الصفحة الأولى | حجم الخط  

تقرير إخباري: تأهب فلسطيني وإسرائيلي استعدادا لمسيرة الأعلام في القدس وسط مساع لمنع اندلاع مواجهة عسكرية

arabic.china.org.cn / 01:21:53 2022-05-29

رام الله / غزة / القدس 28 مايو 2022 (شينخوا) يستعد الفلسطينيون والإسرائيليون كلا على حدة لمسيرة الأعلام المقرر إقامتها يوم غد الأحد في مدينة القدس، في وقت تبذل مساع لمنع أن تؤدي الخطوة لاندلاع مواجهة عسكرية بين الفصائل الفلسطينية في غزة والجيش الإسرائيلي.

وتحتفل إسرائيل سنويا بمسيرة الأعلام أو فيما يعرف بـ "يوم توحيد القدس" بعد سيطرتها على شرق مدينة القدس بعد حرب العام 1967، ومن المقرر أن يمر مسارها عبر باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة.

حراك فلسطيني مضاد

دعت مجموعات شبابية شعبية في القدس إلى اعتبار غدا الأحد يوم "العلم الفلسطيني"، من خلال رفع العلم الفلسطيني بكافة الأشكال والوسائل ضمن مواجهة مسيرة الأعلام الإسرائيلية حال مرورها من باب العامود شرق المدينة المقدسة.

وحثت المجموعات عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وبيانات منفصلة الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل إسرائيل على شد الرحال إلى المسجد الأقصى فجر الأحد، والوقوف صفًا واحدًا في وجه المخططات الإسرائيلية.

وتضمنت الدعوات الشبابية شعارات مختلفة من بينها "لن ترفع أعلامكم" و "لن تمر مسيرة الأعلام" و "يوم العلم"، مؤكدين على إصرارهم بإفشال مسيرة الأعلام الإسرائيلية.

كما طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في الداخل والخارج بالاحتشاد دفاعا عن القدس والأقصى ورفع العلم الفلسطيني تأكيدا على عروبة الأرض والمدينة المقدسة ولا سيادة فيهما إلا للفلسطينيين وحدهم.

تأهب إسرائيلي

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن قوات الشرطة الإسرائيلية وضعت في حالة تأهب قصوى عشية الاحتفال بيوم توحيد شطري القدس غدًا وتنظيم مسيرة الاعلام التقليدية.

ونقلت الإذاعة عن الناطق بلسان الشرطة الكولونيل إيلي ليفي قوله إن أكثر من ثلاثة آلاف شرطي ومقاتل من حرس الحدود سيقومون بتأمين سير الفعاليات التي ستقام بهذه المناسبة.

وطالب ليفي قادة المجتمع العربي وأعضاء الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي العرب بدعوة المواطنين العرب إلى الامتناع عن القيام بأعمال مخلة بالنظام العام والانجرار وراء دعوة جهات لها مصلحة معنية منها منظمات إرهابية خارج الدولة.

وقال فخري أبو دياب الناشط الفلسطيني في القدس إن المدينة تشهد انتشارا مكثفا لقوات الشرطة استعدادا لتأمين المسيرة وخشية من اندلاع أي صدامات مع الشبان الفلسطينيين.

وذكر أبو دياب لـ((شينخوا)) إن الشبان الفلسطينيين مصممون على إفشال أي محاولات لفرض وقائع جديدة على المدينة رغم الانتشار الأمني والتضييق على سكان القدس على مدار الساعات الماضية.

وأوضح أبو دياب أن يوم غد الأحد سيكون مشهود في تاريخ القدس في ظل حالة الترقب لما ستؤول إليه الأوضاع، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول تحقيق مكاسب سياسية من خلال رفع الأعلام بأنها صاحبة السيادة على المدينة المقدسة.

بدوره، اعتبر وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي سماح الحكومة الإسرائيلية للمسيرة الاستفزازية رغم التحذيرات الفلسطينية، والقلق الدولي، يؤشر على رغبة إسرائيلية بالتصعيد في مدينة تعاني من "ويلات الاحتلال".

وحمل الهدمي في بيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات المسيرة كونها جزء من منظومة متكاملة من أنشطة التهويد والأسرلة وتعبير عن "بلطجة وعدوان" على سكان القدس.

وقال الهدمي "لا نقبل أن تتحول القدس الشرقية ومقدساتها إلى وقود للخلافات الداخلية الإسرائيلية، وعلى حكومة بينيت وقف تصدير أزماتها الداخلية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وكانت مسيرة الأعلام العام الماضي سببا في اندلاع توتر عسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استمر لمدة 11 يوما وأدى لمقتل 260 فلسطينيا و13 إسرائيليا.

نذر تصعيد أمني

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي عزز من منظومة القبة الحديدية الدفاعية على الحدود مع القطاع تحسبا لإطلاق صواريخ، فيما نشرت الإذاعة العبرية العامة صورا لشاحنات كبيرة تقوم بإنزال غرف محصنة في شوارع مدينة سديروت جنوب إسرائيل قبل يومين من بدء مسيرة الأعلام.

يأتي ذلك فيما قال مصدر فلسطيني لـ((شينخوا)) إن إسرائيل بعثت رسائل إلى حركة حماس من خلال الوسيط القطري والمصري بأنها غير معنية بالتصعيد الميداني خلال مسيرة الأعلام.

وذكر المصدر أن الوسطاء نقلوا للفصائل الفلسطينية رسائل تطمينات من الحكومة الإسرائيلية بأن المسيرة لن تتجاوز المسار الذي اعتادت سلوكه قبل 20 عاما ولن تدخل للحي الإسلامي وباب العامود في شرق القدس.

وحسب المصدر فإن إسرائيل أبلغت الوسطاء أنها ستعمل على حفظ المسيرة في إطار مسارها الطبيعي ولن تسمح لها بالاقتراب من باحة المسجد الأقصى ولن تقام فيه طقوس دينية.

وفي السياق ذاته، يقول المحلل السياسي من غزة حسام الدجني إن الوضع قد يشهد مواجهة ضيقة ضمن المقاومة الشعبية في الضفة الغربية والقدس، لافتا إلى أن كافة الأطراف معنية بمنع مواجهة ميدانية في غزة.

وأضاف الدجني أن تجاوز السلطات الإسرائيلية "الخطوط الحمر في القدس يعني بدء مواجهة لا أحد يتوقع أين ستنتهي ربما مع غزة في مواجهة عسكرية أو قد تؤدي لاشتعال انتفاضة حقيقية في الضفة الغربية".

ويستبعد الدجني أن تبقى الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة صامتة في حال ذهبت الأمور باتجاه تجاوز "الخطوط الحمر" في مدينة القدس والمسجد الأقصى.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号