عودة الحياة العصرية إلى البساطة والأصالة تضخ حيوية جديدة

في مايو عام 2017، ظهر نهر سانلي بالقرب من بوابة تشيانمن مرة ثانية بعد نصف سنة من الترميم، ليعكس المشهد التاريخي المتمثل في "وجود الجسور الصغيرة والمياه المتدفقة وبيوت الناس معا" أمام العالم.

وكان السيد يي يعيش بالقرب من هذه المنطقة، وقال إن هذه المنطقة كانت مليئة بالأزقة، وبعد إعادة البناء، استعادت المنطقة ملامحها التاريخية، مضيفا أن البيئة المعيشية لعامة الناس قد تحسنت بشكل كبير.

وقد عاشت الجدة تيان التي تجاوز عمرها 80 عاما في منطقة نهر سانلي لمدة أكثر من 70 عاما، ومازالت تعيش فيها حتى الآن للتمتع بنمط حياة سكان بكين الأصليين. وفي وقت الفراغ، تحب التجول حول نهر سانلي مع جيرانها القدامى. وشكل سكان بكين القدامى وحياتهم منظرا شعبيا لنهر سانلي أيضا.

وفي نهاية نهر سانلي يقع حي شيان يوي كو الذي يعد واحدا من 25 محمية تاريخية وثقافية هامة ببكين. وفي مايو عام 2011، افتتح شارع الأطعمة في حي شيان يوي كو بشكل رسمي، ويوجد في شارع الأطعمة الذي اشتهر بالأطعمة الكلاسيكية ذات خصائص بكين مطعم تشوان جوي ده للبط المشوي ومطعم بيان يي فانغ للبط المشوي وغيرهما من العلامات التجارية الشهيرة.

وعلى الرغم من أن المتاجر هنا جديدة، إلا أن جميعها تتمتع بخصائص بكين القديمة. وعلقت على بوابة المطاعم الشهيرة في الشارع أعلام ملونة ولوحات مختلفة وفوانيس حمراء. ويمكنك تجربة شراب الماش المخمر أو تناول البط المشوي وغيرهما من مأكولات بكين المميزة.

ويمثل شارع تشيانمن القريب من حي شيان يوي كو نموذجا يمزج الموضة العصرية مع الثقافة التقليدية، ورسمت عربات كهربائية قديمة ومحلات قديمة يتجاوز عمرها مائة سنة وحرف يدوية تقليدية ومأكولات بكين تقليدية ملامح بكين التاريخية، وفي الوقت نفسه، يضفي متحف الشمع "مدام توسو" وقاعة تجربة المناظر الطبيعية المصغرة وقاعة تجربة الواقع الافتراضي حيوية جديدة على هذا الشارع القديم.

وقال موظف بقاعة تجربة المناظر الطبيعية "Little Big City Beijing" إن القاعة تجمع المناظر الطبيعية المصغرة والمؤثرات الصوتية والضوئية الخاصة، وتحكي قصص بكين الأسطورية خلال عهود أسر يوان ومينغ وتشينغ الحاكمة وكيفية تحولها إلى مدينة حديثة لمساعدة الزوار على معرفة تاريخ بكين الممتد لألف سنة. وأما متحف العلوم والتكنولوجيا والثقافة، فيعمل على استعادة القصص التاريخية وجعل الزوار يشاهدون المعالم التاريخية وتصنيع الأعمال الفنية المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي.

وهكذا تتجدد الثقافة الصينية باستمرار على مر التاريخ ويمكن القول إن التنمية الابتكارية هي ميزة للثقافة الصينية وفي عصرنا هذا يفسح الإصلاح والانفتاح مجالا واسعا لإحياء الثقافة التقليدية الصينية، واليوم إذا تجولنا في أزقة بكين ومتاجرها ومكتباتها، نشعر بازدهار الثقافة التقليدية الصينية.