2 مايو 2018 / شبكة الصين / في إحدى قرى شمال محافظة شون تشانغ التابعة لمقاطعة فوجيان، لفّ لي تشون قوانغ، الطبيب المتخصص بمساعدة المصابين بلدغات الثعابين، ثعبانا بطول مترين حول عنقه، وقال إن الثعبان يحييه بإخراج لسانه.

وظل لي يعمل في مجال الخدمات الصحية، ونجح في مساعدة أكثر من 3000 مصاب في السنوات الأربعين الماضية، باعتباره طبيبا متخصصا بعلاج الجروح الناتجة عن لدغات الثعابين.

وولد لي تشون قوانغ (65 عاما) في محافظة شون تشانغ، وكان والده طبيبا مشهورا في هذا المجال، ورافق لي والده منذ صغره في جمع الأعشاب من وسط الجبال وعلاج المرضى المصابين بلدغات الثعابين، وقال إنه كان يلهو في طفولته وسط الحشرات والأعشاب في الوقت الذي يلهوا فيه أقرانه بالدمى، مضيفا أنه منذ صغره لا يخاف الثعبان بل يشعر أنها كائنات لطيفة، وذلك ربما بسبب أنه من مواليد برج الأفعى.

وأدرك لي أن أنواع الأعشاب في جبال محافظة تشون تشانغ فوائدها الكبيرة. ولتحقيق الدمج الأفضل بين الوصفة الطبية السرية التي كتبها أسلافه والعلوم الطبية الحديثة، تعلم لي تشون قوانغ بنفسه ما جاء في كتاب "بن تساو قانغ مو" القديم المعروف بـ"خلاصة المواد الطبية"، كما قرأ العديد من الكتب والمجلات الطبية، وتجول وسط مزارع الأعشاب الطبية بقرى محافظة تشون تشانغ للبحث عن العقاقير الصالحة للمصابين بلدغات الثعابين.

وفي عام 1979، التحق لي تشون قوانغ بقطاع الصحة في إحدى الوحدات العسكرية، وكان زميله تشوانغ داو يويه قد تعرض لتسمم بأول أكسيد الكربون، وقال أربعة أطباء عسكريين محليين إنه لا يمكن إنقاذه، إلا أن لي استعان بجميع ما تعلمه لإنقاذ زميله، وبعد ساعتين كاملتين من المحاولة، نجح في إنقاذ زميله، الأمر الذي جعل من لي شخصية معروفة.

وبعد عودته إلى مسقط رأسه بعد تقاعده في عام 1981، أسس عيادة لعلاج مصابي لدغات الثعابين. ومنذ ذلك الوقت، اعتزم لي تطوير المهارات التي ورثها عن أجداده، وقدراته على التعامل مع أي نوع من الثعابين. ويزور العيادة الكثير من الذين يتعرضون للدغات الثعابين، وبعد سنوات طويلة من الخبرات، يستطيع لي وصف العلاج الدقيق بمجرد النظر إلى مكان اللدغة.

وقال لي تشون قوانغ إن مقاطعة فوجيان يطلق عليها اختصارا لفظ "مين" أو الثعبان الزاحف بين الأحجار، لذا تعد ثقافة الثعابين وثقافة الأحجار معلمين مهمين لثقافة مقاطعة فوجيان. مضيفا أن حلمه هو بناء متحف خاص بالثعابين والأحجار.

وتظهر في عيادة لي تشون قوانغ الكثير من شهادات الشكر التي كتبها الناجون على يديه من لدغات الثعابين، ولا تعد هذه الشهادات والرسائل شاهدا على مهارة لي في العلاج الطبي فحسب، بل قوة دافعة لمواصلة عمله.