مقالة خاصة: الشخصية الوطنية الصينية الواثقة والمسؤولة والمتفانية والمنفتحة تتجلى خلال 70 عاما arabic.china.org.cn / 09:02:11 2019-08-30
-- شخصية متفانية كانت هوانغ ون شيو، التي توفيت في الثلاثين من عمرها، ما زالت تفكر في سلامة وسعادة سكان قريتها حتى اللحظات الأخيرة من حياتها. ونقل هوانغ تشونغ جيه، والد هوانغ، عن الفتاة قولها حينما افترقا في ليل السابع عشر من يونيو: "أنا قلقة بشأن احتمال تضرر قرية بايني من الأمطار الغزيرة . عليّ أن أعود مسرعة". كانت هوانغ رئيسة لجنة الحزب في قرية بايني بمحافظة لهيه، وهي قرية معزولة بمنطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ الواقعة جنوبي الصين. ولقيت هوانغ مصرعها في فيضان مفاجئ داهمها تلك الليلة في طريق عودتها إلى قرية بايني، حيث كانت تقود جهود تخفيف حدة الفقر هناك منذ مارس 2018. زارت هوانغ جميع الأسر الفقيرة، وعددها 195، في القرية لتطلع على الصعوبات التي تواجهها ولإيجاد الوسائل لمساعدة تلك الأسر على كسب مزيد من المال. وأحد الحلول التي قدمتها هوانغ كان زارعة الفاكهة والمحاصيل التي تدر مزيدا من الربح. ولتعزيز مبيعات المنتجات المحلية، أنشأت هوانغ مركزا لخدمة التجارة الإلكترونية، ما ساهم في زيادة دخل كل مزارع يزرع البرتقال بما يزيد على 2500 يوان في العام الماضي. وبفضل جهود هوانغ، جرى انتشال 418 شخصا من سكان القرية، من الفقر عام 2018، مع انخفاض نسبة الفقر بالقرية من 22.9 إلى 2.7 بالمائة. وهوانغ ليست سوى واحدة من آلاف المسؤولين الصينيين العاملين على مستوى القواعد الشعبية الذين أرسلوا إلى الجبهة الأمامية في المعركة ضد الفقر على مستوى البلاد، حيث تعهدت الصين بأن تجعل المواطنين الفقراء والمناطق الفقيرة تلحق بباقي البلاد في دخول مجتمع رغيد الحياة باعتدال، بحلول عام 2020. إن هذا التفاني الذي لا يلين في إطار حملة مواجهة الفقر قد ساعد أكثر من 700 مليون شخص صيني على التخلص من الفقر منذ عام 1978، حينما بدأت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح. وكانت الصين أول دولة نامية تتجاوز خط خفض الفقر المحدد وفق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية. وبنهاية عام 2018، انخفض عدد سكان الريف الصيني الواقعين تحت خط الفقر الوطني إلى 16.6 مليون، ومن المتوقع أن يتم انتشالهم جميعا من الفقر بحلول عام 2020. في السياق ذاته، تقدم الصين خبراتها ومساعداتها للبلدان الأخرى في إطار جهود تلك البلاد لخفض الفقر. وبحلول أكتوبر عام 2015، قدمت الصين مساعدات لنحو 166 بلدا ومؤسسة دولية تقدر بقرابة 400 مليار يوان، وأرسلت أكثر من 600 ألف من العاملين في مجال المساعدات إلى 69 دولة، وفقا للمكتب الوطني للإحصاءات. شخصية منفتحة: على جبل هوانغشان بمقاطعة أنهوي شرقي الصين، تنتصب إحدى أشهر أشجار الصين، وهي الشجرة المعروفة باسم ((صنوبرة الترحيب)). والشجرة تنبت من بين الصخور ولها فرع طويل يمتد فوق مدخل كهف، حيث تبدو الشجرة وكأنها ترحب بكل فرد يصل إلى هذا المكان، وهذا هو السبب الأساسي في إطلاق هذا الاسم عليها. وفي هذا السياق، قال هو شياو تشون، الحارس التاسع عشر للشجرة "إنها ترمز إلى كرم وانفتاح الشعب الصيني، وتفتح أذرعها للترحيب بالملايين من زوار الجبل من الداخل والخارج". ويمار أرسيلا، وهو رجل أعمال من كولومبيا يبلغ من العمر 48 عاما، أحد مئات الآلاف من الزوار الدوليين الذين حضروا لرؤية هذا الجبل. قبل 70 عاما، لم يكن يزور الصين سوى عدد قليل من الأجانب. وحتى يوليو 2019، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع 178 بلدا. وقد ارتفع عدد زوار الصين من الخارج إلى ما يزيد على 141 مليون شخص خلال العام الماضي. وبقدر ما يحب ويمار المناظر الطبيعية الصينية، فإنه يبدو مهتما بصناعة الأحذية في الصين، حيث يدير مصنعا للأحذية هناك. ويقول ويمار "أعجبت بمعرض الصين الدولي الأول للواردات الذي أقيم في شنغهاي العام الماضي. أتطلع إلى حضور المعرض الثاني هذا العام". واحتشدت 172 دولة ومنطقة ومنظمة دولية وأكثر من 3600 شركة في شنغهاي خلال المعرض الأول. وبلغت قيمة صفقات مشتريات السلع والخدمات المقررة لعام واحد التي جرى التوقيع عليها في المعرض الذي استمر 6 أيام، 57 مليار دولار أمريكي. ويتزامن انفتاح الصين مع سعيها إلى تحقيق التعاون والارتباط على المستوى العالمي. وفي عام 2013، اقترحت الصين مبادرة الحزام والطريق التي اجتذبت اهتمام المجتمع الدولي. وتوفر المبادرة التكنولوجيا والاعتمادات المالية للبلدان الأقل تقدما، ما يمكنّها من تشاطر نتائج العولمة، بحسب هانز هندرشيكه الأستاذ بمدرسة الأعمال التجارية بجامعة سيدني. وحتى الآن، وقعت الصين وثائق تعاون مع أكثر من 150 بلدا ومنظمة دولية في إطار مبادرة الحزام والطريق، الأمر الذي يحفز النمو الاقتصادي ويخلق الوظائف. ونما حجم التجارة البينية بين الصين والبلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة 9 بالمائة. وبالمقارنة مع السياسات الأحادية والحمائية التي تتبناها بلدان أخرى، توفر الصين الفرصة لتحقيق "رخاء سلمي مشترك" بين البلدان، حسبما يرى فرانسيسكو مارينجيو الخبير الإيطالي في الشؤون الصينية. وقال وليام جونز، وهو مدير مكتب مجلة أمريكية، إن مبادرة الحزام والطريق "منصة عمل تعرض كيف يتسنى للأمم أن تعمل معا وتحل خلافاتها على نحو ودي عبر التفاوض، وعبر الأخذ والعطاء، وعبر الحلول المربحة لكل الأطراف". وتابع "يجب أن يكون هذا توجه المستقبل".
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |