11 أكتوبر 2022 /شبكة الصين/ يضم منزل الراعي تينغ بارتل في قرية ساروراتوياغاشا بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم، ثلاث بنايات، منها مبنيان صغيران لغرف النوم والمطبخ والصالة، ومبنى كبير لمدرسة تدريب الرعاة. وقال تينغ بارتل، الأمين السابق للجنة الحزب بالقرية، إن المدرسة شيدتها الحكومة وبتكليف منها، يقدم بارتل تجربته في زيادة الدخل وحماية المروج، مع إصراره على تقديم الدروس بشكل مجاني. وقد دربت المدرسة عشرات الآلاف من الرعاة منذ إنشائها.

في عام 1974، بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، انتقل تينغ بارتل، البالغ من العمر حينها 19 سنة، من مدينة هوهوت حاضرة منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم، إلى قرية ساروراتوياغاشا للعمل. وكانت الحياة في المناطق الرعوية صعبة للغاية في ذلك الوقت. وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 50 عاما، لا يزال تينغ بارتل يتذكر جيدا كيف كانت الحياة وقتها، وقال "كان الرعاة يحرقون روث البقر لطهي الطعام، ما ينتج دخانا مزعجا جدا".

ونظرا لهذا الوضع الصعب، عقد تينغ بارتل عزمه على توفير حياة كريمة للرعاة. فقد تخلى عن فرصة العودة إلى المدينة مرات عديدة، واستقر في منطقة الرعي للعمل مع الرعاة المحليين على تنمية منطقتهم. 

وفي أوائل الثمانينيات، عندما أقدمت الحكومة على توزيع الماشية على الرعاة، وضع تينغ بارتل لافتة تمنع المتطوعين الشباب من المدن من الحصول على الماشية. وفي ذلك الوقت، كان بارتل هو المتطوع الوحيد المتبقي، وكانت هذه اللافتة لتذكير نفسه بعدم الحصول على الماشية. وفي وقت لاحق، طبق نظام التعاقد على ماشية المراعي، حيث طلب بارتل من الرعاة الآخرين اختيار المراعى والأبقار والأغنام أولا، ليترك أسوأ المراعي وأنحف الماشية لنفسه. 

ومن عام 1993 إلى عام 2018، شغل تينغ بارتل منصب أمين لجنة الحزب في ساروراتوياغاشا. وتعلم بنفسه مهارات تربية الحيوانات، وعمل بجد واجتهاد. ونمت أغنامه بسرعة وكانت نادرا ما تمرض. 

لكن مع مرور الوقت، وجد تينغ بارتل أن الرعي الجائر أدى إلى تفاقم تدهور المروج. ولاحظ أن الأرباح التي تجلبها خمسة رؤوس من الأغنام أقل مما يجلبه رأس من البقر، ولكن خمسة رؤوس من الأغنام تلحق ضررا أكبر بالمروج. لذا باع بارتل أغنامه وبدأ تربية الأبقار. وبتوجيهه بدأ الرعاة في منطقته زيادة تربية الأبقار وتقليل الأغنام. ومن خلال نظام الرعي الدوري والتربية العلمية، قاد بارتل الرعاة لتحقيق زيادة مساحة المروج ودخل الرعاة في نفس الوقت.

وقبل تنحيه عن منصب أمين لجنة الحزب في عام 2018، تبرع تينغ بارتيل بجزء من ماشيته للأسر الفقيرة في كل عام. وعندما ترك منصبه، وزع بعض ممتلكاته على الرعاة.

وحصل تينغ بارتل على ألقاب فخرية عديدة من قبل الدولة منها "وسام الأول من يوليو" ولقب "المكافح الأجمل"، وانتخب مندوبا في المؤتمر الوطني العشرين للحزب هذا العام.

ويتذكر تينغ بارتل دائما رسالته الأصلية، وقال "أريد أن أكرس حياتي في بناء وتطوير مناطق المروج وقيادة الرعاة ليعيشوا حياة أكثر سعادة".