بقلم ون سه

خبيرة في السياسة الدولية

11 مارس 2022 / شبكة الصين / تحتضن العاصمة الصينية بكين دورة الألعاب البارالمبية الشتوية منذ 4 مارس والتي تستمر حتى 13 مارس 2022، وذلك بعد النجاح الباهر الذي حققته دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين. وقد تابع المهتمون من أرجاء العالم حفل الافتتاح للألعاب البارالمبية في ملعب "عش الطائر" ليلمس الجميع فرح المشاركين ونجاح الصين في تنظيم الحفل بكل تفاصيله وترتيباته الرائعة. تميز حفل الافتتاح بالبساطة تحت عنوان "ازدهار الحياة" ليقدم صورة عن المزيد من الأمل لـ"التحسين الذاتي المستمر، والاختراق الذاتي" لذوي الاحتياجات الخاصة. وقد شارك في الحفل الافتتاحي 30% من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال استعراضات الرياضيين وإشعال الشعلة البارالمبية، وكان شعار العرض "الإلهام" والذي قدم تاريخ الألعاب البارالمبية وروحها. يُعتبر هذا الحدث الرياضي مهما محليا وعالميا، وقد حضر حفل الافتتاح الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس اللجنة البارالمبية الدولية أندرو بارسونز وكبار المسؤولين.

شهدت هذه الدورة من الألعاب البارالمبية الشتوية مشاركة الرياضيين من 48 دول ومنظمة بما يزيد عن 600 رياضي وذلك رغم كل التحديات التي يمر بها العالم إثر جائحة كوفيد-19، وقد برهنت الصين قدرتها الكبيرة في احتضان هذا الحدث الاستثنائي بكل ما أقامته من تسهيلات وتقنيات مفيدة للرياضيين وإجراءات احترازية لسلامة الجميع. وقد شارك 96 رياضيا من الصين في هذه الدورة البارالمبية وهي أكبر مشاركة للصين من حيث عدد الرياضيين في تاريخ الألعاب كما أنها المشاركة السادسة لها، ويوجد 78 تخصصا من الألعاب عبر جميع الرياضات الست التي يشارك فيها الفريق الصيني.

قدم المشاركون في دورة الألعاب البارالمبية الشتوية المزيد من الأمل وصورة مثالية للمثابرة الصادقة التي تسجل النجاح، كما عبر المشاركون عن ارتياحهم الشديد للملاعب والتقنيات التي عملت الصين على توفيرها خلال هذه الألعاب التي شهدت متابعة كبيرة من قبل الصينيين وخاصة بعد النتائج المشرفة التي حققها الفريق الصيني خلال الأولمبياد الشتوي.

ستواصل الصين تشجيع المواطنين للإقبال أكثر على الرياضات الشتوية وخاصة بعد تجربتها في احتضان الألعاب الشتوية الأولمبية والبارالمبية، حيث نجحت البلاد حتى الآن في دفع أكثر من 300 مليون شخص للمشاركة في الألعاب الشتوية بالإضافة إلى توفير قاعات ومساحات أكثر للرياضات ذات الصلة، وبالرغم من أن هذه الرياضات الجليدية تعتبر نوعا ما جديدة على الصينيين، إلا أنها أصبحت تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الأعمار، إذ تتوجه العائلات الصينية إلى ترسيخ مفهوم الرياضات الجليدية في عاداتها الرياضية.

لقد قامت الصين بمجهودات كبيرة لتجعل المشاركين ذوي الاحتياجات الخاصة يتمتعون بأريحية أكبر خلال مشاركاتهم في هذه الدورة، من خلال جعل المرافق خالية من العوائق وجعلها تتماشى مع احتياجات الرياضيين، وتشغيل منطقة خاصة بصيانة الكراسي المتحركة والأطراف الاصطناعية وأجهزة التقويم، الأمر الذي يضمن سلامة كل المعدات الخاصة بالمشاركين. حيث شهدت الألعاب البارالمبية إشادة كبيرة من الرياضيين فيما يخص الملاعب وجودة مساحات التزلج، والتنظيم داخل القرى الرياضية وأيضا احترام وحماية مصالهم الخاصة وتجسيد روح المساواة لكل المشاركين.

كما لعب التطور التكنولوجي دورا كبيرا في نجاح الألعاب الرياضية الشتوية في بكين هذا العام، إذ ساعدت التقنيات المتقدمة في توفير ملاعب مناسبة جدا لكل الرياضيين سواء في الألعاب الأولمبية أو البارالمبية الشتوية، من خلال استخدام أنفاق هوائية تساعد الرياضيين للتمتع بأوضاع ديناميكية تقاوم الهواء، وأيضا التقنيات المستعملة في المسارات الانزلاقية التي تتمتع بسلاستها، بالإضافة إلى التقنيات العالية التي تعمل على توفير قدر أكبر من السلامة الرياضية والدقة.

راهنت الصين على نجاح الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية بتطبيق مبدأ "كلفة أقل وأولمبياد خضراء" والمقصود من ذلك إقامة الألعاب من خلال بنية تحتية صديقة للبيئة وتنمية خضراء وتوخي طابع أيكولوجي جديد وأيضا تطبيق سياسة صينية ناجعة في مكافحة تفشي الوباء أثناء الأولمبياد من خلال سلسلة من الإجراءات الوقائية والاحترازية، ونجاح القائمين على سلامة الرياضيين وكل الحاضرين. وقد أكد النجاح الصيني خلال الأولمبياد أن الإصرار على تحقيق النجاح الشامل بنفس المعايير للألعاب الأولمبية والبارالمبية يتكون من عوامل متعددة أهمها: التنظيم المحكم، التدريبات الناجحة للرياضيين، توفير بيئة مناسبة لاحتضان الأحداث الرياضية العالمية والتطبيق الشامل لكل الإجراءات الاحترازية. إن الاهتمام بكل الجزئيات وبنفس المستوى العالمي لكل الأحداث الرياضية، جعل من بكين تستحق عن جدارة لقب "المدينة الأولمبية المزدوجة" المثالية وساحة عالمية مريحة للرياضيين، وهو ما يعكس الإنجازات الكبيرة التي أحرزتها الصين في مجال استضافة الأحداث الرياضية العالمية.