28 إبريل 2018 / شبكة الصين / ذكرت الوكالة الصينية للفضاء، الأسبوع الماضي، أنها تخطط لبناء مركز بحث علمي مأهول على سطح القمر. وفي مقطع فيديو عرض خلال الاحتفال بيوم الفضاء الوطني الذي استضافته مدينة هاربين حاضرة مقاطعة هيلونغجيانغ، نشرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية الإنجازات التي حققتها البلاد في قطاع الفضاء وخرائط الطريق الخاصة بتطويره، بما في ذلك خطة بناء وتشغيل مركز بحث علمي على سطح القمر.

ونظم الاحتفال بمناسبة يوم الفضاء الصيني الثالث (24 أبريل)، الذي يوافق يوم إطلاق أول قمر صناعي صيني إلى المدار في عام 1970.

وقالت الإدارة في الفيديو "نؤمن أن حلم الأمة الصينية بالعيش في 'قصر قمري' سيصبح واقعا قريبا". كما يصور الفيديو مركزا على سطح القمر يحتوي على كبائن أنابيب متعددة لتزويد المقيمين بالأكسجين، وستكون الطاقة الشمسية أحد مصادر الطاقة الرئيسية للمنشأة.

ولم تكشف الإدارة عن جدول زمني لبناء وتشغيل المركز، إلا أنها أضافت في الفيديو أن الصين تخطط كذلك لاستكشاف القطبين القمريين.

وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الصين خطة لإقامة محطة فضاء مأهولة. ففي نوفمبر، قال مسؤولو الإدارة خلال المنتدى الدولي لاستكشاف الفضاء المنعقد في بلدية شانغهاي، إن الصين تجري دراسة جدوى لإنشاء محطة آلية على سطح القمر لإجراء أبحاث علمية وتجارب تقنية.

وقال وانغ لي هنغ، العالم البارز في مجال الفضاء والباحث في الأكاديمية الصينية للهندسة، لصحيفة "تشاينا ديلي" إن آراء باحثي الفضاء الصينيين توافقت على ضرورة إنشاء محطة مأهولة على سطح القمر حتى يتمكّن العلماء من تعزيز أبحاثهم حول القمر واستكشاف طرق الاستفادة من الموارد القمرية. مضيفا أن مثل هذه المحطة ستساعد كذلك في اكتساب مزيد من الخبرات التي يمكن الاستعانة بها في الرحلات المأهولة إلى كوكب المريخ.

ونوه وانغ إلى أن الخطوة الأولى، كما يقترح الباحثون، تتمثل في إرسال رواد فضاء إلى القمر للقيام باستكشافات قصيرة الأمد. في إشارة إلى برنامج الرحلات المأهولة إلى القمر، الذي دعا إليه العلماء الصينيون منذ فترة طويلة.

وبدأت الصين برنامج إرسال مسابير روبوتية إلى القمر في عام 2007، ونفذت العديد من المهام القمرية منذ ذلك الحين. كما هبط مسبار "تشانغ آه - 3"، الذي حمل أول مركبة استكشافية صينية، على سطح القمر في ديسمبر 2013.

وقال بى تشاو يو، نائب رئيس مركز استكشاف القمر وبرنامج الفضاء التابع لإدارة الفضاء الوطنية، خلال الاحتفال باليوم الوطني للفضاء، إن مسبار "تشانغ آه - 4" سيبدأ رحلته قبل نهاية العام الحالي وسيهبط على الجانب البعيد من القمر. مضيفا أنه سيتم قبل ذلك إطلاق قمر التقوية الاصطناعي "تشيوه تشياو" في شهر مايو، ليصبح بمثابة جسر في مجرة درب التبانة.

ويطلق مصطلح "الجانب البعيد من القمر" على الجانب الآخر من القمر الذي لا يمكن رؤيته من الأرض، حيث تعمل موجتا المد والجزر على إبطاء حركة دوران القمر حول محوره، لذلك يصبح جانب واحد من القمر يواجه الأرض بشكل دائم.

وأشار باو وي مين، رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا في مؤسسة علوم وتكنولوجيا الفضاء الجوي الصيني والباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم، إلى أن المسبار "تشانغ آه - 4" سيهبط على حوض أيتكين في القطب الجنوبي للقمر وسيستكشف تاريخ المنطقة المبكر، وقال "إن البعثة ستمكننا من اكتشاف ما لم نعرفه عن القمر، كما يمكننا الاستفادة من الجانب البعيد للقمر لإجراء رصد أوضح للفضاء السحيق".

وقال بى تشاو يو، إنه بالإضافة إلى المعدات الصينية، سيحمل مسبار "تشانغ آه - 4" كذلك حمولات علمية طورتها هولندا والسويد وألمانيا والمملكة العربية السعودية.