رام الله 10 مايو 2022 (شينخوا) أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) إنشاء مجلس محلي استيطاني في الضفة الغربية لأول مرة منذ 24 عاما، محذرة من أن الخطوة تؤدي إلى تعميق الاستيطان وشرعنته في الأرض الفلسطينية.

ووقع القائد العسكري للمنطقة الوسطى (الضفة الغربية) في الجيش الإسرائيلي يهودا فوكس أمس الاثنين على أمر يقضي بتوحيد مستوطنتي "عيتس أفرايم" و"شعاري تيكفا" ضمن مجلس محلي استيطاني واحد، بحسب ما أفادت صحيفة (يسرائيل هيوم) اليوم الثلاثاء.

وقالت الصحيفة إن أمر فوكس حظي بدعم ومصادقة من وزيرة الداخلية الإسرائيلية أييليت شاكيد ووزير الدفاع بيني غانتس، مشيرة إلى أن المرة الأولى منذ 24 عاما يتم الإعلان عن إقامة مجلس استيطاني في الضفة الغربية.

وتأتي الخطوة بعد أيام من إعلان صحيفة (هآرتس) العبرية الجمعة الماضية عزم إسرائيل المصادقة على بناء 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة نهاية الأسبوع الجاري هي الأولى من نوعها منذ أكتوبر الماضي ضمن 25 خطة بناء في العديد من مستوطنات الضفة الغربية.

واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه الهجوم الاستيطاني المتصاعد يندرج في إطار عمليات الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية بهدف إغلاق الباب نهائياً أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967.

واتهم البيان الحكومة الإسرائيلية بالسباق مع الزمن لحسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال وفقاً لخارطة مصالحها الأمر الذي يحول الحديث عن عملية السلام والمفاوضات وحل الدولتين إلى خيالي وغير واقعي.

وقال البيان إن إسرائيل تشن حربا سياسية على المستويات الدولية كافة لدفع المجتمع الدولي للتسليم بالتغييرات التي يفرضها الاستيطان عنوة في ساحة الصراع، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مواقفها المعادية للسلام ومشاريعها الاستيطانية التي تخرب أية جهود مبذولة للعودة إلى المفاوضات.

وأعرب البيان عن استغراب الوزارة من أن طرح المشاريع الاستيطانية يأتي في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل الأسابيع القادمة، وفي ظل تأكيدات علنية على رفض الإدارة الأمريكية وإدانتها للاستيطان.

في المقابل، رحب رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات في الضفة الغربية يوسي دغان بالخطوة، معتبرا أن توحيد السلطات وإنشاء مجالس محلية للمستوطنات ستسهم في تعزيز وتطور المشروع الاستيطاني.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي.

ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسة لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف العام 2014.

ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.