الحسكة ـ سوريا 20 مايو 2022 (شينخوا) انتقد العديد من السوريين تحقيق الجيش الأمريكي الأخير، الذي يرفض الادعاءات بأن الولايات المتحدة تتستر على مقتل المدنيين في سوريا، مؤكدين أن الولايات المتحدة تستهدف المدنيين في سوريا منذ فترة طويلة عبر الأسلحة الثقيلة ولا تحترم القانون الدولي.

وأعرب عدد من السوريين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في محافظة الحسكة، عن استيائهم وغضبهم من مزاعم التقرير الصادر عن الجيش الأمريكي بأن القوات الأمريكية لم تكن مسؤولة عن قتل المدنيين في بلدة الباغوز بمحافظة دير الزور الشرقية العام 2019.

وتراوحت الإدانة بين من اتهموا الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان إلى من اتهموها بسرقة الموارد السورية وتعريض حياة المدنيين للخطر.

وأشار السوريون إلى أن عددا من السوريين شاهد بأم عينه الضربات الأمريكية التي كانت تستهدف المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لكنها لم تكن تأخذ بعين الاعتبار حياة المدنيين الأبرياء الذين كانوا يعيشون في مثل هذه المناطق في شمال وشمال شرق سوريا.

وقال غالب العنزي، وهو نازح من ريف دير الزور لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه شاهد الممارسات الأمريكية أثناء إقامته في دير الزور، قائلا إن الولايات المتحدة لا تهتم بحماية المدنيين في سوريا.

وأضاف أن المدنيين في دير الزور استُهدفوا بكل أنواع الأسلحة التي أطلقتها الولايات المتحدة في حربهم والتي حسب قوله، كانت تستهدف تنظيم (داعش) ظاهريا، لكنها في الواقع أدت إلى تدمير المنازل والبنية التحتية ونزوح المدنيين وموت غيرهم.

وقال العنزي إن الولايات المتحدة قصفت الباغوز دون تردد.

وتابع يقول "لا يوجد قانون في الجيش الأمريكي لحماية المدنيين، الجميع مستهدف من قبل الولايات المتحدة التي تستخدم الأسلحة الثقيلة والخفيفة وجميع أنواع الأسلحة"، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تلتزم بأي شيء يسمى حقوق الإنسان.

وأضاف إن "الجريمة في بلدة الباغوز هي جريمة مروعة ارتكبتها الولايات المتحدة دون ان يرف لها جفن"، مؤكدا أن السوريين مستهدفين من قبل الولايات المتحدة.

من جانبه، قال عبد الكريم الدليمي، وهو نازح سوري آخر يعيش في الحسكة لـ(شينخوا) إنه نزح من مناطق تسيطر عليها القوات الأمريكية ومليشيا قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا باسم (قسد) في شمال شرق سوريا، لعدم وجود أمان في المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.

وتابع يقول إن الولايات المتحدة هي التي تقف وراء مذبحة الباغوز لأن تحالفها هو من ضرب المنطقة بحجة استهداف تنظيم (داعش).

حتى أنه انتقد الفكرة الأمريكية الكاملة لحماية المدنيين، قائلاً إنه كان ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية فتح ممرات آمنة للمدنيين للفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قبل إرسال وابل من النيران لقتل جميع الكائنات الحية على الأرض.

وقال الدليمي "عندما وقعت هذه المذبحة، كان ينبغي على الجيش الأمريكي أن يأمن ممرات إنسانية آمنة للمدنيين قبل ارتكابها العدوان"، لافتا إلى أن الجيش الأمريكي دائما ينتهك حقوق الانسان خصوصا عندما نفذ مذبحة الباغوز.

وتابع يقول "الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي للارهاب والعدوان على المدنيين، ولو كان الأمريكي يهتم للإنسان كان عليه أن يغادر دير الزور والرقة والحسكة ويترك المناطق التي يسيطر عليها، اذا كان فعلا جاء كما يدعي لحماية المدنيين من تنظيم (داعش)"، مؤكدا أنه "طالما الأمريكي موجود فهناك خطر على المدنيين".

من جانبه، قال غسان خليل محافظ الحسكة لـ(شينخوا) إن الولايات المتحدة دمرت عدة بلدات في شمال وشمال شرق سوريا دون أي اعتبار للمدنيين الذين عاشوا هناك.

وقال إن الوجود الأمريكي في سوريا غير شرعي، لقد أقاموا قواعد غير شرعية وكذلك السجون، مضيفا أن "الأمريكان سرقوا محاصيل القمح والنفط ومارسوا كل أنواع الأشياء التي تتعارض مع حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية".

وشدد على أن "ممارسات المحتلين الأمريكيين معادية ولا تتوافق مع القانون الدولي".

يشار إلى أن صحيفة (نيويورك تايمز) ذكرت أن سلاح الجو الأمريكي نفذ في 18 مارس العام 2019 غارة على معسكر يأوي عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في بلدة الباغوز بدير الزور، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 70 مدنيا بينهم نساء وأطفال.

وزعم البنتاغون أن معظم القتلى في الغارة على الباغوز كانوا من مقاتلي تنظيم داعش.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في مؤتمره الصحفي يوم الثلاثاء الماضي إن 52 من مقاتلي (داعش) قتلوا في الغارة بينهم صبي، وأضاف أن أربعة مدنيين بينهم امرأة وثلاثة أطفال قتلوا أيضا.

وأشار إلى أن 15 مدنيا أصيبوا بجروح، بينهم 11 سيدة و 4 أطفال، لافتا إلى أن التحقيق لم يخلص إلى وجوب تحميل أي شخص المسؤولية.