بقلم جميل شيو

قسم اللغة العربية في كلية اللغات الاجنبية في جامعة بكين

العقل السليم في الجسم السليم. تسن حكومات الدول المختلفة قوانين متنوعة لتشجيع الشباب على الاشتراك في الأنشطة الرياضية، ومن بين هذه القوانين قانون حافز التفوق الرياضي. الحافز الرياضي نظام معمول به في مصر والصين. بالطبع، يتشابه كلاهما ولكن أحدهما يختلف عن الآخر مع اختلاف أوضاع الدولتين. من خلال المقارنة بين القرار الوزاري المصري رقم ٢٠٦ لسنة ٢٠١٦ لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وقواعد القبول في الجامعات الصينية، هذه المقالة توضح الفروق بين القوانين الصينية والمصرية لحافز التفوق الرياضي. لعلها تعزز الفهم المتبادل بين الصين ومصر، بالإضافة إلى التعرف على مزيد من الثقافات الاجتماعية الصينية والمصرية.

١ – أنوع حافز التفوق الرياضي

بعد تحليل الفروقبين القوانين الصينية والمصرية لحافز التفوق الرياضي بالتفصيل، لا بد من التعرف على أنواع هذه القوانين ومضامينها.

١) الصين

يمكن تقسيم القوانين الصينية لحافز التفوق الرياضي إلى نوعين وهما "القبول الخاص" و"فرق اللاعبين على المستوى العالي".

أ – القبول الخاص: قانون القبول الخاص يتيح للطلاب الحاصلين على شهادات إتمام شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها من الشهادات أو دبلومات المدارس الثانوية الفنية، المختصين بالتدريب الرياضي أو الكونغفو أو الألعاب الرياضية التقليدية الصينية الفرصة بأن يلتحقوا بالمعاهد أو الجامعات الرياضية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم والإدارة العامة للتربية الرياضية دون المشاركة في امتحان الثانوية العامة. ويمكن تقسيم امتحان القبول الخاص إلى جزئين وهما الامتحان الثقافي في أبريل كل عام والاختبار الرياضي من يناير إلى مارس (الألعاب الشتوية) أو من أبريل إلى مايو(الألعاب الأخرى) كل عام. للمعاهد والجامعات الحق في تحديد كشوف أسماء القبول حسب المجموع الكلي الشامل وعدد القبول المخططله كل عام. على ألا يكون كل من المجموع الثقافي والمجموع الرياضي أقل من المجموع المعتمد من الإدارة العامة للتربية الرياضية. وإذا رسب الطالب في امتحان القبول الخاص، لديه الفرصة للمشاركة في امتحان الثانوية العامة.

ب – فرق اللاعبين على المستوى العالي: قانون فرق اللاعبين على المستوى العالي هو القانون الخاص لللاعبين في الدرجة الثانية على الأقل. فعلى اللاعبين بعد الالتحاق بالجامعات أن يشتركوا في مسابقات البطولات أو الدورات الرياضية الجامعية للفوز بالبطولات للجامعات. ينبغي للطلاب القيام بامتحان خاص للمهارات الرياضية وامتحان الثانوية العامة. إذا نجح الطالب في الامتحان الخاص للمهارات الرياضية، فستمنحه الجامعات حافز التفوق الرياضي. وللجامعات الحق في اختيار ألعاب القبول من الألعاب المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، وتحديد كشوف أسماء القبول حسب المجموع الكلي لامتحان الثانوية العامة.

٢) مصر

يمنح الطلاب المصريون في امتحانات شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة أو ما يعادلها من الشهادات أو دبلومات المدارس الثانوية الفنية، الحاصلون على بطولات أو دورات رياضية، درجات تضاف إلى المجموع الكلي. وتتم إضافة الدرجات بمكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد. عدد طلاب الثانوية العامة الحاصلين على الحافز الرياضي لتفوقهم الرياضي بالتربية والتعليم في عام ٢٠٢١ تجاوز عدد ١٢٠٠ طالب وطالبة، فيما بلغ عدد الطلاب الحاصلين على درجات التفوق الرياضي التابع لوزارة الشباب والرياضة أكثر من ٧٥٠ طالب وطالبة.

٢ – الفروق بين القوانين الصينية والمصرية لحافز التفوق الرياضي

بعد التعرف على أنواع حافز التفوق الرياضي في الصين ومصر، سنقوم بتحليل الفروق بالتفصيل في السطور التالية.

١) الفرق في شروط الحافز الرياضي

يشترط القانون المصري على الطلاب الحصول على البطولات أو الدورات الرياضية بينما يشترط القانون الصيني الحصول على شهادة اللاعب بالدرجة الثانية على الأقل. تبدو السياستان مختلفتين للوهلة الأولى ولكنهما متشابهتان في الواقع، نظرا للمعيار الصيني لاختيار لاعب الدرجة الثانية، ويعد الاشتراك في البطولات أو الدورات الرياضية الوطنية من طرق الحصول على حافز التفوق الرياضي في مصر. وكذلك في الصين، فبالنسبة إلى لاعبي معظم الألعاب مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة، يعد الاشتراك في فرق البطولات أو الدورات الرياضية الوطنية (لا يشترط الفوز بالجوائز وهذا الفرق الصغير الوحيد بينهما) هو من طرق الحصول على شهادات اللاعب بالدرجة الثانية. 

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الطالب الصيني الاختبار الرياضي، وهو اختبار لا يؤديه الطالب المصري.

٢) الفرق في أشكال الحافز

يتمثل حافز التفوق الرياضي المصري في الدرجات المضافة، بينما قانون فرق اللاعبين على المستوى العالي في الصين تركز على التفوق الرياضي ولا تشترط الحصول على مجموع قبول عالي. وعلى هذا، إذا نجح الطالب في الامتحان الخاص للمهارات الرياضية، يمكنه الالتحاق بجامعات ومعاهد الدرجة الأولى بشرط أن يبلغ مجموعه الكلي مجموع القبول بجامعات ومعاهد الدرجة الثانية . أما قانون القبول الخاص في الصين، فالامتحان الثقافي التابع لها أسهل من امتحان الثانوية العامة دائما.

على الرغم من الاختلافات، تعمل كل القوانين الثلاثة على تحقيق نفس الهدف وهو تقليل صعوبة الامتحان الثقافي لأن التدريب الرياضي يشغل الطلاب المتفوقين بالرياضة عن الدراسة.

٣) الفرق في التخصصات الجامعية

للطلاب المستفيدين من قانون فرق اللاعيبين على المستوى العالي في الصين أو قانون حافز التفوق الرياضي في مصر الحق في اختيار التخصصات المفضلة. أما الطلاب المستفيدين من قانون القبول الخاص في الصين، فلا يمكنهم التخصص إلا في الرياضة.

٣ – السمات المشتركة

على الرغم من الاختلافات سابقة الذكر، لكن الأفكار المتمثلة في كل من القوانين الثلاثة متشابهة، ويتمثل التشابه في التالي:

١) العدل

مقارنة بالألعاب الفردية، الألعاب الجماعية أكثر عرضة للظلم. قد يوجد في الفريق شخص ما يريد الحصول على شيء مقابل لا شيء. لذا، حسب القرار الوزاري المصري رقم ٢٠٦ لسنة ٢٠١٦ لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، يشترط لمنح الطالب الحافز الرياضي في الألعاب الجماعية أن يشترك في المباريات اشتراكا فعليا بنسبة ٢٥% على الأقل.

٢) المرونة

مع أن نطاق ألعاب القبول تحدده الإدارات المختصة، تمنح الجامعات والمعاهد الحق في اختيار ألعاب القبول ضمن هذا النطاق وتحديد كشوف أسماء القبول حسب حاجاتها الواقعية.

٣) التوازن

قوانين حافز التفوق الرياضي تركزعلى التوازن بين المستوى الثقافي ومستوى المهارات الرياضية. فعلى سبيل المثال، يمكن للطالب الالتحاق بجامعات ومعاهد الدرجة الأولى بدرجات القبول بجامعات ومعاهد الدرجة الثانية حسب قانون فرق اللاعبين على المستوى العالي، ولكن ليس هذا إلا المعيار المبدئي. فللجامعات والمعاهد الحق في تحديد كشوف أسماء القبول النهائية حسب ترتيب الدرجات بمعنى أن الطالب إذا أراد الالتحاق بالجامعة المثالية فعليه بذل أقصى جهده لتحسين درجاته.

في النهاية، من أجل تبسيط الإجراءات وتحسين القوانين، لا بد من الاهتمام بالفروق بين القوانين الصينية والمصرية لحافز التفوق الرياضي والمثابرة على التعلم المتبادل لإصلاح العيوب؛ كذلك، ينبغي الاهتمام والتمسك بالسمات والمميزات المشتركة.