arabic.china.org.cn | 11. 08. 2022

قطارات الشحن بين الصين وأوروبا تشهد على حيوية مبادرة "الحزام والطريق"

arabic.china.org.cn / 17:25:02 2022-08-11


11 أغسطس 2022 / شبكة الصين / نجحت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا التي تُلقَّب بـ"القافلة الفولاذية" في نقل أكثر من 149 ألف حاوية قياسية من البضائع والسلع عبر أكثر من 1517 رحلة خلال يوليو الماضي، بزيادة 11% و12% كل على حدة على أساس سنوي، مسجلةً رقما قياسيا، بحسب بيانات صادرة عن المجموعة الوطنية الصينية للسكك الحديدية. وفي ظل التشابك بين تأثيرات التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ قرن من الزمان وتأثيرات الجائحة والاضطرابات والفوضي التي يمر بها الوضع الأمني الدولي وضعف التعافي الاقتصادي العالمي، يُعتبر تحقيق هذه النتائج أمرا مشجعا وغير سهل على وجه الخصوص.

ومن حيث الكمية، زاد عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا بعد حفاظه على الاستقرار في ظل شهود العالم انكماشا اقتصاديا، لتصبح هذه القطارات شريان حياة التجارة الخارجية العابرة للبر الأورآسي. وخلال الفترة ما بين يناير ويوليو، نقلت هذه القطارات إجمالي 869 ألف حاوية قياسية عبر أكثر من 8990 رحلة، بزيادة 3% و4% على أساس سنوي كل على حدة، وزاد متوسط حجم الشحن اليومي للقطارات في الممرات الغربية والوسطى والشرقية بنسبة 18.3% و17.7% و36.5% على التوالي بالمقارنة مع الأرقام في عام 2020.

ومن زاوية زخم التنمية، حافظت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا على زخم تنميتها القوي في ظل تزايد عناصر عدم الاستقرار وعوامل عدم اليقين في العالم، وتواصل زيادة عدد محطاتها وخطوطها لتشجيع تشكيل شبكة خطوط قطارات تتسم بالسلاسة والفعالية والاتجاهات المتعددة والترابط بين المناطق البرية والبحرية، وبدأت نموا ايجابيا بعكس عما حدث في الدول الأخرى، حتى ظهرت مشاهد حركة نشطة للقطارات التي حافظت على تسيير أكثر من 1000 رحلة كل شهر لمدة 27 شهرا متتاليا.

وبعد 9 سنوات من طرح التشارك في بناء مبادرة "الحزام والطريق" العظيمة، تمتد شبكة خطوط قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، لتربط بين 200 مدينة في 24 دولة أوربية وتصبح نتائج مهمة لبناء مبادرة "الحزام والطريق" وشاهدا على حيوية هذه المبادرة العظيمة.

وأسهمت قطارات الشحن التي تنتقل بلا توقف بين الصين وأوروبا في بناء جسر جديد لربط العالم. وقبل أكثر من 2000 عام، عبر عدد لا يحصى من القوافل الصحارى الشاسعة ليسهم في بناء طريق حرير يربط بين الشرق والغرب. وفي الوقت الراهن، تتحرك قطارات الشحن بكامل حمولاتها بين الشرق والغرب ذهابا وإيابا، ليبدو كأن أصوات القوافل قد تجدد صداها على طريق الحرير القديم. وبحسب البيانات والمعلومات، فإن سعر نقل حاوية قياسية على متن قطارات الشحن بين الصين وأوروبا أقل بكثير عن متوسط تكلفة نقلها عن طريق خطوط الملاحة البحرية الرئيسية. وأكدت شركة "دي أس في" الدنماركية للوجستيات أن وقت النقل بين الصين وأوروبا عن طريق السكك الحديدية هو نصف ما يستغرقه النقل البحري، كما أن التكلفة هي رُبع نظيرتها بالنقل الجوي. وقدمت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا إسهامات مهمة لضمان سلاسة سلاسل الصناعة والتوريد الدولية، بفضل خدماتها اللوجستية العابرة للحدود والمتصفة بالسهولة والسرعة والسلامة والاستقرار والصداقة للبيئة والاقتصاد.

وأسهمت قطارات الشحن التي تنتقل بلا توقف بين الصين وأوروبا في بناء منصة جديدة للانفتاح والتعاون. وتواصل القطارات نقل وتوزيع المواد الوقائية من الجائحة وقطع غبار المعدات والمنتجات الإلكترونية وغيرها من السلع إلى مقاصدها باستمرار، ولم يعزز ذلك التعاون بين الصين والدول الواقعة على طول مسار مبادرة الحزام والطريق فحسب، بل ساعدت أيضا في تعزيز تعافي الاقتصاد الإقليمي. وبالإضافة إلى تشجيع التجارة الخارجية والقطاعات ذات الصلة بها، يحفز تشغيل قطارات الشحن بين الصين وأوروبا إنشاء عدد من المراكز الجديدة للوجستيات والصناعة والتجارة، ويوفر ذلك بدوره تسهيلات ملموسة وعددا كبيرا من الوظائف لسكان الدول المعنية. وعلي سبيل المثال، فمع تسيير قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، زاول أكثر من 50 ألف شخص أعمالا متعلقة بها في مدينة دويسبورغ، أحد الموانئ الداخلية الألمانية، مشكلين نحو 15% من إجمالي عدد العاملين في المدينة. ورغم نشأة التشارك في بناء مبادرة الحزام والطريق بالصين، إلا أن الفرص والإنجازات الخاصة به هي للعالم أجمع.

وأسهمت قطارات الشحن التي تنتقل بلا توقف بين الصين وأوروبا في تعزيز الترابط بين قلوب الشعوب. ويملك الصيني يون تشاو هوي الذي يشتغل بالتجارة الإلكترونية عبر الحدود مع زوجته الكازاخية حاليا 6 مستودعات خارج البلاد ويتعاون مع أكثر من 300 مورد صيني، ومع بدء تسيير قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، وتجاوزت مبيعاته في السنة الماضية 100 مليون يوان. وخلال الفترة التي تأثر فيها العالم بتداعيات الجائحة، تجاوزت قطارات الشحن أيضا الحواجز التى فرضتها الجائحة على أنحاء العالم ونقلت إلى الدول والمناطق المتاخمة لخطوط قطارات الشحن المواد الوقائية التي كانت في حاجة ماسة لها، وجلبت الدفء والعناية من الشرق إليها أيضا.

ويهدف التشارك في بناء مبادرة الحزام والطريق إلى تحقيق التواصل في مجال السياسات والترابط بين المنشآت وتيسير التجارة والتمويل والتقارب بين الشعوب. وأجرى الطلاب من الصين وكازاخستان وألمانيا مسحا دوليا نظمه أستاذ جامعي ألماني بعنوان "رحلة إلى طريق الحرير الجديد"، وبعد تعمقهم في الدراسة والبحث حول التعاون المشترك في بناء مبادرة الحزام والطريق، توصلوا إلى أن المبادرة تربط بين بر أورآسيا وتيسر النقل والمواصلات، لتوفر مزيدا من فرص العمل لسكان الدول الواقعة على طول الحزام والطريق وتساعد الدول النامية على تحقيق تنمية أفضل.

ومع انتقال قطارات الشحن بين الصين وأوروبا بلا توقف ليلا ونهارا، يمضي التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق قُدما بخطوات مطردة. ولا شك أن التنمية العالية الجودة للتشارك في بناء مبادرة الحزام والطريق ستسرد مزيدا من القصص حول المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتضامن للتغلب على الصعوبات ، لتقدم إسهامات جديدة في دفع عجلة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号