تطور ونمو مزدهر للفروسية في الصين

28 إبريل 2018 / شبكة الصين / شهدت مسابقات فروسية هونغ كونغ ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية بكين 2008، مشاركة ستة فرسان صينيين فقط (هوانغ تسو بنغ، لي تشن تشيانغ، تشانغ بين، تشاو تشي وين، ألكس هوا تيان، ليو لينا)، وكانت شاهدة على بدء موجة الفروسية الصينية وازدهار صناعة الفروسية في البلاد.

وقبل دورة بكين للألعاب الأولمبية 2008، لم يسبق لأحد أن تجاوز مستوى حواجز الأولمبياد البالغ طوله 1.6 متر، كما لم يشارك أي فارس صيني في سباق حواجز بارتفاع 1.5 متر. وعلق أحد المراسلين الألمان المشاركين في تغطية الحدث بالقول "مع غياب الرياضيين المحترفين وخبرة المنافسة والتأهيل الفني، يخاطر هؤلاء الفرسان بحياتهم لتقديم العروض أمام المتفرجين".

ويشكل تفاني الفرسان الصينيين في عام 2008، آخر خطوات التأهل الأولمبي بالنسبة للصين، وساعد الأداء الأول للفرسان الصينيين في تجاوز آخر عقبات صناعة الفروسية في البلاد، كما عزز على انتشار الرياضة بين الصينيين.

وفاق أداء الفرسان الصينيين الأربعة المتميز في مباراة الجائزة الكبرى في جولة شانغهاي الصينية التي اختتمت الأحد الماضي، توقعات الفارس هوانغ تسو بنغ. وعلى عكس فرسان الجيل الأول في عام 2008، فإن الفرسان الشباب الجدد يتمتعون بمهارة عالية لتقديم أداء ممتاز.

وحطم الفارس الشاب وانغ يون جينغ الرقم القياسي للفروسية في الصين، بعدما جاء في المركز الثاني عشر في ثالث جولات الأبطال العالمية لونغين "غلوبال تور" لعام 2018 التي استضافتها بلدية شانغهاي، وهو أفضل أداء فروسية للصين في تاريخ اللعبة.

ووفقا لجمعية الفروسية الصينية، ارتفع العدد الإجمالي لنوادي الفروسية في البلاد من 300 إلى 1452 بعد دورة الألعاب الأولمبية بكين 2008. كما تضاعف إجمالي عدد عشاق اللعبة 10 مرات، أكثر مما كان عليه قبل عقد من الزمن، ليصل إلى مليون فارس في أوائل عام 2018، منهم 66% فارس من المراهقين.

من جهة أخرى، احتضنت ألعاب الفروسية في الصين وقطاع صناعة الخيول، الترويج لأنشطة من فئة الخمس نجوم، تماشيا مع ارتفاع شعبية ركوب الخيل في البلاد. وافتتح أكثر من 50 متجرا لأدوات الفروسية في الصين بحلول عام 2018، بحجم مبيعات سنوي يتجاوز 300 مليون يوان (نحو 47 مليون دولار). ووفقا لإحصاءات الاتحاد الدولي للفروسية الصادرة في فبراير الماضي، فإن قيمة الإنتاج الإجمالية لصناعة الخيول أكثر من 9.5 مليار يوان.

وقال ليو هوا هوا، رئيس شركة متخصصة في صناعة الثقافة، إن الزيادة في مبيعات مستلزمات الفروسية تشير إلى أن هذه الرياضة الراقية تكتسب شعبية بين الأسر الصينية، وهو ما يعني أن زيادة عدد المتدربين أصبح قاعدة جماهيرية لرياضة الفروسية في البلاد.

وقال هوانغ تسو بنغ، إن حصد الميداليات الذهبية في الفروسية ليس الهدف الرئيسي في الصين، حتى بعد مرور عقد من الاستكشاف في صناعة الفروسية بالبلاد. مضيفا أنه من الواضح أن رياضات الفروسية في الصين بعيدة عن المراكز المتقدمة، وهناك أشياء أكثر أهمية للقيام بها، مثل السماح للمزيد من الأطفال بالتعرف على الخيول وحب الفروسية، الأمر الذي سيعلمهم الاحترام والمسؤولية والشجاعة من خلال التدريب، وجميع هذه القضايا أكثر أهمية من التفكير في حصد الميداليات الذهبية. مضيفا أن الطريق مازال طويلا وشاقا، لكن صناعة الفروسية في الصين تتطور حاليا بخصائص محلية، وقال "استمروا في المحاولة لعقد آخر".