بكين 7 مارس 2022 (شينخوا) حث عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الاثنين) الولايات المتحدة على إعادة سياستها تجاه الصين إلى المسار الصحيح مسترشدة بالعقل والبراغماتية، وإعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح المتمثل في التمتع بالتنمية الصحية والمستقرة.

وفي مؤتمر صحفي على هامش الدورة الخامسة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني، قال وانغ إنه يجب على الصين والولايات المتحدة أن تستبدل المبادئ الثلاثة للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بثلاثية "التنافس - التعاون - الخصومية".

وأوضح أن المنافسة بين الدول الكبرى لا ينبغي أن تكون هي النظام اليومي، وأن اللعبة الصفرية ليست الخيار الصحيح.

وأضاف وانغ أنه في عالم يتسم بالعولمة والاعتماد المتبادل، كيف سيجد البلدان الطريق الصحيحة للمضي قدما وكيف يمكنهما التماشي مع بعضهما البعض، هو سؤال جديد للبشرية وصياغة يجب أن تتوصل إليها الصين والولايات المتحدة معا.

وفي إشارة إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الـ50 لـ"بيان شانغهاي"، قال وانغ إن الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة تبني القناعة التي ساعدت البلدين في كسر الجليد قبل خمسة عقود والانطلاق في رحلة جديدة.

ومع ذلك، قال وانغ إن الولايات المتحدة لا تزال تبذل جهودا كبيرة للانخراط في منافسة شديدة ولعبة صفرية مع الصين، مضيفا أنها تواصل استفزاز الصين بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، وتتخذ سلسلة من الإجراءات لتجميع التكتلات الصغيرة لقمع الصين.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات لا تضر فقط بالعلاقات الثنائية الشاملة، ولكنها تقوّض أيضا السلام والاستقرار الدوليين، قائلا "ليست هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تتصرف بها قوة مسؤولة، أو التي تقوم من خلالها دولة موثوق بفعل الأشياء".

وقال وانغ إن الصين، باعتبارها دولة مستقلة ذات سيادة، لها كل الحق في القيام بما هو ضروري للدفاع بحزم عن مصالحها المشروعة.

وأوضح أن وضع "معايير ديمقراطية" وفق النموذج الأمريكي أمر غير ديمقراطي.

وخلال مؤتمر صحفي، قال وانغ إن ما تسمى "القمة من أجل الديمقراطية" التي عقدتها الولايات المتحدة العام الماضي استبعدت ما يقرب من نصف دول العالم، مشيرا إلى أن هذا في حد ذاته اعتداء على روح الديمقراطية، وأن عقد مثل هذه القمة مجددا لن يحظى بشعبية.

وأشار إلى أن الحضارة الإنسانية، إذا ما قورنت بحديقة، يجب أن تكون مكانا متنوعا تتفتح فيه الديمقراطيات في مختلف البلدان مثل مئات الأزهار.

وقال وانغ إن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى باسم الديمقراطية لن يؤدي سوى إلى الإضرار بشعوب تلك الدول.

وأضاف أن "وضع النظام الخاص بدولة ما على قاعدة تمثال لا يتعارض فقط مع روح الديمقراطية، ولكنه ينذر بكارثة للديمقراطية".

وفيما يتعلق باستراتيجية إندو-باسيفيك الأمريكية، قال إن الهدف الحقيقي للاستراتيجية الأمريكية هو إنشاء نسخة للناتو في تلك المنطقة.

قال وانغ إن الاستراتيجية الأمريكية تصبح نموذجا لـ"سياسة الكتلة"، مشيرا إلى أنها تسعى إلى الحفاظ على نظام الهيمنة الذي تقوده الولايات المتحدة، وتقويض بنية التعاون الإقليمي التي تركز على الآسيان، وتقويض المصالح الشاملة وطويلة الأجل لدول المنطقة.

ولفت إلى أن الإجراءات الضارة تتعارض مع الطموح المشترك للمنطقة في السلام والتنمية والتعاون وتحقيق نتائج مربحة للجميع، ومحكوم عليها بالفشل.

وفي إشارة إلى أن منطقة آسيا-الباسيفيك أرض واعدة للتعاون والتنمية وليست رقعة شطرنج للمنافسة الجيوسياسية، أعرب وانغ عن ترحيب الصين بجميع المبادرات التي تلبي الحقائق الإقليمية وحاجات الأطراف المعنية، ومعارضتها الحازمة لجميع الأعمال التي تؤدي إلى المواجهة ومعسكرات التنافس في المنطقة.

كما أعرب وانغ عن استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف لتعزيز منصة واسعة وشاملة للتعاون في منطقة آسيا-الباسيفيك تؤدي إلى مجتمع مصير مشترك في منطقة آسيا-الباسيفيك.