السادات، مصر 13 يونيو 2022 (شينخوا) تبذل الحكومة المصرية جهودا مكثفة لتقليل الفجوة الاستيرادية من اللحوم والألبان من خلال زيادة الطاقة الإنتاجية بإقامة العديد من التجمعات المتكاملة لإنتاج اللحوم والالبان، وذلك في اطار جهودها الدؤوبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية.

وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تم انشاء مجمعات للإنتاج الحيواني في 4 محافظات، وهي المنوفية، والبحيرة، والوادي الجديد، والفيوم، بإجمالي 111 ألف رأس ماشية، من بينها 103 آلاف رأس ماشية تسمين موزعة على 9 مجمعات، فيما تعمل ثلاثة مجمعات على الماشية الحلابة وتضم 8 ألاف رأس ماشية من أفضل السلالات العالمية.

كما تشتمل جهود الدولة إنشاء مصنع كورنيد بيف بالمجزر الآلي المتكامل بالفيوم بطاقة 4 ملايين عبوة في العام، ومجزر آلي متكامل في سفاجا، والمجزر الآلي المتكامل بالفيوم.

ويمثل مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل، بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، والذي افتتحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الإثنين)، طفرة علمية وتكنولوجية واقتصادية وبيطرية كبيرة لتقليل العجز في انتاج اللحوم والألبان الذي تواجهه مصر.

وقال السيسي، خلال الافتتاح، "إننا قررنا زيادة الإنتاج ضمن مشروع البتلو وغيره من المجالات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان وتصدير الفائض للخارج"، لافتا إلى أن صناعة اللحوم تعد صناعة متكاملة تتطلب تكلفة وموارد لإقامتها وتأهيل العاملين بها.

ويأتي مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل، بمدينة السادات، في إطار سياسة الدولة المصرية لإقامة عدد من المجمعات المتكاملة للإنتاج الحيواني، على مستوى عال تكنولوجيا وعلميا للتوسع في تهجين السلالات الأجنبية والمصرية بهدف رفع الإنتاجية من اللحوم والألبان، وما يترتب على ذلك من تقليل العجز الذي تعاني منه مصر في اللحوم والألبان.

وتستهلك مصر من اللحوم الحمراء سنويا نحو 950 ألف طن، تنتج محليا منها نحو 520 ألف طن، وتستورد 430 ألف طن، فيما تستورد مصر من الألبان نحو 7.2 مليون طن سنويا، تنتج منها حوالي 5 ملايين طن، وتستورد 2.2 مليون طن.

وقال الدكتور سيد هديبي، مدير المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بالسادات، إن المجمع المقام على 1000 فدان، يضم 6 مزارع بينها 5 مزارع حلاب تضم كل منها 1000 رأس ماشية، بإجمالي 5 ألاف رأس، ومزرعة تسمين تضم 3 آلاف رأس ماشية، ومركز علمي بيطري للأبحاث والتدريب، ومستشفى بيطري، ومبنى ولادة، ومبنى تلقيح صناعي.

وأضاف هديبي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المجمع يضم أيضا 5 محالب آلية ، مزودة بخمس تنكات لحفظ الألبان كل منها سعة 50 طنا، بالإضافة إلى محطة معالجة المياه الناتجة عن عملية الحلب، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي الأدمي، وكذلك 2 محرقة للتخلص الأمن والصحي من المخلفات البيولوجية، 2 مجرشة لجرش الحبوب والأعلاف.

ويقول الدكتور محمد عبدالمنعم مدير المركز العلمي البيطري للأبحاث والتدريب، إن المركز المقام بمجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل، يستهدف رفع الكفاءة من خلال خلط ممنهج ومدروس للسلالات الأجنبية والمصرية لرفع انتاجها من اللحوم والألبان، وتحقيق معدلات أعلى لتغذية الماشية من خلال توفير المزيج المناسب من الأعلاف المختلفة.

وأضاف عبد المنعم، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المركز يقوم أيضا بعمليات التقصي الوبائي ليس فقط داخل المجمع وإنما بأنحاء مصر، حيث أن المجمع مجهز بمهبط طائرات، بما يمكن من نقل العينات الوبائية المختلفة من النقاط الحدودية ومن أي مكان بمصر إلى المركز للقيام على فحصها والتعامل معها.

وأشار إلى أن المركز مكون من أربعة أجنحة على دورين، مزود بمعامل على أعلى مستوى لإجراء البحوث والتدريبات المختلفة بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية لدراسة الجينوم الكامل للحيوان، وإجراء الجراحات المختلفة سواء الحيوانات الكبيرة أو الصغيرة أو حيوانات التجارب، وأيضا إجراء البحوث للميكروبات المصنفة للتعامل معه والسيطرة على الميكروبات شديدة الخطورة في الجانب البيطري، وكذلك البحوث الكيميائية.

والمركز العلمي البيطري للأبحاث والتدريب مجهز بـ 29 معمل متخصص، من أبرزها جناح الميكروبات المصنفة والذي يضم 6 مختبرات عالية المستوى من الأمان الحيوي، للتعامل مع الأوبئة والفيروسات والميكروبات الحيوانية، وتم تصميمها وتنفيذها وفق أرقى المعايير الدولية، حيث لا توجد مرجعية مصرية سابقة على هذا المستوى، ما يجعلها فريدة من نوعها في مصر، حسبما أكد الدكتور محمد سعيد مسئول جناح الميكروبات المصنفة بالمركز.

كما أنه مجهز بغرف عمليات على أعلى مستوى ومزودة بوحدة تخدير ووحدة أشعة متكاملة وسونار، بالإضافة إلى غرفة تشريح تشخيصي للتعرف على سبب الوفاة لأي حيوان وإذا ما كانت ترجع لسبب وبائي أو سبب اخر، بحسب الدكتور طارق نبيل استشاري الجراحة بالمركز.

ويضم المجمع أيضا عددا من الصوب الزراعية ضمن المزرعة البحثية لاستنباط نوعيات مختلفة من النباتات لعلف الحيوان التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الإنتاجية من الألبان واللحوم، مثل علف ليوسينا، أكاسيا سليجنا، كلاندرا، لاريدو، علف بلوبانك، توت علف، اتربليكس، علف فيل، وعلف حشيشة السودان، وعلف سورجم، وغيرها.

ومجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل، بمدينة السادات بالمنوفية، مقام بالشراكة بين الدولة المصرية ويمثلها الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة والقطاع الخاص ممثلا في شركة مالتي ديري.

ويقول الدكتور محمود الشافعي رئيس شركة مالتي ديري، أن المجمع تم أنشاؤه بالكامل من جانب الشركة الوطنية للإنتاج الحيواني على أعلى مستوى من التقنيات العالية، وهو ترجمة على أرض الواقع لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقطاع الخاص للمشاركة الفعالة في المشروعات الكبيرة وإدارتها بما يعود بالنفع على الاقتصاد القومي.

وأضاف الشافعي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المجمع ينتج سنويا نحو 5000 طن ألبان وألف طن لحوم سنويا، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار توجه الدولة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان.

وأكد أن المشروع يستهدف توطين السلالات الأجنبية عالية الإنتاجية، وخلطها بالسلالات المصرية، لخفض العجز في انتاج اللحوم والألبان، موضحا في هذا الصدد أن السلالات الأجنبية تعطي يوميا 40 – 50 كجم من الألبان في حين نظيرتها المصرية تعطي من 10 – 15 كجم يوميا فقط.

ونوه إلى أن حجم الاستثمارات بالمشروع تبلغ 600 مليون جنيه (الدولار يساوي 18.63 جنيه)، منوها إلى أن المشروع مقام على ألف فدان منها 700 فدان زراعات مواد غذائية وأعلاف لخدمة المشروعات، و300 فدان مزارع ومنشآت مختلفة.

وأوضح رئيس شركة مالتي ديري أن الطاقة الإنتاجية للمجمع تبلغ نحو 50 ألف طن ألبان، وألف طن لحوم سنويا.