13 نوفمبر 2018 / شبكة الصين / حقق معرض الصين الدولي للاستيراد الذي احتضنته بلدية شانغهاي شرقي البلاد على مدى ستة أيام، نجاحا باهرا أشاد به الجميع، وعكس خطى الصين الثابتة لتوسيع انفتاحها المالي ومواصلة تعزيز الانفتاح في قطاع الخدمات وتعميق الانفتاح في الزراعة والتعدين والتصنيع، فضلا عن تسريع عملية الانفتاح في قطاعات الاتصالات والتعليم والصحة والثقافة.

وخلف هذا النجاح الباهر، الذي خلق الفرص ووفّر سبل الراحة لأكثر من 3600 شركة عارضة من 172 دولة ومنطقة إضافة إلى قرابة 400 ألف زائر محلي وأجنبي؛ يقف متطوعون مجهولون، أشرفوا وساهموا في إدارة منظومة ضخمة من الأعمال.

وعلى مساحة تزيد عن 300 ألف متر مربع في مركز المؤتمرات والمعارض ببلدية شانغهاي، تنوعت مهامهم، فواصلوا العمل لخدمة ضيوف وزوار المعرض ورسم الابتسامة على وجوههم حتى يخرج المعرض الدولي للاستيراد بالمظهر اللائق الذي يتناسب مع قوة الحدث وتوقيته.

فقد جاء أول معرض استيراد عالمي ينظّم على المستوى الوطني ليوافق الذكرى الأربعين لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح وكذلك العام الخامس على إطلاق مبادرة "الحزام والطريق".

وقالت تشانغ نان، طالبة السنة الثالثة بكلية الإعلام التابعة لجامعة دونغ هوا، إنها سعيدة بتجربة مشاركتها في العمل التطوعي وخصوصا في هذا الحدث الكبير والمهم. 

وتستيقظ تشانغ خلال أيام المعرض في الساعة الخامسة صباحا وتقف بالساعات على قدميها هي وزملائها دون كلل أو ملل، فكل ما يتمنونه أن يخرج المعرض في أبهى صورة، وأنه لا يهم الحديث عنهم، بقدر حرصهم على أن يشاركوا في حدث عالمي كمعرض الصين الأول للاستيراد، وقالت "العالم أجمع يتابع الصين اليوم، ويجب أن يعمل الجميع في تناسق تام لضمان نجاحه".

وأشارت إلى أن جامعتها رشحت 200 طالب وطالبة لخدمة الصحفيين والمراسلين المحليين والأجانب في المركز الخاص بالمعرض، وقد استفادت كثيرا من تلك التجربة ومتابعة عمل الإعلامين وتغطياتهم.

وحقيقة الأمر، أنه لا يمكن لأي متابع لأعمال معرض الصين الدولي للاستيراد تخيله دون مساهمة المتطوعين الذين قدموا دعما كبيرا لإنجاح هذا الحدث الدولي الذي تنظمه الصين للمرة الأولى. حيث أصبح المتطوعون العنصر الأهم، خاصة في هذه المحافل، لتقديم المساعدة إلى الضيوف والزوار، وكسر حواجز تفرضها عوامل عدة تأتي اللغة في مقدمتها.

وكان عدد متطوعي هذا الحدث الكبير الذي احتضنته بلدية شانغهاي التي توصف بأنها "قاطرة الاقتصاد الصيني" والتي ارتبطت أكثر بسياسة الانفتاح الاقتصادي التي تبنتها الصين نهاية سبعينات القرن الماضي، نحو 5000 متطوعٍ ومتطوعة، للعمل في العلاقات الإعلامية والضيافة والاستقبال والعمليات التشغيلية واللوجستية والخدمات الطبية والترجمة وغيرها من المجالات العديدة.

وقالت الممرضة تشن تشن بمستشفى الصليب الأحمر بشانغهاي، إن مهمة الفريق الطبي المشارك في المعرض ضمان توفير الإسعافات الأولية ونقل الحالات التي تستدعي استشارة طبية إلى المستشفى في أسرع وقت.

وتحتاج تشن إلى التجول داخل الأجنحة، فهي تسير كل يوم نحو 5000 خطوة، لضمان التعامل السريع مع أية حالة طارئة، منوّهة إلى أن فريق التمريض المتواجد في المعرض مرتبط بتطبيق تراسل فوري للتبليغ عن أية حالة تحتاج إلى التدخل الطبي.

وقد شكّل المعرض فرصة مميّزة للمتطوعين ليكونوا جزءا فعالا من حدث عالمي، ويكتسبوا مهارات وخبرات قيمة عبر التعامل مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم، ومعايشة تجربة تطوعية منظمة ومتكاملة تعد الأكبر من نوعها في الدولة وتشكل أحد المنجزات العديدة لاستضافة المنتديات والمعارض في الصين.