مقالة خاصة: الشخصية الوطنية الصينية الواثقة والمسؤولة والمتفانية والمنفتحة تتجلى خلال 70 عاما arabic.china.org.cn / 09:02:11 2019-08-30
بكين 30 أغسطس 2019 (شينخوا) يوافق هذا العام الذكرى السنوية السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وما يدهش الناس حول العالم أن الصين الجديدة، والتي كانت بالكاد تستطيع إطعام شعبها قبل 70 عاما، تحولت إلى دولة تعمل في الوقت الراهن على إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال في جميع المناحي. بعد أن مرت بموجات صعود وهبوط على مدار التاريخ، فإن الصين الآن بسكانها البالغ تعدادهم نحو 1.4 مليار نسمة، تجدد شخصيتها الوطنية عبر العمل الجاد والحكمة. --- شخصية واثقة: كان خط سكك حديد بكين - تشانغجياكو، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى ما قبل 110 أعوام، أول خط سكك حديد صممه وبناه الصينيون بأنفسهم. وبدأ الخط بسرعة 35 كم في الساعة لتصل سرعته الآن إلى 350 كم، ما يعد شاهدا على المدى الذي وصلت إليه "سرعة الصين". وهذا الخط الذي يربط بين بكين ومدينة تشانغجياكو بمقاطعة خبي شمالي البلاد، والذي خضع للتطوير والتحديث، سوف يلعب دورا مهما في النقل خلال دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية والمقررة في عام 2022. وفي السياق، قال يانغ تسون شين، رئيس محطة تشينغلونغتشياو، التي دفن بها تشان تيان يو مصمم هذا الخط، "إن هذا الخط لا يعد فقط انعكاسا للتنمية الاقتصادية الصينية والتقدم الذي شهدته الصين في العلوم والتكنولوجيا، وإنما يعد أيضا شاهدا على الروح الصينية المناضلة التي ترفض الاستسلام". واليوم تجاوز طول خطوط السكك الحديد فائقة السرعة الصينية 25000 كيلو متر، ومن المتوقع أن يصل إلى 30000 كم بحلول عام 2020، لتغطي 80 بالمائة من المدن الكبرى في البلاد. وفضلا عن ذلك، فإن الصين تساعد البلدان الأخرى في بناء السكك الحديد الخاصة بها. ومن خطوط السكك الحديد فائقة السرعة إلى أول مقاتلة ضخمة مصنوعة محليا في البلاد، ومن تخفيف حدة الفقر إلى الاقتصاد الرقمي المتصاعد، فإن تلك الإنجازات وروح العمل الجاد الابتكاري لدى الشعب الصيني التي تقف خلفها تضيف مزيدا من الطمأنينة والثقة لدى البلد صاحب ثاني أكبر اقتصاد في العالم. بحلول نهاية عام 2018، تجاوز الناتج الاقتصادي الصيني 90 تريليون يوان ( 12.57 تريليون دولار أمريكي)، مع اقتراب نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي من 10 آلاف دولار أمريكي. وقد ساهمت الصين بنحو 30 بالمائة من نمو الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة. هذا مع أن الصين كانت سجلت إجمالي ناتج محلي 67.9 مليار يوان فقط عام 1952. ويعيش في الصين الآن نحو 1.4 مليار نسمة، وتبلغ القوة العاملة منهم 900 مليون شخص. وقد بلغ عدد الأفراد العاملين في مجال الأبحاث والتطوير في الصين 4.18 مليون شخص في عام 2018، وهو أعلى معدل للعاملين في هذا المجال على مستوى العالم. وفي هذا الصدد، قال دونغ تشن هوا، وهو خبير يعمل في مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن "الشعب الصيني واثق بنفسه وقادر على تحويل الثقة إلى جهود على أرض الواقع تُحدِث اختلافا في حياته وفي التنمية المطردة للبلاد". -- شخصية مسؤولة: على مدى أكثر من 3 عقود، عاش تشاو فو تشو وزوجته حياة من العزلة في سايهانبا، أكبر غابة اصطناعية على وجه الأرض، والتي تقع شمالي الصين وتغطي مساحتها نحو 93 ألف هكتار. ويعمل تشاو وزوجته هناك حارسين يراقبان المنطقة ويبلغان عن أي دخان أو نيران. وتمثل غابة سايهانبا، التي تعد درعا بيئية تعمل على تخفيف آثار العواصف الرملية، أهمية كبيرة للغاية بالنسبة لجودة المياه والهواء في منطقة بكين - تيانجين. لكن تلك الغابة لم تكن أكثر من أرض قاحلة قبل نحو نصف قرن. لقد فُتحَت تلك المنطقة التي كانت مخصصة لرحلات الصيد الملكية، أمام أعمال قطع الأخشاب بهدف تعويض عجز مالي عانت منه البلاد أواخر عهد أسرة تشينغ الملكية (1644-1911)، لتتحول المنطقة سريعا إلى أرض جرداء تكاد تصبح صحراء. وبدأت جهود استصلاح تلك الأرض في أواخر ستينيات القرن العشرين. وكانت زارعة الأشجار مهمة صعبة في سايهانبا، حيث يستمر الشتاء سبعة أشهر وتنخفض درجات الحرارة إلى 43 درجة مئوية تحت الصفر. لقد كان على الأشجار أن تبقى على قيد الحياة متغلبة على الجفاف والصقيع والآفات. وفي الإطار، قال تشاو "شهدنا كيف كان صعبا تحول تلك الأرض القاحلة إلى غابة. نحن لا نستطيع أن نفقدها مجددا". إن معجزة سايهانبا أحد الأمثلة الدالة بقوة على المسافة الهائلة التي قطعتها الصين في مجال التشجير. وفي عام 2017، انتزعت مجموعة العمل العاملة في تشجير منطقة سايهانبا جائزة أبطال الأرض التي تمنحها الأمم المتحدة، نظرا لمساهماتها في استصلاح تلك الأراضي الطبيعية المتدهورة. وعقب عقود من النمو الاقتصادي القوي، توجهت الصين نحو التنمية الخضراء أو النمو المستدام. بذلت الصين جهودا هائلة خلال العقود الماضية في هذا الصدد، وشمل ذلك اعتماد أول قانون في العالم بشأن مكافحة التصحر واستعادة خضرة الأرض وحظر قطع أشجار الغابات للحصول على الأخشاب. وتظهر دراسة تستعين ببيانات حصلت عليها الأقمار الاصطناعية لوكالة ((ناسا)) في فبراير، أن الصين ساهمت بما لا يقل عن ربع الزيادة في مساحة الأرض الخضراء العالمية منذ أوائل القرن الحالي. لقد تعهدت الصين، التي كانت إحدى أولى الدول في التوقيع على معاهدة باريس بشأن تغير المناخ، بوقف زيادة انبعاثات الكربون بحلول العام 2030. ومن الحوكمة البيئية والاهتمام بقضية تغير المناخ إلى تقديم المساعدات الطبية الدولية وبعثات حفظ السلام ومهام المرافقة خارج البلاد، تلعب الصين دورا متزايد المسؤولية في معالجة القضايا العالمية وسط رياح الحمائية المعاكسة. ولنضرب مثلا بالمساعدات الطبية، فمنذ بدأت الصين توفير المساعدات الطبية لأفريقيا عام 1963، عالجت الفرق الطبية الصينية نحو 220 مليون مريض في 48 بلدا أفريقيا حتى العام الماضي، وذلك وفقا للجنة الوطنية للصحة. ويقول خبراء إن تلك المهام لم تكن أمورا سهلة بالنسبة لدولة نامية مثل الصين، وإن ما قامت به الصين قد يلهم البلدان الأخرى للاضطلاع بأدوارها.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |