بقلم ون سه، خبيرة في السياسة الدولية

3 يوليو 2022 /شبكة الصين/ احتفلت الصين في الأول من يوليو 2022 بالذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم-الصين، وفي نفس الوقت إقامة مراسم تنصيب حكومة فترة الولاية السادسة للمنطقة، وقد أقيم تجمع احتفالي حضره الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس التنفيذي لهونغ كونغ وكبار المسؤولين. وقد ألقى شي جين بينغ كلمة رئيسية في الاحتفالية الهامة والتي تتركز على عدة جوانب يمكن تقسيمها إلى أربعة نقاط كبرى ألا وهي:

-الجانب الأمني والسياسي

أكد الرئيس شي خلال كلمته على أهمية الالتزام بمبدأ "دولة واحدة ونظامان" لمدى طويل في المنطقة، حيث إن الصين تعتبر هذا المبدأ أساس "الحفاظ على الازدهار والاستقرار على المدى الطويل" وخاصة أن هذا النظام أثبت على مر العقود الماضية فاعليته الإيجابية في نجاح وازدهار المناطق الإدارية الخاصة تحت راية الصين الواحدة مع الحفاظ على النظام المالي الخاص بهذه المناطق ومن بينها هونغ كونغ، كما أكد شي على أنه"لا يوجد سبب لتغيير مثل هذا النظام الجيد" وجاء ذلك كرد واضح لأي جهات خارجية تحاول "التشويش" على نجاح التوجه الصيني في هذه المناطق ذات الإدارة الخاصة.

-الجانب الاقتصادي

حققت منطقة هونغ كونغ خلالعقدين ونصف "قفزة" اقتصادية كبرى ووصلت إلى عدة مراتب اقتصادية رائدة في العالم في المجال الاقتصادي والاستثماري من خلال تميزها بقوانين تجارية تسهيلية وميناء تجاري شبه معفى من الضرائب وغيرها من النقاط المضيئة والمتميزة للمنطقة على المستوى العالمي. فرغم صغر المنطقة من حيث المساحة، إلا أنها أصبحت من كبرى "البوابات التجارية" في العالم، وذلك يعود إلى سياستها الاقتصادية الخاصة واتباع نظام مالي رائد بالإضافة إلى الدعم الكبير من البر الرئيسي الصيني والتشجيع على مزيد التعاون العالمي. وقد عبر الرئيس شي خلال خطابه عن أمله في مواصلة المنطقة "تعزيز زخم النمو وتطوير المزيد من التبادلات والتعاون على نحو أوسع وأوثق مع العالم"، حيث تتميز المنطقة بوضعها الفريد اقتصاديا كونها تمثل مركزا دوليا للعمليات المالية والشحن والتجارة من خلال نظام قانوني عام وبيئة استثمارية سلسة وسليمة، وهو ما جعلها "أيقونة"نموذج انفتاح الصين بشكل أوسع على العالم.

-الجانب الاجتماعي

تتميز هونغ كونغ بتمازج وانسجام اجتماعي كبيرين، لكن مع محاولة أطراف خارجية "زعزعة" الاستقرار الاجتماعي في المنطقة، عملت الحكومة المركزية الصينية على الحفاظ على أمن المنطقة وتعزيز الأرضية الآمنة والمشتركة بين السكان، والصمود أمام أي محاولات تدخل خارجي، وقد أكد الرئيس الصيني خلال زيارته إلى هونغ كونغ على ضرورة "تطوير التقاليد الجيدة" وأهمها "التضامن والمثابرة والعمل معا لخلق حياة أفضل"، وكل ذلك في كنف تعاون سلس بين الممطقة والبر الرئيسي الصيني. وفي هذا الإطار، دعا شي حكومة منطقة هونغ كونغ إلى العمل "حتى لا تخيب توقعات الناس وأن تعطي الأولوية القصوى لتلبية تطلعات المجتمع بأسره"، وهو ما يضمن المزيد من التركيز والاهتمام بكل تفاصيل معيشة السكان في منطقة هونغ كونغ ويخدم مصالحهم بشكل مباشر. 

إن أبرز ما جاء في خطاب الرئيس شي في الاحتفال بالذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم هو الإشادة بنجاحات المنطقة على عدة مستويات وأيضا التأكيد على قُرب المنطقة إلى الحكومة المركزية إلى الرئيس الصيني، حيث عبّر عن ذلك بشكل مميز جدا من خلال قوله "قلبي وقلب الحكومة المركزية دائما مع أهالي هونغ كونغ"، الأمر الذي يؤكد المكانة البالغة للمنطقة بالنسبة للبر الرئيسي الصيني.