arabic.china.org.cn | 08. 11. 2021

لمحة ذاتية: شي جين بينغ ... الرجل الذي يقود الحزب الشيوعي الصيني في رحلة جديدة

في الصورة الملتقطة أول يوليو 2021، شي جين بينغ يلقي خطابا هاما في حفل بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في بكين.


ثمة عدد قليل من الأحزاب السياسية حول العالم يتمتع بمثل هذا التاريخ الطويل والفترة المتواصلة من حوكمة البلاد. حكم الحزب الشيوعي الصيني الصين على مدار 72 عاما. وفي الوقت الراهن، يعد شي نواة قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وقبله، أمضت أجيال من الجماعات القيادية المركزية عقودا مع ماو تسي تونغ و دنغ شياو بينغ و جيانغ تسه مين و هو جين تاو كممثلين رئيسيين.

ومنذ انتخابه أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر عام 2012، يُنظر إلى شي على أنه رجل تصميم وعمل، ورجل أفكار ومشاعر عميقة، ورجل يرث إرثا لكنه لديه الجرأة على الابتكار.

وذكرت قناة "نيوز آسيا" أن الصين تحت قيادته، تتحول إلى دولة قوية، وتدخل حاليا إلى عصر ذهبي آخر.

وفي غمار الرحلة الجديدة، فإن شي، بلا شك، هو الشخصية المحورية لتخطيط مسار التاريخ. فكيف سيقود الحزب في ظل الفرص والتحديات؟ وكيف سيعيد الصين إلى صدارة المسرح العالمي؟ اليوم، يتابع العالم شي عن كثب مثلما فعل تماما قبل تسعة أعوام.


-- المضي قدما مع الشعب

في سبتمبر، وخلال جولة تفقدية لقرية قاوشيقو في مقاطعة شنشي بشمال غربي الصين، توقف شي عند الأراضي الزراعية ليفحص المحاصيل ويتحدث إلى القرويين العاملين في الحقول. وأشاد شي بإنجازات تخفيف الفقر على الصعيد المحلي. وكانت قاوشيقو قرية فقيرة في السابق، لكنها اليوم باتت مزدهرة بفضل العمل الدؤوب للكوادر والقرويين.

انضم شي إلى الحزب الشيوعي الصيني في عام 1974، وكان حينها في قرية ليانغجياخه، على بعد حوالي 150 كيلومترا من قرية قاوشيقو، بمقاطعة شنشي. كان عمره 15 عاما فقط عندما وصل إلى ليانغجياخه في عام 1969 بوصفه "شابا مثقفا". وأمضى الأعوام السبعة اللاحقة يعيش في القرية الصغيرة على هضبة اللوس الريفية، حيث كان في نهاية عمله اليومي يعود إلى مسكنه البدائي داخل كهف وينام على سرير بسيط من الطين. واستغرق الأمر منه 38 عاما وشغل مناصب على عدة مستويات ضمن التسلسل الهرمي للحزب حتى ترقى إلى المنصب الأرفع.

بعد انضمامه إلى الحزب الشيوعي الصيني، أضحى شي سكرتير لجنة الحزب بقرية ليانغجياخه. وقال أحد زملائه في القرية إن شي "عمل بكل إخلاص، وكان لديه العديد من الأفكار، واستطاع توحيد الناس والكوادر".

ولدى تذكره أوقاته في القرية الفقيرة، قال شي إن أهم شيء بالنسبة له كان تمكين القرويين من "تناول اللحم على موائدهم".

ولتحسين حياة أولئك الناس، أطلق شي عدة مشاريع، شملت حفر آبار وبناء حقول مدرجة وإنشاء صهاريج لتوليد غاز الميثان. وكان لهذه المشاريع البسيطة تأثير كبير على حياة القرويين وعملهم ومواقفهم.

وخلال وقت فراغه، نَهِمَ الشاب شي في قراءة أكبر عدد ممكن من الكتب. وقرأ على نحو خاص كتاب "رأس المال" ثلاث مرات، وملأت أفكاره وتأملاته حول هذا الكتاب المؤثر 18 دفتر ملاحظات.

كان والده، شي تشونغ شيون، بين الجيل الأول للقادة المركزيين للحزب الشيوعي الصيني. وكان شي جين بينغ في أغلب الأحيان يستدعي الحكمة التي ورثها عن شي الأب. ومع تأثره بكتاب مدرسي أحبه كثيرا، قرر شي أن يحمل الشعلة الثورية منذ سن صغيرة.

في عام 1975، التحق شي بجامعة تسينغهوا العريقة في بكين. وبعد تخرجه عمل أولا في المكتب العام للجنة العسكرية المركزية قبل أن ينتقل إلى محافظة تشنغدينغ بمقاطعة خبي في شمالي الصين عام 1982.

ولدى تذكره الانتقال إلى تشنغدينغ، قال شي إنه تطوع للعمل على مستوى القواعد الشعبية بين الشعب. وقال إنه أراد أن "يحب الشعب مثلما يحب والديه".

وبعد تشنغدينغ، أخذته مهنته السياسية إلى مقاطعتي فوجيان وتشجيانغ الساحليتين ومدينة شانغهاي. وأينما ذهب، كانت علاقاته الوثيقة مع الناس ملحوظة. وكتب مقالات مؤثرة تخليدا لذكرى أصدقائه وزملائه المتوفين في تشنغدينغ. واستخدم ماله الخاص للمساعدة في تمويل العلاج الطبي للقرويين من ليانغجياخه.

ويمكن رؤية رعاية شي للشعب في كل جوانب عمله. ولا يزال تشانغ هونغ مينغ، أحد زملاء شي في تشجيانغ، يتذكر موقف شي وأخلاقه في عمله عندما ضربت المقاطعة أعاصير قوية.

واستذكر تشانغ توجيهات شي التي قال فيها "إنه حتى إذا كان تسعون بالمئة من عمليات الإجلاء التي نقوم بها لا تعني شيئا، فإننا لا نزال بحاجة للقيام بها لضمان السلامة المطلقة للشعب".

وقال ليو جينغ بي، الأستاذ بأكاديمية القيادة التنفيذية الصينية في حي بودونغ بشانغهاي، إن فلسفة شي المتمحورة حول الشعب توضح لماذا أمر ببذل جهود حثيثة لإنقاذ حياة الناس بأي ثمن خلال وباء كوفيد-19.

في عام 2007، عاد شي إلى بكين ليكون عضوا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وتبوأ بعد ذلك منصب نائب الرئيس الصيني. وأشرف على مجالات بينها بناء الحزب والعمل التنظيمي وشؤون هونغ كونغ وماكاو والاستعدادات لأولمبياد بكين عام 2008.

وترقى شي، وكان في الـ59 من عمره، إلى أرفع منصب بالحزب في نوفمبر عام 2012. وبعد ذلك بنحو شهر تحدى برد الشتاء لزيارة قرويين فقراء في مقاطعة خبي. ولدى جلوسه معهم، سأل شي عن دخلهم وما إذا كان لديهم ما يكفي من الغذاء والألحفة والفحم لينعموا بالدفء خلال الشتاء. وقال شي إن قلبه شعر بالأسى عندما رأى أن بعض القرويين لا يزالون يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية.


<   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号