الصفحة الأولى | حجم الخط  

شابتان من متلازمة داون تفتتحان صالونا للنساء في سوريا

arabic.china.org.cn / 09:23:55 2022-06-11

السويداء، سوريا 10 يونيو 2022 (شينخوا) بحركات عفوية لا تخلو من المهارة والإتقان وبإصرار كبير على النجاح بدأت الشابتان السوريتان حنين الشعراني، ونور خير الدين المصابتان بمتلازمة داون، مشوارهما العملي في الحياة بصالون نسائي في مدينة السويداء جنوب سوريا بات محط إعجاب وإقبال من قبل السوريات.

وافتتح صالون الحلاقة النسائي بمبادرة من نادي "الفرح لمتلازمة الحب"، تتويجا لجهود هاتين الفتاتين اللتين خضعتا لدورة تدريبية في تزيين العرائس وقص الشعر في مركز تابع للحكومة السورية، أتماها بنجاح كبير، وسط حالة من الفرح والسعادة لدمجهما في المجتمع بطريقة حضارية وإنسانية.

وكانت كمية الفرح التي ارتسمت على وجهي الفتاتين اليافعتين نور وحنين، كافية لتحطيم الصورة النمطية، التي كانت شائعة عند الناس باتجاه هؤلاء الأطفال المصابين بتلك المتلازمة.

وقالت صاحبة المبادرة والمسؤولة بـ"نادي الفرح لمتلازمة الحب" اعتماد العقباني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "نور وحنين فتاتان رائعتان تمتلكان إرادة وعزيمة صلبة، وخضعتا منذ فترة لدورة في مركز تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة السويداء، وتم تدريبهما على أعمال تزيين الشعر والقص والمكياج وغيرها من قبل مدربين مهرة".

وتابعت العقباني، وهي تراقب عمل نور وحنين بكثير من الحب والأمل، أنه بعد الانتهاء من الدورة التدريبية التي خضعت لها نور وحنين، كان لابد من وجود مكان يمارسان أعمالهما فيه، فكانت الفكرة بتقديم صالون في نادي "الفرح لمتلازمة الحب" ليكون الانطلاقة منه نحو الحياة.

وأضافت العقباني "أحببت أن أكافئ نور وحنين الجميلتين، وقدمت لهما غرفة بشكل مجاني مع تجهيزها بالمعدات اللازمة من كرسي للحلاقة وأدوات تساعدهما في العمل".

وأكدت أن الصالون لاقى إقبالا كبيرا واستحسانا لدى الناس، معتبرة أن "كمية الفرح التي كانت تلمع بعيون حنين ونور كانت كافية لتعزيز روح النجاح لديهما".

وأوضحت العقباني "الناس كلها رحبت وأعجبت بذات الوقت بفكرة فتح صالون نسائي تديره شابتان من متلازمة داون"، مؤكدة أن النادي يسعى لإيصال هؤلاء الأطفال إلى بر الأمان والعمل على دمجهم في المجتمع.

وبالنسبة لحنين الشعراني البالغة من العمر (19 عاما) كانت هذه هي الخطوة الأولى لها في الحياة العملية، مؤكدة أنها ستكملها بنجاح لأنها تمتلك الإرادة والإصرار، معربة عن سعادتها بافتتاح الصالون مع زميلتها نور.

وقالت حنين، وهي تمسك بيدها سيشوار أسود اللون، وتقوم بتمشيط شعر إحدى السيدات اللواتي أتين للصالون، ل(شينخوا) "منذ صغري وأنا أحب التزيين، وعندما كبرت وأصبحت قادرة خضعت لدورة تدريبية لعدة أشهر تعلمت فيها مختلف الأعمال من قص ومكياج وتصفيف الشعر وغيرها من الأعمال".

وتابعت "أن أهلها ونادي الفرح ساعداها كثيرا في تخطي الصعوبات والعقبات التي كانت تعترض مسيرة حياتها، وقالت وهي تضحك "اليوم تكللت جهودي بالنجاح من خلال افتتاح الصالون".

ولم تختلف مشاعر نور خير الدين البالغة من العمر (18 عاما) بافتتاح الصالون.

وقالت نور ل(شينخوا) "شعرت بفرحة كبيرة عندما تم افتتاح الصالون لأنه جاء تتويجا لجهودنا خلال السنوات الماضية"، مضيفة "تعلمت الحب بهذا المكان، وكذلك الإخلاص في العمل".

وتابعت نور، وهي تساعد زميلتها حنين ببعض الأدوات خلال تصفيف شعر إحدى السيدات "أحب عملي كثيرا، وخاصة قص الشعر وتزيين العرائس من خلال المكياج"، مؤكدة أن الناس مسرورون من العمل ويأتون إلى الصالون من أجل القص وتصفيف الشعر.

وأشارت إلى أنها قامت بقص شعر والدها، وقامت بتغيير لون شعرها، مؤكدة أن النتيجة كانت جيدة، وهذا ما شجعها على مواصلة العمل أكثر.

وتتعامل عائلة نور معها كإنسانة طبيعية ولا تشعرها بأنها مصابة بمتلازمة داون، وفق والدتها أنديرة الحناوي.

وقالت الحناوي ل(شينخوا) "نور هي بركة البيت، وهي شمعة تنوره، ونحن نستمد الطاقة الإيجابية منها".

وتابعت إن "نور بالإضافة لشغفها بالمكياج وقص الشعر، أيضا لديها حب للرياضة والعمل في المنزل".

وأضافت الحناوي أن "الناس أحبت فكرة افتتاح الصالون، وكان هناك إقبال لافت على الصالون، والكل يريد أن يشتغل عند نور وحنين، وهذا لم يكن من باب الشفقة أو التعاطف بالعكس كان هناك جدية بالعمل وتحدي لإثبات الذات"، معربة عن تمنياتها بأن يحققوا كل أحلامهما وأن يكون النجاح حليفهما.

ولم تخف خزامى مشهور أبو عسلي، وهي والدة حنين الشعراني، فرحتها وهي تتحدث عن شعورها بالنجاح الذي حققته نور وحنين.

وقالت أبو عسلي "حنين بنت ذكية، وهي مصابة بمتلازمة داون، لكنها قابلة للتعليم، مرنة، لم أعان معها أبدا واستطعت أن أصل معها إلى أشياء جيدة لأنها متعاونة".

وأضافت أن "ابنتها خضعت لدورة في المكياج وتصفيف الشعر وتخرجت بتقدير جيد جدا، وقد لمست المدربة بهما القدرات الكامنة وحبهما لأعمال التزيين، ولم أتوقع أن تصل إلى مرحلة أن تفتتح صالون مع زميلتها نور".

وأكدت أن الناس رحبوا بفكرة افتتاح الصالون، وهذا الشعور الإنساني النبيل الذي لمسناه من الناس كان دافعا لهما ليقدموا الأفضل دائما، مبينة أن حنين هي مصدر حياتها.

وتستحق هذه الفئة من الأطفال كل الحب، وهم أساس الحب ولديهم نقاء وصفاء، بحسب المتطوعة في نادي "الفرح لمتلازمة الحب" سهير غنام.

وقالت غنام "عندما قرر النادي مكافأة هؤلاء الفراشات بافتتاح صالون لهن لم يكن أحد يتخيل هذا الصدى الطيب لهذا الإنجاز"، مؤكدة أن فكرة الصالون هي من أهداف النادي لأن كل طفل يستطيع أو يرغب بتعلم أي شيء سيتم مساعدته وتقديم ما يلزم لتحقيق حلمه ووضعه على الطريق الصحيح.

وبحسب مدربة الشابتين في المعهد رندة عريج، فإن نور وحنين أخذتا جهداً كبيراً في بداية التدريب، لكن بفضل استجابتهما خرجتا بنتائج جيدة، مشيرة إلى أهمية متابعتهما لضمان تطويرهما نحو الأفضل.


 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号