17 مايو 2018 (شينخوانت) في كل نهاية أسبوع، تقام "سوق الأحد" في الشارع التجاري بمنطقة "وو كه سونغ" غربي مدينة بكين، حيث يبيع الحرفيون أعمالهم اليدوية الرائعة. ومن ضمن هؤلاء الحرفيين، يوجد شاب بولندي وسيم يدعى " ألكس"، يبيع مجوهرات الكهرمان الجميلة التي تجذب الكثير من الناس للتوقف لمشاهدتها وشرائها.

ولد ألكس في غدانسك المدينة الساحلية شمال بولندا التي تُعرف باسم "مدينة الكهرمان في العالم"، حيث تمثل أكثر من 70% من مجوهرات الكهرمان العالمية والمنتجات المصنعة من الكهرمان، وتعمل حوالي 1000 شركة وقرابة 20000 شخص في قطاع مجوهرات الكهرمان. كان والد ألكس من الحرفيين المشهورين المحليين، ويتعلم ألكس من والده فن تصميم وإنتاج مجوهرات الكهرمان.

وقبل عدة سنوات، اكتشف أكلس أن عدد السياح الصينيين في بولندا يزداد بشكل ملحوظ، وعرف من الحوار مع الصينيين أن بعضهم يزورون غدانسك خصيصا لشراء مجوهرات الكهرمان. ومنذ عام 2010، أصبح الصينيون أكبر الزبائن في سوق الكهرمان البولندية بأسرها. ويرى ألكس من القوة الشرائية القوية لدى السياح الصينيين فرصة كبيرة في ممارسة مهنته مباشرة في الصين ليس لتجارتها فحسب بل لنشر فن الكهرمان البولندي. وما رسخ قناعته وقراره هذا هو ما عرف من وسائل إعلام بولندا عن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ لجعل الصين بلدا منفتحا وصديقا للأجانب، وفجاء ألكس إلى بكين في عام 2016 لبدء عمله الجديد.

وخلال بقائه في بكين، لاحظ ألكس أن المستهلكين الصينيين مختلفون تماما عن الأوروبيين فإنهم يفضلون مجوهرات الكهرمان الصغيرة ذات التصاميم البسيطة، فقام بطرح تصميمات جديدة لتلبية ذوق الصينيين الخاصة. وذات مرة، قام ألكس بسياحة إلى مقاطعة قويتشو، واستوحى من المناظر الطبيعية الساحرة والأعمال اليدوية الجذابة، خاصة المجوهرات الفضية لقومية مياو أعطته إلهام التصميم. وبعد عودته إلى بكين، قام بدمج مميزات المجوهرات الفضية لقومية مياو وتصميم مجوهرات الكهرمان البولندية. ولقيت هذه المنتجات الجديدة ترحيبا كبيرا من قبل المستهلكين الصينيين، ويسميه زبائنه الصينيون "أمير الكهرمان البولندي".

وعند حديثه عن المستقبل، قال ألكس للمراسل إنه يتمنى أن يفتح متحفا خاصا في بكين ليعرض الأعمال الكهرمانية ذات الخصائص الصينية لتمثيل أفضل زواج بين الثقافتين الشرقية والغربية. وأضاف قائلا إن الكهرمان مثل الإنسان لديه الحياة، مع تقدمه في العمر، يتغير مظهره، معربا عن أمله في أن تكون الصداقة بين الصين وبولندا خالدة ووطيدة مثل الكهرمان.