بقلم إيف لوتيرم، رئيس الوزراء البلجيكي السابق

2 أغسطس 2022 /شبكة الصين/ بصفتها داعما ودافعا للتعددية، تؤدي الصين دورا متزايد الأهمية في المجتمع الدولي. وإنني متفائل للغاية بشأن تنمية الصين الاقتصادية المستقبلية، وأعتقد أن أهداف التنمية الصينية ستتحقق بنجاح.

وعلى مدى العامين الماضيين، أثبتت حرب البشرية ضد جائحة كوفيد-19 مرة أخرى أنه لا يوجد بلد يمكنه التعامل مع أزمة عالمية بمفرده، وأن تعزيز التعاون الدولي هو الخيار الوحيد للتغلب على التحديات. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مرارا على ضرورة وإلحاح تعزيز التعاون المتعدد الأطراف في مناسبات مختلفة. وبصفتها داعما ودافعا للتعددية، تؤدي الصين دورا متزايد الأهمية في المجتمع الدولي، لا سيما في سياق تصاعد الحمائية والأحادية، فقد أدت الصين دورا رائدا لا غنى عنه في التعاون العالمي.

وفي الوقت الحاضر، يحتاج إطار التعاون الدولي إلى مزيد من التعديل، ويجب على جميع الأطراف السعي بشكل مشترك إلى إنشاء نظام حوكمة عالمي أكثر إنصافا وشمولا وكفاءة. وطرحت الصين مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، مما يساعد في تعزيز إنشاء نظام الحوكمة العالمي الجديد هذا. وبعد تفشي الجائحة، أخذت الصين زمام المبادرة في تحقيق التعافي الاقتصادي. وبفضل حجمها الاقتصادي ومكانتها المهمة في السلسلة الصناعية العالمية، أدت الصين دورا مهما في تعزيز تعافي الاقتصاد العالمي. ويُعزى سبب قدرة الاقتصاد الصيني على التعافي بسرعة إلى أن الحكومة الصينية اتخذت تدابير مناسبة وفعالة للتعامل مع الجائحة. وتبادلت الصين أيضا بصدق معلومات وخبرات بشأن الوقاية من الجائحة ومكافحتها مع الدول الأخرى، وقدمت للمجتمع الدولي لقاحات مضادة لكوفيد-19 لمساعدة العالم على مكافحة الجائحة معا.

وفي العقود القليلة الماضية، حققت التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين إنجازات ملحوظة. ويعتبر التوسع المستمر في الانفتاح تجربة مهمة لنجاح الصين. وتظهر سلسلة إجراءات الإصلاح الحالية التي طرحتها الحكومة الصينية أن البلاد ستواصل التمسك بطريق الانفتاح والتنمية. وأنا متفائل للغاية بشأن التنمية الاقتصادية المستقبلية في الصين. وأكملت هذه البلاد مهمة القضاء على الفقر كما هو مقرر، وأعتقد أن هدف التنمية المقبل للصين سيتحقق بنجاح أيضا.

وتسعى الصين جاهدة لبناء نمط تنمية جديد يستند إلى الدورة المحلية باعتبارها المحرك الرئيسي والدورات المزدوجة المحلية والدولية التي تعزز بعضها بعضا. وهذا ابتكار مهم استحدثته الحكومة الصينية في مجال التنمية الاقتصادية على أساس ظروفها الوطنية الخاصة والوضع الدولي. ودخلت الصين مرحلة جديدة من التطور، وقد حان الوقت لبناء نمط تنموي جديد. وستتكيف تنمية الصين تدريجياً مع اتجاه تعزيز القوة الذاتية، وستعمل على تحسين الهيكل التجاري وتحسين جودة التنمية من خلال زيادة نسبة المنتجات والخدمات الفائقة التكنولوجيا والعالية الجودة باستمرار. وفي السنوات الأخيرة، واصل التصنيف العالمي لإيداعات البراءات الصينية ارتفاعه، مما يشير إلى أن النموذج الصيني للتنمية الاقتصادية يتطور في اتجاه كثيف التكنولوجيا.

وتتبوأ أورآسيا مكانة مهمة في الاقتصاد العالمي. ويعتبر الاتحاد الأوروبي والصين من أهم الاقتصادات على طرفي القارة الأورآسية، ويعد تعزيز التعاون بين الجانبين ذا أهمية كبيرة في مواجهة التحديات العالمية. وخلال السنوات الأخيرة، حافظت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين على اتجاه نمو مطرد. واستمر نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي في التوسع. وأصبح الاقتصاد الأخضر والطب والصحة والعلوم والتكنولوجيا نقاط نمو جديدة للتعاون بين الجانبين. ومن مصلحة كلا الجانبين الحفاظ على التعددية والنظام التجاري الدولي ومنع تأثر التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين سلبا بالبيئة الخارجية. ووفرت مبادرة "الحزام والطريق" الصينية منبرا مهما للدول الأوروبية والآسيوية لتعزيز التعاون. ويجب على الاتحاد الأوروبي والصين الإيمان الراسخ بأن مصالحهما المشتركة تفوق كثيرا خلافاتهما.

وفي الوقت الحاضر، اشتعلت الحروب من جديد في القارة الأوروبية. وأورآسيا بحاجة ماسة إلى بنية أمنية جديدة. ومبادرة الأمن العالمي التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ خلاقة وبناءة، وستساعد في تعزيز بناء إطار أمني إقليمي جديد وحل الأزمات الجيوسياسية.