بقلم ون سه

خبيرة في السياسة الدولية

18 يونيو 2022 / شبكة الصين / تلعب الصين دورا مهما اقتصاديا وسياسيا على المستوى العالمي ويعود نجاحها الأساسي إلى عدة عوامل، من أهمها سياستها الداخلية التي تهتم بكل المناطق على حد سوى، بالإضافة إلى تنوع تقسيمها السياسي، حيث تنفرد الصين بتصنيف سياسي وإداري خاص بها، من أهم ميزاته وجود مناطق ذاتية الحكم وأيضا مناطق تابعة للبر الرئيسي الصيني لكن بسياسة اقتصادية مختلفة وهي التي تخضع لمبدأ "صين واحدة ونظامان" وهذا المبدأ يشمل ماكاو وتايوان وهونغ كونغ، إذ تتمتع هذه المناطق بنظام إداري خاص يتماشى معها، وهو ما جعلها تحقق تطورا واضحا على مدى السنوات السابقة.

في عام 2022 تحتفل هونغ كونغ بالذكرى الـ25 لعودتها إلى الوطن الأم، حيث شهدت المنطقة تغيرات وانجازات كبيرة تحت قيادة الحكومة الصينية المركزية مع دعم التطور النظامي الخاص بها وخاصة على المستوى الاقتصادي، إذ احتلت هونغ كونغ العديد من المراتب الأولى عالميا في المجال الاقتصادي مثل الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتحسين البنية التحتية والمراكز المالية المميزة، وذلك على عكس ما شهدته هونغ كونغ خلال الحكم البريطاني على مدى أكثر من 150 سنة، حيث قمع النظام البريطاني سكان المنطقة من المشاركة في الحكم ومن تطويرها اجتماعيا واقتصاديا.

منذ عودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم في الأول من يوليو 1997، حققت المنطقة العديد من التطورات من خلال إعادة دمجها في نظام الحكم الوطني الصيني وإقامة قوى اقتصادية ومالية واكتساب احتياطي مالي هام، بالإضافة إلى تميزها بسوق خدمات بضرائب منخفضة، وتجارة عبر الميناء شبه معفاة من الضرائب ومراكز مالية عالمية من بينها مركز تدويل الرنمينبي، وأيضا مركز للابتكار العلمي والتكنولوجي يرتبط بمنطقة الخليج الكبرى (قوانغدونغ-هونغ كونغ ماكاو) والتي تدعم أيضا مزايا وأهداف مبادرة "الحزام والطريق" وغيرها من المميزات الأخرى، ففي كنف الوطن الأم أصبحت هونغ كونغ من أكثر المناطق في العالم حرية من الناحية الاقتصادية وذات عمق ثقافي ومستوى تعليمي هام.

يصادف هذا العام الذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم وأيضا مرور أول عام على إنشاء حكومة جديدة ومناخ سياسي جديد في المنطقة من خلال إقامة قانون الأمن القومي لحماية المنطقة من الاضطرابات والحفاظ على تطورها الاقتصادي، حيث يتمتع حوالي 7.5 مليون نسمة في هونغ كونغ بنظام اجتماعي وتنمية اقتصادية متطورة، كما تتمتع هونغ كونغ بنظام تعليمي عالي بوجود خمس جامعات من أفضل الجامعات على المستوى العالمي تُعنى بالبحث العلمي والتكنولوجي عالي الدقة. بالإضافة إلى التطور العلمي والتميز الاقتصادي، تتمتع هونغ كونغ بوجود عناصر ثقافية ثرية، من أهمها متحف قصر هونغ كونغ والذي يعرض "الكنوز الوطنية الصينية"، حيث سيتم إزاحة الستار عن أكثر من ألف قطعة أثرية في هذا المتحف بالتزامن مع الذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم، حيث تتمتع المدينة بتاريخ غني وتراث ثقافي متنوع ولديها عدد من البنى الفنية ذات المستوى العالمي. وقد أدرجت الحكومة الصينية ضمن الخطة الخمسية الـ14 خطة تسعى إلى جعل هونغ كونغ مركزا للتبادلات الفنية والثقافية بين الصين والعالم.

على الرغم من التحديات والتقلبات التي مرت بها منطقة هونغ كونغ في العقدين الماضيين إلا أنها حققت تحولا شاملا على كل المستويات وتسعى المدينة إلى تحقيق المزيد من النجاحات والتطور الشامل وذلك ضمن التعاون مع البر الرئيسي الصيني تحت مزايا مبدأ "دولة واحدة ونظامان" والذي برهن نجاح هذه التجربة الصينية الفريدة خلال السنوات السابقة.