القاهرة 13 يونيو 2022 (شينخوا) أكد السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن تبني اليمين المتشدد في الولايات المتحدة الأمريكية أيديولوجية "تفوق العرق الأبيض" وصعوبة حظر مبيعات الأسلحة وراء تكرار حوادث العنف وإطلاق النار في الولايات المتحدة.

وقال سعد، وهو مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "صعود اليمين المتشدد واستخدام خطاب الكراهية يوفر حاضنة مناسبة لتغذية العنف والجرائم في المجتمع الأمريكي".

وأضاف أن آخر حادثتين على الأقل حصدتا أرواح الأطفال بسبب الاعتقاد بأن البيض متفوقون على البشر ذات الألوان الأخرى، معتبرا أن "تكرار العنف له أسباب سياسية لأن المواطنين البيض يعتقدون أن لديهم الحق في حكم البلاد".

وتابع سعد، أن أفكار اليمينيين لها انعكاسات على طريقة إدارة الشؤون الداخلية وتشكيل السياسة الخارجية في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن النظام الأمريكي يتبنى مبدأ الإجراءات الوقائية لمواجهة القوى الخارجية من خلال إهمال دور المنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن التعاون الدولي والتبادل الثقافي والحوار الحضاري لا يحظى بدعم اليمين الأمريكي.

وأوضح أن مشكلة المتعصبين للبيض هي أنهم يقسمون العالم إلى دول متحضرة بيضاء وأمم غير متحضرة أو جنوب الكرة الأرضية.

وبناء على هذا التصنيف، تعتبر الولايات المتحدة والغرب أوكرانيا دولة تستحق المساعدة والدعم، مضيفا أن آلة الإعلام الغربية كانت تغطي الأزمة الأوكرانية من خلال التأكيد على نزعة التفوق الأبيض المتطرف.

وأردف مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، "لقد رأينا كيف تم الترحيب باللاجئين الأوكرانيين من قبل دول جوار مباشرة مثل بولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك والمجر وبلغاريا بينما لم يسمح للملونين سواء الطلاب الأفارقة أو العرب بعبور الحدود".

وأضاف أن "تحدي التنوع أمر خطير للغاية"، ونوه بأن الغالبية العظمى من الدول لديها اختلافات عرقية ودينية وثقافية، ومعاملة الجماعات العرقية بعنصرية سبب تدمير المجتمعات.

وقال، "أتوقع تصاعد العنف في الولايات المتحدة في ضوء خطابها السياسي الذي يخدم الانتخابات فقط ويقسم الدول إلى فاشية وديمقراطية، إلى جانب إبقاء الأسلحة متاحة لأي شخص"، قبل أن يشير إلى "وجود لوبي ومجموعات مصالح قوية تجني مليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة في المجتمع الأمريكي".

ومن المفارقات أن بعض أعضاء الكونجرس الذين يمثلون لوبي الأسلحة يتحدثون عن الاستثمار في العلاج النفسي بدلا من كبح تجارة الأسلحة داخل الولايات المتحدة، وفقا للدبلوماسي المصري السابق.

وتابع سعد، "إنهم يصفون الأشخاص الذين يرتكبون جرائم القتل بأنهم مرضى، وهذا غير صحيح، لأنهم ببساطة مخلصون جدا لعقيدة عنصرية، والطريق للحصول على الأسلحة مفتوح".

وشدد على أن "الولايات المتحدة تتبع بصورة واضحة مبدأ الكيل بمكيالين في التعامل مع حقوق الإنسان، واستخدامها فقط لاغراض سياسية دعائية، دون احترام لحقوق الجماعات العرقية التي يقتل أبناؤها على اعتبارهم مواطنين درجة ثانية".

ورأى أن "الملاذ الوحيد للولايات المتحدة هو احترام القيم والعقائد ونماذج التنمية في البلدان الأخرى، دون وضع الليبرالية كأفضل مثال للتقدم".