العلاقات الصينية العربية.. امتداد للتعاون القديم في العصر الحديث arabic.china.org.cn /
10:52:29 2022-08-03
بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية 3 أغسطس 2022 / شبكة الصين / تعود أواصر العلاقات بين الصين والدول العربية إلى أكثر من ألفَي سنة، حيث تعامل الجانبين بشكل مشترك من خلال التعاون التجاري على طول طريق الحرير القديم، وتطور هذا التعاون حتى العصر الحديث ليشمل التعاون المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي وحتى العلمي، وقد آمنت 19 دولة عربية بأهداف مبادرة "الحزام والطريق" وانضمت إليها، وقد أقيمت علاقات شراكة شاملة بين عدد من الدول العربية والصين وأيضا تمت توأمة العديد من المدن العربية والصينية، كما ساهمت الشركات الصينية بشكل كبير في تحسين البنية التحتية والمرافق الكبرى في الدول العربية. على الصعيد التجاري، يظهر النجاح المشترك للعلاقات الصينية- العربية من خلال ارتفاع حجم التعاون التجاري بين الجانبين إلى 330 مليار دولار أمريكي في عام 2021 بزيادة قدرها 37% عن عام 2020، بذلك تواصل الصين بقاءها في مركز الشريك الأول والأهم للدول العربية لسنوات عديدة متتالية، كما تستورد الصين حوالي نصف إجمالي وارداتها من النفط الخام من الدول العربية. وتظهر أهمية هذا التعاون التجاري الناجح بين الجانبين من خلال دوره على مستوى العالم، حيث تمثل الدول العربية والصين سُدس مساحة العالم بمجموع سكاني يبلغ حوالي رُبع إجمالي سكان الأرض، وهو ما يجعل هذا التعاون يلعب دورا كبيرا على الاقتصاد العالمي واستقراره. وقد ساهمت المعارض والمنتديات بين الدول العربية والصين في تعميق التعاون بين الجانبين، ومن بينها منتدى التعاون الصيني- العربي ومعرض الصين والدول العربية ومعرض الصين الدولي للاستيراد بشانغهاي وأيضا معرض "صُنع في الصين" وغيرها من المنصات الأخرى والمنتديات التي عمقت بشكل كبير التعاون بين الجانبين. بالإضافة إلى التعاون التجاري، شهدت الدول العربية والصين تعاونا في المجال السياسي أيضا، إذ تقوم العلاقات بين الطرفين على مبدأ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون في الشؤون الإقليمية بشكل فعّال وذلك من أجل تحقيق استقرار وتعاون مستدام، وقد أبدت الدول العربية في سبعينات القرن الماضي دعمها للصين في استعادة عضويتها في الأمم المتحدة، ودعمت الصين الدول العربية في عدة قضايا، ولم يتراجع هذا التعاون رغم التجاذبات التي يشهدها العالم في العصر الحالي. شمل التعاون العربي الصيني أيضا المجال الصحي، حيث دعم الجانبان بعضهما البعض في أوقات المِحن الصعبة وآخرها نذكر التعاون الثنائي خلال جائحة كوفيد-19، وهو تعاون مثاليّ "للصديق وقت الضيق" ونموذج يُحتذى به لعُمق الصداقة، إذ بادرت بعض الدول العربية بدعم الصين خلال ظهور الفيروس من خلال إرسال مساعدات طبية، وإقامة "خط جوي" لجمع المساعدات من مختلف دول العالم في اتجاه الصين، وبعد سيطرة الصين بشكل كبير على الوضع الوبائي في البلاد، قامت بإرسال الدعم الصحي إلى الدول العربية من خلال تبرعات تشمل اللوازم الطبية والأقنعة واللقاحات، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الطواقم الطبية وتقاسم التجربة الصينية في مكافحة الأوبئة مع الدول العربية. آمنت الدول العربية والصين بعدم الاقتصار على التبادل التجاري فحسب في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، بل أيضا التركيز على دور التبادل الشعبي بين الطرفين لتحقيق المنفعة المشتركة للشعبين، وخاصة من خلال تعزيز التبادلات بين الشباب، وتقديم المزيد من المعارف التعليمية والثقافية، حيث تمت إقامة عدة دورات تعليمية للغة الصينية والعربية وندوات تهتم بتعريف الحضارتين ودفع التواصل الشعبي والثقافي بين الجانبين، حيث أنشأت أكثر من 50 جامعة ومعهد في الصين أقساما متخصصة في تعليم اللغة العربية، في المقابل قامت العديد من الدول العربية بإدراج اللغة الصينية في المناهج التعليمية، وتمت إقامة أكثر من 10 فصول كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في الدول العربية، وهو ما يعزز إقبال الشباب العربي على تعلم اللغة الصينية، ويساهم في فهم وتطوير التبادلات الثقافية المشتركة بين الشباب وتعميق روح الثقافتين في العصر الجديد. تتواصل العلاقات بين الجانبين في التوسع والتطور وسيساهم الشعبان العربي والصيني في مزيد تعميق هذه العلاقات في المستقبل من خلال العمل الثنائي في المجالات الحديثة مثل التكنولوجيا الفائقة، وستكون العلاقات عبارة عن "طريق حرير حديث" يُرسخه الشعبان العربي والصيني من أجل تحقيق مستقبل مشرق معا.
|
China Internet Information Center E-mail:
webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |