14 إبريل 2018 / شبكة الصين / تقع مدرسة يان سي ينغ الابتدائية في قرية دا دي بينغ الواقعة في المناطق الجبلية بين مقاطعة هونان ومنطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ ويقرأ الطلاب هنا الكتب بصوت عال في أحد صباحات الربيع، مما جلب نشاطا وحيوية للقرية.

وكانت طرق القرية وعرة جدا قبل 26 عاما، مما جعل حركة المرور في القرية صعبة، ولتسهيل حصول الأطفال على التعليم، أنشأت القرية مدرسة ابتدائية، ولكن لم يأت أي شخص من خارج القرية إلى المدرسة لتعليم الأطفال منذ تأسيسها.

وفي المدرسة معلمتان، وهما الأم أو تشاو لين وابنتها فنغ فانغ، وظلتا تعملان في هذه المدرسة لمدة 26 و22 عاما على التوالي، وقد أكملت أو تشاو لين البالغة من العمر 62 عاما إجراءات التقاعد عام 2011، ولكنها اختارت مواصلة التعليم في المدرسة، نظرا لأن ابنتها فنغ فانغ قد تكون مشغولة جدا إذا عملت لوحدها، كما أنها لا تريد ترك تلاميذها في المدرسة، وقالت أو تشاو لين إن ابنتها فنغ فانغ كان قد يكون لها مستقبل أفضل، ولكن بسبب صعوبة وسائل النقل في القرية في تسعينات القرن الماضي، لم تتمكن فنغ فانغ من تلقي إشعار القبول للمعهد الأول لإعداد المعلمين في مقاطعة هونان في الوقت المحدد، وفي وقت لاحق، تركت ابنتها مواصلة الدراسة، واختارت تعليم الأطفال معها في المدرسة، ولكن فنغ فانغ قالت إنها ليست نادمة على اختيار البقاء في القرية للتدريس، بل تشعر بالسعادة عندما ترى تلاميذها يكملون دراستهم في المدرسة واحدا تلو الآخر.

وفي الموسم الدراسي الجديد هذا العام، يدرس حاليا في المدرسة 17 طفلا في مرحلة ما قبل المدرسة و10 تلاميذ في الصفين الأول والثاني، وبسبب أن المدرسة لديها معلمتان فقط، فلا تتولى فنغ فانغ منصب رئيس المدرسة والمعلمة الرئيسية فحسب، بل تكون طباخة تعمل الغذاء لهؤلاء الأطفال.

ولا تزال ظروف المدرسة صعبة جدا، وينقصها كثير من المرافق الأساسية، ولمساعدة الأطفال على تحقيق التنمية الكاملة والتقدم الشامل، دعت فنغ فانغ أصدقاءها عبر برنامج ويشات على تقديم التبرعات لهؤلاء الأطفال، آملة في إيلاء مزيد من الناس اهتماما للأطفال في المناطق النائية، وخلال السنوات الثلاث الماضية، قدم أكثر من 30 مانحا عديدا من الكراسي ومرافق الترفيه والكتب واللوازم المدرسية والملابس والأحذية وغيرها من التبرعات للأطفال في المدرسة.

ويعتبر البقاء في هذه المدرسة الواقعة في المناطق الجبلية مملا ومضجرا بالنسبة إلى معظم الناس العاديين، ولكن الأم أو تشاو لين وابنتها فنغ فانغ غمرتهما سعادة ودفء من الأطفال، وقالتا إن قضاء الأيام مع للأطفال ممتع، وإنهما تشاهدان البساطة والبراءة في هؤلاء الأطفال.

والأم أو تشاو لين وابنتها فنغ فانغ ليستا نادمتين على البقاء في المدرسة لتعليم الأطفال، وظلت أو تشاو لينغ مواصلة للتدريس في المدرسة لمدة نحو 30 عاما، ونجحت في إعداد أكثر من 20 طالبا جامعيا و5 طلاب حصلوا على شهادات الماجستير، وكان الكثير من السكان في القرية تلاميذها، وقالت أو تشاو لين إنها تشعر بالرضاء عندما ترى ابنتها تقوم بتعليم وتثقيف الأطفال بدلا منها.