arabic.china.org.cn | 21. 06. 2022

الذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ.. فخر بالإنجازات الاستثنائية المحققة وثقة في المستقبل

arabic.china.org.cn / 14:50:06 2022-06-21

بقلم د. مايكل بورشمان*


21 يونيو 2022 / شبكة الصين / عادت هونغ كونغ إلى أحضان الوطن الأم عام 1997 بعد 156 عاما من الحكم الاستعماري البريطاني. ورغم قطعها شوطا مختلفا عما يمر بها البر الرئيسي خلال قرن ونصف، ظلت هذه المنطقة ترتبط بالبر الرئيسي ارتباطا وثيقا لكونها جزء لا يتجزأ من الأمة الصينية.

ولكن عودة المنطقة إلى أحضان الوطن الأم لم تتم بسهولة، خصوصا أن القوى الاستعمارية كانت موجودة في المنطقة لفترة طويلة من الزمن، رغم اعتقاد شائع لدى أبناء الشعب يتمثل في أن الحقبة الاستعمارية قد انتهت بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية.

وفي الحقيقة أن الصين لم تبدأ مشاوراتها مع بريطانيا بشأن عودة المنطقة إليها إلا بعد ثمانينات القرن الماضي. ووقعت حكومتا البلدين في بكين رسميا "الإعلان الرسمي بشأن قضية هونغ كونغ" في 19 ديسمبر 1984، ودخل الإعلان الصيني البريطاني المشترك حيز التنفيذ في 27 مايو 1985، ثم قدمته حكومتا البلدين إلى الأمم المتحدة للتسجيل.

وأعلنت الحكومة الصينية استئناف ممارسة السيادة على هونغ كونغ اعتبارا من 1 يوليو 1997 وفقا للإعلان الصيني البريطاني المشترك، ووعدت الحكومة البريطانية بتسليم المنطقة لجمهورية الصين الشعبية في نفس اليوم. كما تعهدت الصين بعدم تغيير النظام الرأسمالي في المنطقة لمدة 50 عاما بعد عودتها إلى الوطن الأم، وخصصت تأسيس منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بحسب مبدأ "دولة واحدة ونظامان".

وقطعت هونغ كونغ شوطا طويلا يستحق إبرازه بعد مرور 25 عاما على العودة إلى الوطن الأم. وقررت حكومة المنطقة أن تلخص وتظهر إنجازاتها التنموية التي حققتها خلال الأعوام الـ25 الماضية، بمناسبة احتفالات بالذكرى الـ25 لعودتها إلى أحضان الوطن الأم من خلال تنظيم مهرجانات ثقافية وملتقيات وجلسات وأنشطة متنوعة واسعة أخرى، الأمر الذي يكشف الاهتمام البالغ الذي توليها حكومة المنطقة نحو تلك الذكرى الخاصة.

ونظمت جامعة شنتشن ندوة خاصة بالشؤون القانونية الخارجية تحت موضوع "التحديات والتطلعات: القوانين المتعلقة بالشؤون الخارجية في ضوء مبدأ 'دولة واحدة ونظامان' بمناسبة حلول الذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ للوطن الأم"، بمشاركة أكثر من 100 خبير وعالم ومتخصص في هذا الصدد، حيث ناقشوا مواضيع "سيادة القوانين الخاصة بالشؤون الخارجية في العصر الجديد ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة" و"إبراز دور هونغ كونغ في تعزيز التعاون الدولي في مجال السيادة القانونية".

وأكد شيه فنغ، نائب وزير الخارجية الصيني، أن السلطات المركزية ظلت تلتزم بمعالجة الأمور بحسب نص دستور الصين وقانون هونغ كونغ الأساسي، وتتمسك بثبات دائم بتنفيذ وتطبيق مبادئ "دولة واحدة ونظامان" و"أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ" و"درجة عالية من الحكم الذاتي".

وأكدت كاري لام الرئيسة التنفيذية السابقة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة خلال مقابلتها الخاصة مع القناة الإخبارية الاقتصادية الأمريكية "سي إن بي سي"، أن المنطقة تتمتع بدرجة عالية من حقوق الحكم الذاتي، منتقدة المزاعم الغربية حول فقدان المنطقة حريتها.

وفي الحقيقة، فإن سوء الظن ما زال حاضرا في أذهان كثير من الغربيين نحو المنطقة، وجوهره متمثل في الانتقادات اللاذعة لقانون الأمن القومي الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2020. ولم تكشف تلك الانتقادات إلا عن معايير مزدوجة ينتهجها الغرب، وقد سن القانون في ظل شل مثيري العنف لحياة هونغ كونغ الاقتصادية والاجتماعية، اقتحامهم للمجلس التشريعي باستخدام القنابل الحارقة بصورة أبشع مما أقدمت عليه جماعة "براود بويز" اليمينية المتطرفة عند اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي.

ورغم مواجهة الجماعة المتطرفة الأمريكية اتهامات وعقوبات صارمة من قبل أجهزة العدل الأمريكية، إلا أن البرلمان الأوروبي ومجموعة السبع وغيرهما من المؤسسات القابعة تحت سطوة الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الأمريكية واصلت وصف مثيري الشغب في هونغ كونغ بـ"الأبطال". ويؤسفنا أن المعايير المزدوجة التي ينتهجها الغرب قد وصلت إلى هذه الدرجة.

ويتحلى قانون الأمن القومي بأهمية وضرورة في إعادة استقرار هونغ كونغ وازدهارها. إضافة إلى أن المنطقة تنتظرها فرص تنموية هائلة وستستفيد منها بشكل حتمي في ظل تسريع خطوات بناء منطقة الخليج الكبرى التي تتمثل في مجموعة المدن المزدهرة (هونغ كونغ وماكو والمدن التسع التابعة لمقاطعة قوانغدونغ) والتي تضم نحو 70 مليون نسمة بإجمالي حجم اقتصاد يتجاوز 12.6 تريليون يوان، مما سيسهم في تعزيز تكامل الاقتصادات الإقليمية وتقوية التواصل بينها وبين الخارج.

وتتحلى هونغ كونغ بتفوقات مزدوجة، إذ إنه في ضوء مبدأ "دولة واحدة ونظامان" تستفيد المنطقة من تنمية الصين باعتبارها جزء لا يتجزأ من الوطن الأم. وفي الوقت نفسه، تبذل جهودا للحفاظ على مكانتها الدولية وقوتها كمركز مالي دولي وأكبر مركز دولي للمعاملات المصرفية الأجنبية بعملة "رنمينبي" يوفر خدمات متكاملة في قطاعات المصارف والمحاسبة والاستثمار والتمويل وإدارة الثروة والأعمال المصرفية الخاصة بعملة "رنمينبي".

وبعبارة أخرى، لا يمكن لمنطقة هونغ كونغ استعراض إنجازاتها التنموية خلال الأعوام الـ25 الماضية فحسب، بل تتطلع إلى مستقبل واعد، وينبغي لأهالي هونغ كونغ انتهاز الفرصة للمشاركة في تنمية المنطقة حتى تحث خطواتها على الطريق نحو الاستقرار والازدهار الدائمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كبير مستشاري المركز الصيني لتنمية الاستثمارات الدولية





-------------------------------------


الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号