الصفحة الأولى | حجم الخط  

تحقيق إخباري: ترقب وقلق ينتاب سكان قطاع غزة تحسبا من عودة التوتر مع إسرائيل على خلفية مسيرة الأعلام

arabic.china.org.cn / 00:21:07 2022-05-29

غزة 28 مايو 2022 (شينخوا) ينتاب سكان قطاع غزة حالة من القلق والترقب تحسبا من عودة التوتر العسكري بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل على خلفية تنظيم مسيرة الأعلام للمستوطنين يوم غد (الأحد) في مدينة القدس.

وبات الحديث عن مسيرة الأعلام والسيناريوهات المترتبة عليها الشغل الشاغل لسكان القطاع الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة من شماله إلى جنوبه الساعات الماضية في بيوتهم ومجالسهم أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وانعكس ذلك على الأسواق في القطاع حيث بدت الحركة التجارية ضعيفة بالرغم من أن هذه الأيام تمثل موسم صيف تكثر فيه المناسبات والأفراح، بالإضافة إلى الأماكن العامة التي يتردد عليها السكان.

وأعربت السيدة يسرى السعودي من سكان مدينة غزة عن تخوفها من عودة التوتر العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل مرة أخرى بعد نحو عام على التصعيد الأخير بين الجانبين.

وتقول السعودي (40 عاما) التي تسببت موجة التوتر الأخيرة في مايو من العام الماضي إلى فقدان منازل لأقربائها وإن الخوف يسيطر على غالبية سكان القطاع خاصة أنهم يعيشون لحظات مأساوية بفعل تصعيد العام الماضي.

وأضافت السعودي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما تمسك أحد أطفالها بيدها اليمنى أن عودة الحرب والدمار مرة أخرى بعد عام شيء مخيف، معربة عن أملها أن لا يتكرر التصعيد العسكري من جديد وعدم إلحاق الأذى بسكان القطاع.

وتحتفل إسرائيل سنويا بمسيرة الأعلام فيما يعرف بـ "يوم توحيد القدس" بعد سيطرتها على شرق مدينة القدس بعد حرب العام 1967، ومن المقرر أن يمر مسارها عبر باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة.

وكانت مسيرة الأعلام العام الماضي سببا في اندلاع توتر عسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استمر لمدة 11 يوما وأدى لمقتل 260 فلسطينيا و13 إسرائيليا.

وعلى مدار الأيام الماضية، حذرت الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة إسرائيل من إقامة مسيرة الأعلام.

وقالت الفصائل الفلسطينية في بيان مشترك عقب اجتماع الخميس الماضي في غزة إن مخطط مسيرة الأعلام سيكون "برميل بارود ينفجر ويشعل المنطقة بأكملها"، مضيفة أن الفصائل وأجنحتها العسكرية المسلحة "جاهزة في كافة المجالات لمواجهة هذا العدوان".

وعلى إثر ذلك تشهد سماء القطاع تحليق لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية أو ما يعرف لدى سكانه باسم "الزنانة" على مستويات منخفضة مصدرة أصوات مرتفعة ما زاد من مخاوف السكان المحليين.

ويقول محمد منصور (37 عاما) من سكان مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين إن سكان القطاع يعيشون مخاوف حقيقة من إمكانية "نشوب حرب جديدة" في ظل التحذيرات المتبادلة بين الفصائل الفلسطينية والقادة الإسرائيليين.

وأضاف منصور الذي لا يريد أي تصعيد جديد مع إسرائيل خاصة أن القطاع أصبح في وضع اقتصادي واجتماعي صعب غير قادر على تحمل حروب جديدة خاصة أن سكانه يعيشون هذه الأيام الذكرى الأولى للموجة السابقة.

وتابع منصور وهو عامل بأجرة يومية في محل ملابس أن قطاع غزة يحتاج إلى دعم وإسناد ووقفة جدية لإعادة إعماره من جديد وضخ المشاريع الإنسانية والاقتصادية لسكانه في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ العام 2007.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أعرب أمس الجمعة عن دعمه لمسيرة الأعلام، قائلا: "مسموح لنا القيام بأي مسيرة نريدها في عاصمتنا" في إشارة إلى مدينة القدس.

وقال غانتس بحسب الإذاعة العبرية العامة "ليس لدينا نية لخرق الوضع الراهن في الحرم القدسي، والشرطة موجودة لمنع الجمهور من إحداث احتكاك متعمد، داعيا المشاركين في المسيرة إلى "تجنب أي استفزاز على طول الطريق".

وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي أن حماس "لن تهدد سيادتنا، مشيرا إلى أنه في العام الماضي، قررت إطلاق الصواريخ ما أدى إلى عملية حارس الأسوار، وأعتقد هذه المرة أنه سيكون حكيما بما يكفي لتفاديها".

ويرى عمران مرشد (52 عاما) من سكان مدينة غزة أن التصعيد العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قد يحدث في أي لحظة بسبب الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة في مدينة القدس والضفة الغربية.

ويقول مرشد وهو يعمل موظفا حكوميا في القطاع لـ ((شينخوا)) إن السلطات الإسرائيلية صعدت ممارساتها في المسجد الأقصى وضد المصلين في رمضان الماضي وكذلك في الضفة الغربية في ظل التزام من قبل الفصائل الفلسطينية وأخيرا مسيرة الأعلام.

وأضاف مرشد أن الإجراءات الإسرائيلية وصلت ذروتها وهذا يجعل الفصائل الفلسطينية في موقف لابد من الرد على ذلك ولكن في إطار "مضبوط" لا يسمح بالدخول في مواجهة عسكرية كبرى كما جرى العام الماضي.

ومثل الحديث عن عودة التوتر مرة أخرى صدمة لدى أصحاب المنازل التي دمرت في الموجة الأخيرة.

وأبدى أصحاب تلك المنازل تخوفهم من عودة التوتر من جديد ما يتسبب بدمار مباني سكنية جديدة في القطاع ويؤخر بناء منازلهم المدمرة والبقاء أعوام طويلة بين الشقق المستأجرة. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين
 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号