15 يونيو 2022 / شبكة الصين / تظهر مجموعة من البيانات أن رأس المال الأجنبي قد قام بما يشبه "تصويتا على الثقة" في الصين منذ بداية هذا العام. إذ ارتفع استخدام الصين الفعلي لرأس المال الأجنبي بنسبة 20.5% على أساس سنوي في الأشهر الأربع الأولى. كما استمرت تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود في الحفاظ على صافي التدفق الداخلي. وشهدت 72.1% من الشركات ذات التمويل الأجنبي في الربع الأول من السنة زيادة في معدل رأس مال بأكثر من 5% ... ومتأثرا بعوامل قصيرة المدى مثل الوضع الوبائي المحلي والوضع الدولي المعقد والشديد، واجه الاقتصاد الصيني ضغوطا لفترة من الوقت. إلا أن الأساسيات الإيجابية طويلة الأجل لم تتغير، واستمر الاقتصاد المحلي في جذب الاستثمار الأجنبي.

وشهد سوق الأسهم "أ" (وهي أسهم الشركات التي تتخذ من البر الرئيسي مقراً لها والتي تتداول في البورصتين الصينيتين، بورصة شانغهاي وبورصة شنتشنن)، تدفقا صافٍ قصير الأجل لرأس المال الأجنبي إلى الخارج في مارس من هذا العام. إلا أنه تحول إلى صافي تدفق داخلي في أبريل. كما توسع نطاق صافي التدفق الداخلي في مايو بشكل أكبر. وتتوافق عودة رأس المال الأجنبي إلى صافي التدفق الداخلي مع الانطباع العام طويل الأجل القائم على إبقاء رأس المال الأجنبي على تفاؤله بشأن الاقتصاد الصيني في السنوات الأخيرة. ويُقرأ التوسع الإضافي في صافي التدفق الداخلي كاعتراف بنجاح وفعالية الصين في تحقيق التوازن بين مقتضيات مكافحة الوباء والرقابة من جهة، وبين تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى. وتتمتع الصين بفضل حيوية أجهزتها الإدارية وقراءتها الواقعية بالقدرة على احتواء الوباء. وهو يمثل الدافع الأبرز لتعزيز الثقة في استئناف الحياة الاقتصادية والاجتماعية الطبيعية في أسرع وقت ممكن، وتعزيز الاقتصاد لدخول المسار الطبيعي للتنمية المستقرة.

ويستمر الاستثمار الأجنبي في الصين في النمو بفضل تفاؤل رأس المال الأجنبي بشأن الفرص الجديدة لتنمية السوق الصينية. فزادت بعض الشركات ذات التمويل الأجنبي من وجودها في الصين. وتدفقت التمويلات والمشاريع إلى الاقتصاد الحقيقي. فشركة بي أم دبليو مثلا قد زادت من رأس مالها بمقدار 27.9 مليار يوان. ورفعت حصتها في بي أم دبليو بريلينز (BMW Brilliance) إلى 75%. أما شركة التكنولوجيا الألمانية هيرايوس(Heraeus)، فقد كثفت هي الأخرى من جهودها للتوسع في الصين. فأطلقت هذا العام ما يقرب من 10 مشاريع باستثمارات إجمالية بلغت حوالي 200 مليون دولار أمريكي. كما صرحت شركة الكيماويات العملاقة BASF بأنها ستستمر في توسيع قاعدة إنتاجها في الصين ... تواصل الصين بذلك إنشاء بيئة أعمال قانونية ودولية سليمة وموجهة نحو السوق، مما يوفر المزيد من الفرص للشركات من جميع أنحاء العالم للاستثمار وبعث المشاريع التجارية.

إن العائد على الاستثمار هو أول اعتبار ينظر إليه رأس المال الدولي في دراسته للسوق. وتكمن شعبية السوق الصينية لدى رأس المال الأجنبي في مرونته القوية والإمكانيات الكبيرة المتاحة داخله وقدرة الاقتصاد الصيني الكبيرة على التحمل. وعلى الرغم من بعض الضغوط التي تسببت في وقوع بعض الهزات، لم تتغير عوامل ظروف الإنتاج التي تشكل دعامة التنمية عالية الجودة في الصين. ومع استمرار تحسن الوضع الوبائي بالبلاد، يستمر تعديل السياسات الكلية في الزيادة. كما ظهرت إشارات إيجابية وعلى رأسها انتعاش مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الصين في مايو. ويظهر هذا المؤشر الرئيسي أداء حيوية الاقتصاد الصيني.

لم تتغير أساسيات النمو الاقتصادي الصيني طويل الأجل. كما لم يتغير الاتجاه العام للتحول والارتقاء والتنمية عالية الجودة. هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن رأس المال الأجنبي سيحافظ على حماسه للاستثمار في الصين لفترة طويلة، وأن السوق الصينية ستوفر أيضًا فرصًا جديدة للعالم.