتسعى إلى جعل المزارعين يتمتعون بالمزيد من فرص العمل وأرباح السلسلة الصناعية، وجعلهم يستفيدون من النهضة الريفية حقيقيا.
تجارب مفيدة للعالم
على خلفية استمرار الفقر العالمي الشديد واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في بعض البلدان، جذبت تجارب الصين الناجحة في الحد المنهجي من الفقر وإنعاش الاقتصاد الريفي، انتباه الدول النامية.
يعتقد تان وي بينغ أن تجربة الصين الناجحة في الحد من الفقر يمكن أن توفر دروسا للبلدان الأخرى في ثلاثة جوانب على الأقل: أولا، وضع التخفيف من حدة الفقر في مكانة مرموقة في إدارة الدولة، والوفاء بحزم بالالتزام السياسي بالقضاء على الفقر وتحقيق الرخاء المشترك؛ ثانيا، التعزيز القوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة واعتبار التنمية السبيل الأساسي لحل الفقر؛ ثالثا، التمسك بإستراتيجية التخفيف المستهدف من حدة الفقر وتحسين فعالية التخفيف من حدة الفقر بلا انقطاع.
في الحادي والثلاثين من مارس عام 2022، أصدرت وزارة المالية ومركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني والبنك الدولي بشكل مشترك تقرير ((أربعون عاما من الحد من الفقر في الصين: القوى الدافعة والأهمية المرجعية وتوجهات السياسلا المستقبلية))، الذي أشار إلى أنه على مدار الأربعين سنة الماضية، انخفض عدد الفقراء في الصين بنحو ثمانمائة مليون شخص وفقا لخط الفقر المدقع العالمي للبنك الدولي البالغ 9ر1 دولار أمريكي للفرد في اليوم، وهو ما يمثل ما يقرب من 75% من عمليات الحد من الفقر في العالم خلال نفس الفترة. توفر الممارسات والتجارب الصينية في التخفيف من حدة الفقر الخبرة والمرجعية للعديد من الدول النامية.
زار ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي- الصيني للتنمية في المغرب، الصين عدة مرات، وشهد عملية الحد من الفقر فيها، وقال إن الصين عملت على التخفيف من حدة الفقر بشكل كامل وشامل، قدمت الحكومة الدعم القوي والاستثمارات في جميع الجوانب مثل بدل المعيشة والرعاية الصحية والتعليم والإسكان وريادة الأعمال، إلخ؛ وحددت أنظمة مناسبة ومسؤولين محددين خلال تنفيذ عمليات البحث في الموقع وتحديد السياسات المناسبة وتنفيذها؛ من دعم الأموال والحبوب والضروريات اليومية إلى صياغة السياسات وفقا للظروف المحلية، ودعم الصناعات، وتنمية مهارات المزارعين، أصبحت السياسات المعنية أكثر تفصيلا واستهدافا، مما يقلل من احتمالية العودة إلى الفقر بطريقة مستدامة. يعتقد السيد ناصر بوشيبة أن التجارب الصينية المتعلقة بالتخفيف من حدة الفقر هي تجارب قيّمة، لا تقدر بثمن وتستحق أن يتعلم منها البلدان النامية في أفريقيا.
زار نصر القذافي، عضو اللجنة المركزية لحركة المقاومة الوطنية التابعة للحزب الحاكم في أوغندا ورئيس رابطة الشباب هناك، قرية شيبادونغ بمقاطعة هونان. في هذه القرية، طرح الأمين العام شي جين بينغ مفهوم التخفيف المستهدف من حدة الفقر لأول مرة مؤكدا أنه يجب استخدام الطريقة التي تتكيف مع الظروف المحلية للتخفيف من حدة الفقر. لقد تأثر السيد نصر بشدة بنموذج قرية شيبادونغ المبتكر للتخفيف من حدة الفقر، وتطوير صناعة المنتجات الزراعية المميزة، واستخدام المزايا البيئية الفريدة والثقافة الوطنية لجعل القرية الصغيرة وجهة سفر للعديد من السياح. وقال إن أوغندا تشتهر بمناظر طبيعية جميلة، وتُعرف باسم "لؤلؤة إفريقيا"، فيمكنها التعلّم من تجارب قرية شيبادونغ وتطوير السياحة لكسب النقد الأجنبي، مما يعزز التنمية الاقتصادية المحلية. ويأمل أن يذهب المزيد من الأفارقة إلى الصين لتعلُم التجارب الصينية في المستقبل.
إنريكي بوسادا كانو، مدير مركز أبحاث آسيا والمحيط الهادئ التابع لجامعة خورخي تادو لوزانو في كولومبيا وكبير مستشاري معهد كونفوشيوس في كولومبيا، عاش وعمل في الصين لما يقرب من عشرين عاما، ويُلقب بـ"الكولومبي الأكثر دراية بالصين". يعتقد السيد إنريكي أن السبب وراء تحقيق الصين لهذه الإنجازات العظيمة في مجال التخفيف من حدة الفقر هو مزاياها المؤسسية. بعد تحقيق التخفيف من حدة الفقر، تساعد خطة الحكومة الصينية لإتباع ذلك بتنفيذ النهضة الريفية في المحافظة على القدرة على التنبؤ بالسياسات واستمراريتها، وهو ما يشكل ضمانة قوية لتحقيق الرخاء المشترك. يعتقد السيد إنريكي أن صياغة خطط التنمية المتسقة والمستدامة تحت قيادة الحكومة ممارسة تستحق أن تتعلم البلدان الأخرى منها.
كما اجتذبت ممارسات وإنجازات الصين في التخفيف من حدة الفقر انتباه وكالات الأمم المتحدة المعنية. قالت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، إن الصين حققت إنجازات كبيرة في القضاء على الفقر لفترة طويلة في الماضي، وقدمت تجاربها ومواردها للدول النامية وقدمت مساهمات إيجابية في تحقيق هدف الحد من الفقر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. (المصدر: الصين اليوم)
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |